22 ديسمبر، 2024 11:44 م

الانطباع
الشخص الواحد الحقيقة المطلقة الواحدة، الحل الوحيد، تركيبة عقلية العاجز؛ أننا نعيش في عصر المعلوماتية والتقنيات المتسارعة في التطور، وأجهزة تحتوي علوم السابقين والمعاصرين تحصل عليها بشكل مقروء وواضح بكبسة زر وتحملها عندك على جهاز صغير أو في ذاكرة قد لا تتجاوز عقدة الإصبع، فكل امر يناقش، التوقف عن مناقشته خلق الجمود في تعاملنا مع فكرنا وهويتنا فاضحت أمرا مقدسا لا علاقة له بالحياة فنحن لا نحترم حدوده في المعاملات ونعيش واقع الأمر حياة لا صلة لها بقيم نجلها ونتعصب لها إن ذكرت بسوء بينما نحن نسيء لها في تفاصيل الحياة ولا ندري لأننا عزلناها عن حياتنا بتجميدها أو وضعها على الرف في زاوية كالعنكبوت، هذه العقلية لم تغادر رغم التقدم التقني، فهي من قاومت رسالة الإسلام في كل العصور، هي من قالت أن محمدا ﷺ مجنون، وحاربته، هي من قالت أن المسيح ﷺ دعي كذاب، ومرورا نجدها حيث وجد المصلحون والأنبياء عقلية تتجمد على ما انطبع في ذهنها وتنشط غريزة من الغرائز لمقاومتها.
نناقش الإنسان وليس فكرا معينا
البحث عن الحقيقة هو منهج وطريق بلا نهاية، فالحقيقة التي تتفاعل والواقع ممتدة متجددة تحتاج إلى دوام البحث وتتوالد عبر الزمان والمكان لتنتج ما يقود عصرها، الحقيقة ترتكز على ثوابت قيمية أخلاقية سلوكية، لكنها متجددة في الأحكام المدنية التي ترافق التطور وتراكم الجهد البشري المدني؛ فان جمدت على صيغة أو أحس حاملها انه يمتلك الحقيقية بإيمان راسخ لا رجعة فيه، فهو غادر الزمن، وهذا ينطبق على من يزعمون انتماءهم للدين وفكره أو العلمانية أو اللبرالية وغيرها ويبقون على أفكار جامدة تتعصب لتصبح رافضة للآخر.
الحقيقة تلد
المعرفة تحتاج إلى تنقية، والتلقين ليس منهجا للتفكير بل قيود توصلك لأهداف هي قناعة الملقن الذي تمتلكه الانطباعات والقوالب وهذا أنتج مجتمعا متلقيا لذا نرى الناس اغلبها تريد من الكاتب أو المتكلم خلاصات وتبتعد عن قراءة ما يتطلب التفكير، وهذا يجمد الحقائق ويولد التعصب ويبعد الأمة عن طريق النهضة والتطور المدني أو التوسع الحضاري الفكري فيخلق ازدواجا في السلوك وتعايش بين المتناقضات في ذات الإنسان.
التعصب هو نتيجة التلقي كمسلمات، وهذا مرة أخرى في كل فكرة وفكر وليس حكرا على الديانات وهذا كله من جمود التفكر وقيادة الغرائز للأفكار.
لن يناقش الإنسان ما يصبح عنده بديهية حتما، وربما عقيدة داخل عقيدة، وهذا ما كون الطوائف والملل وتغييب للمنظومة العقلية الذي هو إهانة للتكريم الإلهي.
السؤال منهج قرآني لم ينتبه له من تعصب، إدارة الشك منهج قرآني أيضا لإبداع الجديد، وهذا اغلق بل ربما يتهم من يسلكه بالبدع والضلال.
طلاب الحقيقة قلة:
طلاب الحقيقة أناس متجردون يتفاعلون مع غاية خلقهم وهي منظومة العقل التي كرم الآدمي بسببها، يسالون ويبحثون ولا يتلقون الإملاءات بل هم وفي خضم تعاملهم مع الحياة في أي مهنة لا يوقف تفكيره لا في عمله ولا بمراجعة قناعات أعطيت له ويقاطعها مع الحياة العملية لينتج فكرا ويفتح مثاني القرآن ــــــــــكنموذج لثراء الفكرـــــ وهو يقرأه تلك المثاني(الطيات) التي هي الإعجاز الذي يحقق أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، كلمة رجوع للإسلام مؤشر التباس فهو حاضر متى فتحت طيات القرآن التي تعالج مشاكل البشرية في زمان ما ومكان ما ووفق كل مكان وتطوره المدني، والا ما معنى أن نسمع الرجوع إلى الإسلام وكان هنالك رغبة في العودة إلى ماض مختلف تماما في واقعه المدني، كذلك القول استئناف الحياة الإسلامية وكأنها قطعت امس، العالم تغير ويحتاج إلى حقيقة لهذا الواقع تستنبط من الحقيقة العظمى إن هذا الكون خلق على الحركة وكل شيء يتحرك وبسرعة ونظام وان سكون العقليات وجمود التفكير على ما تلقى الإنسان كمسلمات هو ضد سنة الكون، هذا الكلام لست ابتدعه وإنما هو من المفهوم من القرآن والسنة كرسالة وسياق، فمجرد التفكير أن القرآن أتى من الماضي هو فهم خاطئ فالله لا يحكمه الزمن لأن الزمن مخلوق ولا يحكم المخلوق خالقه، وانك مكلف بفهمه لعصرك كما فهمه الأولون لعصرهم وليس التزام فهمهم.