_القوادون والسياسة..كتاب للمؤلف المصري المبدع الراحل (عبد الله كمال)..يتحدث فيه المؤلف عن الدعارة السياسية وكيف يتم التربح السياسي من الدعارة وأوجه التشابه بين الدعارة السياسية والدعارة الجسدية.
_ثم يتحدث الكاتب عن القوادين في محاولة لفهم هذا النوع من البشر الذي لايمتلك أي قيم ولايتحلى بأي صفات حميدة.
السؤال.. هل الدعارة الجسدية أسوأ حالا من الدعارة السياسية؟
يقول الكاتب.. إن الدعارة السياسية متنوعة وعديدة الأشكال، وهي أبشع وأحط وأقذر من دعارة الجسد. فالدعارة السياسية بيع للمواقف وتكسبا من التبدلات، وفتح للغرف على مصراعيها لكل الأطراف، وجنيا للمال من كل راغب في قرار. بينما دعارة الجسد بيع للشرف بدون تمييز، ومرض اجتماعي خطير، إلا أنها في النهاية قرار شخصي لايؤثر على آلاف البشر، كما تؤثر الدعارة السياسية التي يمكن أن تضر ملايين البشر، حين لايجوع ممارسوها ويأكلون بأثداء الناس. إن دعارة الجسد أخف وطأة وأقل حدة.. وهي في النهاية بين امرأة ورجل.. أو بين الشواذ، في حين أن الدعارة السياسية أشد قسوة وأكثر إيلاما وأعتى خطورة. في الوقت عينه لاتختلف الدعارة السياسية عن الدعارة الفكرية(أنتهى الاقتباس).
في زمن الدعارة السياسية والعهر الفكري.. مر الزمن سريعا علينا، كسرعة الضوء التي تساوي مايقارب مليار كيلو متر بالساعة، ومازلنا نعاني وسوف نبقى نعاني وحتى عندما يأتي أمر الله تعالى سوف نعاني ونحن نموت بين يدي عزرائيل!
في زمن الدعارة السياسية.. مرت الأيام، ومضت الأعوام، وحياتنا باتت أشبه بحياة الضفادع التي تعيش في المستنقعات والأنهار الضحلة!
في زمن الدعارة السياسية ومحتقري البشرية.. أصبح الفساد وسرقة المال العام والدجل والتدليس، وكل شيء مذموم ومرفوض دينيا وإنسانيا هو المتصدر!
في زمن الدعارة السياسية.. لم ولن يبقى شيئا غريبا..وليست هناك ما يدعو للتعحب.. فأصحاب (المقام الرفيع).. فلاسفة وفقهاء بالدفاع عن الوطن ومحاربة الفساد، فهم تعلموا بعد هذه السنوات العجاف كيف يختارون وسائل أكثر رقة وأقل عنفا!
في زمن الدعارة السياسية..أي محنة نعيشها؟
في زمن العهر السياسي..لماذا نستبيح الصمت على دمارنا..فلايشفق الآخرون على اوجاعنا!
الكارثة الكبرى.. ان الدعارة السياسية تطاردنا وتطرد عنا الأخلاق والقيم والمبادئ.
في زمن الدعارة السياسية.. حوصرنا بالجهل والجهلاء، وبالتالي فقدنا الفكرة العظيمة، حيث سقط الفكر لدى الكثير الكثير..وأنعدم العلم، بعد أن هاجر العلماء إلى بلاد (الكفر).. وتم اقتلاع الإبداع والتنوير من جذوره، ثم تجاوز الوضع العبثي استفحالا، إلى أن سقطنا في فخ البغبغة والتطبيل للفاسدين.
في زمن الدعارة السياسية.. تحول الفاسد إلى شريف، ثم انتقل من مرحلة الشرف إلى أن أصبح زاهدا.. ولي من أولياء الله يعلمنا الحكمة والموعظة..بل إن بعض من يحمل إيديولوجية الدعارة السياسية يرى في نفسه بأنه أكثر تدينا والتزاما من باقي الشعب المسكين..فذهب بعيدا وراح يعلمنا الدين والتدين! وهم يعلمون جيدا بأن الشرف والزهد لاتحتاج لاستعراض العضلات.
في الحقيقة ان الايمان والأخلاق والحب والشرف.. ليس بالسجود ولا بالركوع ولا بقراءة صفحة من كتاب الله العزيز.
إذن لنعود إلى بداية المقال وعنوانه..ونصل بعد هذه السطور المتواضعة إلى حقيقة مفادها..إن دعارة الجسد أهون بكثير من الدعارة السياسية..
مع اني شخصيا لا أومن مطلقا بشيء اسمه الدعارة الجسدية..لأن العهر ليس في الأجساد وإنما العهر في الضمائر السوادوية والنفوس المغيبة.