23 ديسمبر، 2024 10:12 ص

جدلية الصراع بين النخب الحاكمة والشبيبة الحالمة في مستقبل العراق

جدلية الصراع بين النخب الحاكمة والشبيبة الحالمة في مستقبل العراق

منذ تولي الكتل امر البلد من خلال وجودها في مجلس الحكم او الجمعية الوطنية او دورات مجلس النواب الأربعة لم يلاحظ المراقبون أي تطابق بين رؤى الحكام وبين الأجيال التي تتوالى على الحياة جيلا بعد جيل ، وقد كان البون كبيرا وأخذ ينمو باتجاه التضاد ، ولم يكن النظام بكل أجهزته ينتبه الى التراجع في الاهتمام والعلاقة بين الطرفين وظل رجال النظام لاهون في متاهات الحكم ولاهون بالمال تاركين تطور حاجات الناس ومهملين تطلعات الشباب لا بل لم يلتفتوا حتى الى الرياضة ، وكان الشباب من جانبهم يحثون الحكومات المتعاقبة إلى ضرورة تحقيق أبسط مستلزمات الحياة ، وظل الجدل قائما بين القديم من العقليات الحاكمة وبن اجيال تطمح لان تتساوى مع اقرانها على الاقل في الدول المجاورة في الاقليم ، دون اي اهتمام من الحكام ، وتحول الجدل والتناقض من جدل سلمي هادئ الى جدل ساخن تمثل في المظاهرات التي اندلعت عام 2011 ، والمتجددة عام 2014 ، او مظاهرات 2017 ، وبعدها مظاهرات جياع البصرة ، ولم يكن ثمة متعقل من القادة ينتبه الى ما يجري ويدق ناقوس الخطر، ،،نعم ولا واحد، ، على الاطلاق ، كل ما كانوا يتقدمون به الاستهجان والاستصغار ، حتى كان الاؤل من تشرين عام 2019، حيث انطلقت اللهجة المتصاعدة لشكل التظاهر ، وعندها انتبه القادة ، وأخذ كل منهم وعلى طريقته الخاصة يعلن أننا فشلنا ، ، اننا فشلنا طيلة الاعوام السابقة في ادارة الدولة قالها من كان يصرخ او يبكي او ينوح. والصراخ هذا لم يبدأ بوضع الحلول ، وهنا تحول الجدل مع شباب الساحات اما بالمراوغة او بالتعدي ، وبعدها صار الحوار حوار السلاح ، ورفعت الاجهزة الأمنية من وتيرة الاشتباك ليتحول إلى اشتباك الأعداء وقتل المئات وجرح الالاف ، وتحول بمرور الزمن ا لتبايين الى تبايين مصيري أما السلطة ورجالها وأما الشباب وساحاتهم ، ولم يعد بعد كل ما تقدمنا به حلا وسطا ، فعلى قادة النظام التسليم بالامر الواقع والعمل بجدية على صنع تاريخ جديد للعراق ، يكون فيه لأولئك الشباب الدور الاؤل في بناء المرحلة القادمة . والا فإن الأوضاع ستشهد المزيد من التدهور ، لا حاجة لنا به أيا السادة الحكام …