23 ديسمبر، 2024 5:28 ص

جبهة الأصلاح: واقع وطني…

جبهة الأصلاح: واقع وطني…

انقلاب 08 / شباط / 1963, كان اول احتلال امريكي للعراق, تواصل دموياً حتى حلقتة عام 2003 ورغم كل الحالات التي اتخذتها وجوه العمالة, كان اخر نتاجها المأساوي طوفان الفساد والأرهاب ونكبة العملية السياسية التي انبثقت عنها حكومة لصوص ممثلة لرموز الطوائف والمذاهب والأعراق سرقت السلطات والثروات ودين الله ومقدسات الناس وعمامة امير المؤمنين علي (ع) ووظفتها لأبتزاز الملايين وتحقيرهم واذلالهم وفرض نظاماً للتجهيل والتجويع والأوبئة مبرمجاً بأحط النوايا, وبعد ان أفرغوا العراق من خيرة بناته وأبنائه تركوه بقايا وطن يُورثه طرطور لطرطور.امريكا تُحررنا من نظام بعثي بغيض ثم تقدمنا وليمة لنظام اسلاموي مدججاً بالنص والمقدس ومليشيات فوق الأرض وتحتها تجهر على الواقع العراقي لأفتراس الحياة فيه, صحيح ان النكبة غير مسبوقة لكن هناك دائماً رفضاً ومقاومة فاعلة تفيض من بركان الصمت العراقي, مظاهرات سلمية بمطاليب مرحلية متواضعة وحراك وطني لا يمكن تأجيله او الألتفاف عليه كانت ردة فعله.اكثر من عشرة اشهر من التظاهر اقتنعت فيها الحركة الجماهيرية على ان حكومة النكبة لا تصلح لشيء أبعد من التسويف, انها مكبلة بشروط التبعية لأكثر من نظام وملفات فساد وارهاب افرغتها من ابسط مضامين الأنتماء والولاء ولم يتبقى أمام الحراك الشعبي الا ان يُصعد من حراكه حتى لا تمّيع اهدافه وتُقلب صفحته, ومن اجل سماع صوته اقترب قليلاً من ابواب المنطقة السوداء ليترك اصواتاً تواكح من داخلها, كان وضعاً وطنياً ايقظ ضمائر بعض النواب الوطنيين فكانت الولادة المباركة ـــ جبهة الأصلاح الوطني ـــ ظاهرة بكامل فتوتها.جبهة الأصلاح حراك وطني بكامل مستلزمات صموده, نهضة وفي مثل هذا الزمن المنكسر لا يمكن لها ان تمر الا على طريق ملغم بالمصائد والمكائد والعثرات, فتوة الأرادة كانت تتنفس برئـة الأنتماء والولاء, حالة رفض وتحد يزفرها وطن يستغيث بأهله, جمرة لامست جسد العراق وأيقظت فيه غفوة العراقيين, احتك القلب في العقل فاشعلت صمت العراق, حراك شعبي وجبهة للأصلاح الوطني, ابتسمت الحياة واثقة من داخل تابوت مجلس تعفن الفساد والأرهاب بين مفاصله فتعفن.الطريق ملغماً بالنوايا الكيدية,

محطة نعثر فيها وفي اخرى نحاصر ونتضرر  وكلاب بوليسية سياسية تجهر علينا, هكذا هو طريق النصر وليس سحابة بيضاء تمطرنا رذاذ خفيف من المكاسب, انه وجع الأرض ومعاناة الناس يقلب الواقع لأفراغه من كائنات تعفنت, العراقيون الآن ليس “ولد الخايبة” انهم اولاد عشتار وبهية واولاد زينب وبدرية, اولاد كل امهات الناس ولن يُقبلوا يـد كائن من كان او صبيان تعبت اصابعهم تحت كماداتهم, نجهل هوية القافلة التي تركتهم لوثة على مقدس ارضنا, يـد العراق وحدها التي نقبلها ومعها مليون قبلة على جبين وطن كان لنا وسنستعيده.جبهة الأصلاح الوطني قد تخسر امام باطل الكيد والوقيعة من داخل مجلس اللصوصية, لكنها ستكسب (وقد كسبت) الحق والحقيقة في الشارع العراقي, قد تكون الخسائر سريعة وبعضها طارئة لكنها سوف لن تقاوم ارادة الأصلاح والتغيير, قضية هي الأكبر مقارنة بهواجس الذات ولا يوجد في الدنيا ما يساوي عودة الأبتسامة الى وجه يتيم او يروي الفرح ضمأ ارملة او عودة عوائل منكوبة بالنزوح الى دفىء مدنهم التي خذلتها دواعش السياسة, أهناك اقدس من صرخة مواطن (انا ابن الأرض وصاحب القضية) وعلى الضيوف ان يحترموا الضيافة او يغادروا من الأبواب الأوسع, لم يعد لهم فينا نفع ولا ضرورة.على جبهة الأصلاح ان لا تراهن على عبيد صنم او من قبض ثمنه واخر قدس السماحة وخذل الوطن او الـه الوسيط وتجاهل الله كما لا يعولوا على قطيع كتلة علفها بيد الرئيس او كتلة لا تغادر المكان الذي يبصقها فيه القائد, انتصارهم في التماسك حول المشروع الوطني وثقافة النفس الطويل ووضوح الرؤية وثبات الموقف وتكثيف الحوار الداخلي, الأتكال على الشارع العراقي حتى في حالات صمته وانتظار كلمته التي سيصرخها عند ابواب صناديق الأقتراع القادمة, هنا فقط يمكن ضمان استعادة حاضر ومستقبل العراق.قد لا يكون الحراك الوطني في الخارج مؤثراً كما هو في الداخل لكنه بالتأكيد سيضيف زخماً لا يمكن تجاهله خاصة على الصعيد الأعلامي, انبثاق جبهة الأصلاح بمضامينها الوطنية وابعادها التاريخية لم تحظى بما تستحقه من الأهتمام بين كتاب واعلاميي الخارج, انه التحول الذي سنجني ثماره في الأنتخاباتات التشريعية القادمة, الكتاب الوطنين يجب ان تكون لهم ستراتيجية تتخطى ردود الأفعال الأنية, يجب وبالضرورة ان يتبلور من بينهم لوبي وطني يتصدر مسؤولية دعم جبهة الأصلاح وحمايتها من التشويه الأعلامي المضاد عبر تجميع كل الطاقات ودفعها على الطريق الذي يوصل الى صناديق الأقتراع للأنتخابات القادمة ويحقق الأنتصار.