19 ديسمبر، 2024 6:28 ص

توالت علينا الاحداث خلال الايام القليلة الماضية، الامر الذي جعلنا حائرين امام كم الاخبار التي اعتقد جازمة انها مفاجئة للكثيرين حتى لـ اولي الامر منا، ولعل اعلان التكتل السني الجديد ابرزها وما خلف من ردود فعل متباينة منها المؤيدة واخرى رفضته لاسباب عديدة وقد يكون ابرزها عنصر المباغتة التي اعتمدها القائمون على تشكيل هذا التكتل الذي يراد له ان
يكون جبهة سنية موحدة تواجه التطورات التي ستحصل في العراق والمنطقة على حد سواء.
وقد يكون السؤال الابرز الذي يواجههنا هو من سيتصدر المشهد السني (اذا صح التعبير)، فالتنافس على اشده على ما يبدو بين جميع الفرقاء الذين يحاولون الحصول على موطئ قدم ضمن معادلة غير ثابثة وفقاً للوضع العام في البلاد وتحديداً في المناطق السنية التي تعيش غالبيتها اوضاعاً صعبة وقد يكون نزوح نحو اربعة ملايين من ابناء هذه المدن احد ابرز الانتكاسات التي تلاحق القادة الذين تزعموا هذا المشهد في الوقت الراهن الامر الذي يضع الشارع السني في موقف لا يحسد عليه، فيكاد يكون هو الخاسر الاكبر من هذه المعادلة التي اتت على مدنه وممتلكاته وارواح اعزاء عليه.
ان المرحلة الراهنة لا تقبل رهانات الساعات الاخيرة، فالاخطاء شخصت ولن يكون هناك تساهل حتى وان كان الشارع السني في ازمة فانه يعي من كان وراء الدمار الذي لحق به خلال اكثر من عام وعلى ما يبدو ان المعاناة مستمرة اذا لم يتصدر لها من يستطيع ان يجمع احجية التفكك السني الذي بات يعيش انقساماً لن توحده تكتلات او اصطفافات تجتزأ من تريد وتقرب من تحب، ان المطلوب رجل مرحلة خبر جيداً المشكلة واستطاع بحنكة ان يحدد مناطق الخلل ومنها ينطلق لاغاثة المكلومين بارضهم والمحرومين الا من كبريائهم. ولا اخال نفسي تمدح شخصية بعينها الا ان متابعة دقيقة نجد ان بعض الشخصيات اثبتت انها تستحق ان تتولى هذه المهمة، وقد يكون رئيس البرلمان احدهم فمحاولاته وجهوده لم تتوقف عند حدود التنافس الا من اجل اهله
وشارعه المبتلى بمصائب لن تنجلي الا من خلال اناس وضعوا كل مصالحهم جانباً، فالمحنة تتطلب رجالاً يكسبون ثقة الجمهور ليس السني فحسب بل الاخرين ايضاً، فالعراق لنا جميعاً وبعيداً عن كل مناكفات ديموقراطيتنا ونزاعاتنا الصبيابية التي اضاعت بلداً نتمنى لملمته بامثال الجبوري وغيره.. فهل هذا مستحيل

أحدث المقالات

أحدث المقالات