ليس غريباً أن نرى الإنتقال التملقي عند العرب وبالذات عند أحفاد العرب المستعربة ، فهم مترنحوا الولاء وكأنهم زورق في بحر يتمايل مرة إلى الشمال وأخرى إلى اليمين ، فبالأمس كانوا مع صدام وبعدها إنقلبوا على صدام ومنها أصبحوا ضد المحتل ثم رويداً رويداً أصبحوا أصدقاء للإحتلال والآن سينقلوا ملفهم الخدمي والتملقي إلى السيد المالكي .
برز أسمهم في الحرب العراقية الإيرانية عندما تملقوا لصدام ووعدوه بمحاربة إيران فما كان به إلا أن يفتح لابنائهم دورات سريعة ليصحبوا بعدها ضباط في الجيش العراقي السابق ( دمج ) ثم إنقلب عليهم صدام عندما قرر أحدهم القيام بمحاولة انقلابية وأسمه النقيب سطم الجبوري المنسوب لأحد الوية الحرس الجمهوري المدرع من خلال التخطيط لقتل صدام حسين ومعه ثلاث رؤوساء عرب عندما كان يستعرض القطعات العسكرية تحت قوس النصر القريب من متنزه الزوراء في عام 1990 ، حينها قام صدام بطرد أغلبهم وبالذات من كان في وحدات الحرس الخاص والحرس الجمهوري ضباطاً ومراتب ، بعدها حاولوا مرارا التملق لصدام لكن محاولاتهم باءت بالفشل الذريع ، بعد الإحتلال برز منهم من يبحث عن الورق الاخضر بكل طريقة من خلال العمل مع التنظيمات المسلحة سواءٍ كانت إرهابية أو تنظيمات مسلحة تقاتل المحتل ، وحتى لا أكون قاسياً في الوصف ، فمنهم القليل الذين كانوا يقاتلون المحتل بروح إسلامية خالية من الفوائد وسرعان ما إنقلب هؤلاء عندما أحسوا بطيب عطر الورق الأخضر ، اليوم يحاول كبار هؤلاء التقرب للمالكي من خلال الأمين على مصالحهم وأحد أبنائهم ( وهو عضو برلماني )، إذ يقدم هذا الرجل مزيداً من التملق الأسطوري لقائد هذه المرحلة بعد أن أتفق مع شيوخهم على المبدأ القائل ( كل من يتزوج والدتنا فهو عمنا ) وها هو يترجم هذا الشعار من خلال تقديم فروض الطاعة والولاء للسيد المالكي ، أما آخر المعلومات المتيسرة والتي يمكن الحصول عليها من بعض المواقع الإلكترونية هي وعود تلقوها من السيد المالكي بالحصول على فرصة للسيطرة على محافظة صلاح الدين بحجة نحن الأكثر عدداً، لكن النقطة الوحيدة التي لم ينتبه لها السيد المالكي هو تاريخ هؤلاء ،فالتاريخ “صورة ملونة واضحة المعالم للمسقبل ” ولا حاجة بنا إلى البحث عن من يجيد فن التنبوء ، أغلب الذين يفهمون بالتنبوء يعودون بطريقة أو أخرى للماضي ثم يستخلصون الحاضر والمستقبل منه ، يفترض بالسيد المالكي أن يدرس تاريخ هذه العشيرة وبالذات من كان بالأساس ينتمي لمحافظة صلاح ليعرف بدون مساعدة كيف إنهم بالوان مختلفة وبطرق حرباوية في تعاملهم مع رأس الهرم،
وليس بعيداً عن المتابع لتاريخ هذه العشيرة وهنا لا أريد أن أعمم فكل مكان لا بد أن نجد الطالح والصالح ولكن عندما تزداد كفة الصالحين أو الطالحين برقم بسيط أو كبير تصبح التسمية مقرونة لصالح الكفة الكبيرة .
نقول للسيد المالكي أحذر فستجد فيهم الف سطم الجبوري وما عليك إلا أن تقرأ كتاب الأمير لميكافللي حتى تفهم إبجديات التعامل مع هذه النماذج وبالذات من خلال قراءة الصفحة 118من الكتاب أعلاه حتى تفهم عن كثب صفات هؤلاء ، أو تعامل معهم بطريقة نوم الذئب فهو يغمض واحدة ويفتح الآخرى حتى تضمن عدم طعنك من الخلف فهم غادرون بكل الاحوال ومهما أغدقت عليهم من الهدايا والعطايا فتأكد أن أول فرصة سانحة لهم سينقلبون عليك لا محالة . هكذا هم من خلال قراءة بسيطة لتاريخهم الطويل وما كنا لهم ظالمون .