سمة المشكلة:
هنالك في هذه الجدلية نوعان من الازدواج، وكل نوع مركب من أطياف وهي ليست مرضا ليعالج وإنما اضطراب في تكوين الشخصية، وهي ليست متعلقة بدين أو عرق أو طائفة وإنما هي متعلقة بتركيبة المجتمع ككل، ومفرزات هذا الازدواج أن هنالك حياة غير طبيعية وأمة ليست قويمة غير قادرة على البناء ولا التعامل مع الواقع بشكلسليم.
ما جدلية الاضطراب وما علاجه:
الإسلام عموما أتى إلى بيئة في وقت بعيد عن التقنيات الحديثة، واهم هذه التقنيات التي تفيد الإسلام كفكر ليكون بعيدا عن تشويه الفكرة والنقاء حينها هي الاتصالات والمطابع، فالناس تتداول المعلومة بطريق النقل والحفظ كما اعتادت أن تتناقل الشعر والكلمة، ومنها الشروحات والراي، فلم تترسخ الفكرة بشكل صائب وإنما هي ظنون في الفكرة عند العامة من الناس مع تصور انهم معلمين ولهم راي وهو أمر جاذب في مجتمع تأتيه الحرية بعد قمع الإمبراطوريات، وهي احد أسباب الفتنة التي أدت إلى حكم التغلب لاحقا، فالفكرة قد تبدأ بسلوك أوحدث مهما كان بسيطا فان لم تصحح تكبر وربما ينظَّر لها لتكون أيديولوجيا، فإهمال الإخفاقات أو الانحرافات أدى إلى صراعات وتعاظم للتخلف مستمر لحد الآن.
ثم اصطدمت الحضارة الفكرية التي استقر عليها الناس باختلافاتهم على الأمور البسيطة بمخرجات الفلسفة اليونانية فكانت مادة للجميع لإرساء تنظيرات كل لفكره وإصراره عليه بمنطق تصوره مع غياب الفهم العميق للإسلام، ظهرت أسئلة الفلسفة اليونانية التي هي ليست أسئلة الفلسفة أو فكر الحكمة الإسلامي، فماهية الاله الذي طرحته نظرية الفيض هي ليست سؤالا في الإسلام فالإسلام يأخذ الجانب المؤثر في الحياة، أسئلة مثل الإنسان هل هو مخير أم هو مسير، هذه خلقت فرق متعددة وهي فكرة لا وجود لها لمن يفهم الإسلام وهو يعرف ماهية الإنسان والحياة، وما انفكت الناس تناقش هذه الأمور دون فهم لتضارب الأفكار بين أمور محلولة أصلا فلا يوجد هذا السؤال في الفكرة لان الإجابة أصلا موجودة بشرح السؤال ، سؤال عن القضاء والقدر وهي مجابة مثلها مثل معنى الروح والقلب والفؤاد، الإسلام يجيب عن كل هذا ضمنا بينما مازالت الناس تسأل والمفسرون والوعاظ والخطباء والكتاب يستخدمون كل هذه الأسئلة الوهمية والمصطلحات، عالم وهم يدورون في تيه افتراضي لا مخرج منه كذلك هو حال الأمة اليوم.
عقدة التغيير وتراكم الأسئلة:
الأمة في منطقة ذات ثروات فتتصارع عليها الدول بأيديولوجياتها وأساليبها المتعددة للهيمنة عليها، من التعليم لإنشاء موظفين بأسلوب غربي، إلى إدخال لغات المحتلين وثقافتهم، إلى الأيديولوجيات كالشيوعية إلىانغلاق الفقهاء ورجال الدين ورفض أي تجديد حتىيفرض نفسه أو محاولة مقاربته بالإسلام تماما كما فعل السابقون مع الفلسفة وهي ثقافة وفكر يحوي اختلاف الجوهر إن عومل كفكر حضاري وليس كمخرجات مدنية، ولكوننا نحاول التأصيل في الدين لكل شيء اختلطت علينا فتفشل الفكرة عند التطبيق، هنالك من تحسس هذا ولم يدرك منه الحل له فقال (إننا لن ننهض إلا اذا أخذنا ما عند الغرب كله بإيجابيته وسلبيته) وهذا يمثل حالة الخلط التي نوهنا إليها لأننا نعتبر كل امر عقدي، في حين أن المدنية تراكم للجهد البشري أما الفكر الحضاري فهو توسع بغرض الفهم لفكر عقدي انزل كمنهج للإنسان كقيم تستند عليها معايير السلوك وتصويبه، واستعاض الغرب عنها بالقانون وسيادة القانون وتقديس قوة الدولة وسيادتها، نجد هنا الدولة الاله ونجد القوانين بدل قيم الشريعة.
السلوكيات السلبية والمزدوجة:
السلوكيات المزدوجة عندما تلاحظ أن رجلا متدينا يحكم على مخالف الشرع بكل قسوة وهو ممكن أن يزني ولا يؤثر هذا على شدة حكمه على الزاني مثلا …. ما التوصيف والعلاج هذا ما نحاول الإجابة عليه في الجزء الثاني