17 نوفمبر، 2024 7:12 م
Search
Close this search box.

جدلية الديك والدجاجة بين هادي العامري وخالد العبيدي

جدلية الديك والدجاجة بين هادي العامري وخالد العبيدي

بداية .. تبين ان طموحاتنا وأحلامنا بنصر عسكري (خاطف) سريع يوازي سرعة سقوط محافظاتنا العزيزة على يد اعداد (قليلة) من شراذم الدين وشراذم الأنسانية وعصابات الأرهاب ، ما هي إلا خيالات واحلام يقظة اصطدمت بجدار الحقيقة الناصعة التي تؤكد أنه لا يمكن لأي نصر عسكري (حاسم) في الوقت المنظور على الأقل أن يتحقق وسط هذه الفوضى السياسية وتعدد مصادر القرار التي تعم المشهد السياسي العراقي والتي ضربت أطنابها ربوع العراق من شماله الى جنوبه .

ورغم أن تشكيل الحكومة الجديدة أتى الينا بوزير دفاع مهني من داخل المؤسسة العسكرية ، إلا ان الرجل وكما قلنا سابقا وفق سيرته الذاتية لم يكن رجل حرب أو تعبئة أو تخطيط ، فهو ضابط (فني) لم يعرف صفحات القتال وفنون الحرب إلا من خلال الكراسات التي درسها في كلية الأركان ، وخبرته القتالية صفر امام اقرانه من اولائك الذين عملوا في سوح الوغى وذاقوا طعم مرارة البارود المخلوط بتراب الأرض الحرام .. لكننا كنا نؤمل النفس ببعض من نتاج سياسي له ، وخصوصا انه توارد الى اسماعنا أنه يحمل شهادة عليا في العلوم السياسية .

 

 

لكن تخبطه السياسي في انعدام امكانياته في التوفيق بين بناء مؤسسة عسكرية محترفة لها اليد الطولى في أخذ زمام السيطرة على المشهد العسكري والأمني ، وبين وئد (طموحات) بعض (قادة) التشكيلات الشعبية التي جاءت بفتوى دينية لأسناد قواتنا المسلحة .. بل على العكس مدحه الأضطراري المستمر لتلك القيادات رغم عدم انضباط بعضها واصرارها على صبغ المعركة بلون طائفي وتجاوزها المستمر على المدنيين ، ولدّت مخاطر منظورة ومستقبلية في اندثار (بقايا) مؤسستنا العسكرية المتآكلة اصلا بفضل مصائب المالكي وفساده .. وليس ببعيد ان استمر تخبط السيد وزير الدفاع هذا ، أن تتحول مسؤولية ادارة قيادة هذا المؤسسة وغيرها من مؤسساتنا الأمنية الى قادة تلك المجاميع ، شاء من شاء وأبى من أبى .

 

 

حقيقة لا نحسد هذا المسكين العبيدي على ما حشر نفسه به .. وهنا لا نريد أن نتطرق لفشل خطة تحرير (مركز تكريت) الذي لا تتجاوز مساحته مساحة مدينة الصدر ، وكأن وزير دفاعنا الضرغام عند مناقشته لخطة التحرير واقرارها ، لم يكن يعلم أن السلاح الرئيسي لعصابات داعش هو التفخيخ والعبوات والأنتحاريين ، لكي يبرر علينا هو وقادته الميدانيين توقف العمل بصفحات تلك الخطة .. لكننا نريد أن نشير الى أمر (سياسي) مهم .. فبعد دقائق من خروج العبيدي علينا من البصرة مهددا بحساب عسير لكل من يحمل السلاح خارج سيطرة الدولة بعد معارك طاحنة بين عشائر بصرية متقاتلة ومتناحرة ، رد عليه بتحدي مشهود ممثل منظمة بدر (عالية الصوت حاليا) في مجلس محافظة البصرة رافضا تصريحات وزير الدفاع ومعلنا بتحدي واضح (مسنود) أننا لن نسحب السلاح من المدنيين .. مع الأشارة الى أن السلاح المقصود هو من النوع المتوسط والثقيل .

 

 

حرب باردة خفية بين وزير دفاعنا الضعيف وبين هادي العامري المسنود اقليميا وحوزويا ستتصاعد حتما خلال الأيام القادمة .. وان كان تحرير قرية العلم وقضاء الدور قد جعل من جيشنا العراقي في ذيل الرمح وفق اجندة سياسية اقليمية وداخلية مرسومة بدقة ودهاء رغم الخسائر الكبيرة جدا والغير مبررة بسبب فشل التخطيط ، والغير معلنة أيضا في تشكيلات تلك المجاميع الشعبية والتي كشفتها الينا مقبرة السلام في النجف الأشرف .. فربما تحرير تكريت (ان حصل) وهو قمة آمانينا الآن ، لكن خوفنا ان يكون بنفس تلك الأجندة المشبوهة ، سينهي حتما مؤسستنا العسكرية العريقة والتي يقودها وزير أضعف من أن يقف أمام الديك المنفوش هادي العامري ولا يأخذ وضع الأستعداد .. وهنا لا يمكن إلا أن نقرأ السلام على جيش العراق .

أحدث المقالات