وهذه كناية عمن اعتذر عن نقص في تصرفاته بعذر بارد، والجملة التي اشتملت عليها الكناية كردية، ومعناها : ماذا اصنع، لم يكن خنجري معي، واصل الكناية، ماروي عن فتى من الكرد، كان يتظاهر بالشجاعة وشدة البأس، ويدعي انه يستطيع ان يهزم جماعة من الرجال بقوة ذراعه، وحدث ذات ليلة ان خرج من داره، فامسك به لص وسلبه ثيابه، ولما عيره اصحابه بذلك، قال: جبكم، خنجرم نيا، يعني ماذا اصنع؟ لم يكن خنجري معي. والفتى الكردي الآن استعاد خنجره ، وراح يهدد الحكومة العراقية بقطع الماء واستخدامه كوسيلة ضغط ضد بغداد، بعمركم رأيتم وضاعة مثل هذه الوضاعة، ولم يتوقف الفتى الكردي الذي اضاع خنجره في زمن صدام عند هذا الحد، بل قال باجتماع له مع النواب الكرد الببغاوات، ان الجيش العراقي جيش ضعيف، وتستطيع القوات الكردية دحره وعندها سيملي على بغداد مايريد، مضيفا ان الجيش لم يستطع الصمود امام داعش فكيف به ان يصمد امام القوات الكردية، واوضح ان الاقليم اقوى اقتصاديا وعسكريا من العراق، وانه يستطيع ايقاف تصدير النفط عبر الاراضي الكردية، هذه التصريحات العدوانية مرت وكأن لم يسمعها احد، ولم يعلق عليها احد، لانها صدرت من اله اسمه الفتى الكردي، وهذا الاله المقدس لاتصدر عنه النقائص كما يرى النواب الكرد، ارأيتم ديكتاتورية اسوأ من ديكتاتورية الفتى الكردي صاحب الخنجر الكبير.
لقد عانى الشعب الكردي معاناة كبيرة حتى وصل الى هذه المرحلة ، وهي اهم مرحلة يصلها في تاريخه الحديث، ولكن للاسف سيصادرها الفتى الكردي، لقد رأى نفسه كبيرا بمجرد انه امتلك كم دبابة، وابتنى كم بناية في كردستان، واطمأن الى اميركا ووقوفها مع الاقليات، ولم يدر بان اميركا سرعان ماتسحب يدها منه، لتسلمه الى تركيا او العراق او ايران، والفتى الكردي لايريد استغلال هذه المرحلة استغلالا حقيقيا، وانما يحاول ان يأخذ من العراق مايريد بحسب وصية تلقاها من جلال حين نادى الفتى الكردي بالانفصال، فقال طالباني لن انفصل من العراق وفيه نخلة واحدة تعطي التمر، هذه الحقيقة التي عبر عنها جلال والنخلة في البصرة للعلم والاطلاع،مايعني اننا امام عراق مفلس بسبب سياسة الفتى الكردي، فقد اصبح هدف الانفصال والاستقلال هدفا ثانويا، وصار هدف مصادرة العراق ونخيله ونفطه هو الاول والاخير لدى الفتى الكردي، الذي لبس ثوب التكبر والعنجهية، ونحن بدورنا نقول له : ان الله اكبر من السلطان، وفي هذا يحكى ان سلاطين آل عثمان درجوا على عادة مفادها: ان السلطان اذا خرج في عربته قاصدا الجامع للصلاة، مشى الى جانب العربة رجل عالي الصوت يقول بالتركية بين حين وآخر: بادشم مغرور اولما، سندن بيوك الله وار، يعني : ايها السلطان لاتغتر، فان الله اكبر منك، ولعل اهل بغداد، استنادا الى ماتقدم، كانوا اذا ابصروا شخصا متكبرا صاحوا به: الله اكبر من السلطان، حتى قال الرصافي في جاهل متكبر:
( وشامخ الانف ما ينفك مكتسيا…….. ثوب التكبر في بحبوحة النادي
قد لازم الصمت عيا في مجالسه…………. كانما هو من نواب بغدادِ)
والفتى الكردي في هذا معروف، فهو لايستطيع تجميع الكلمات في جملة واحدة مفيدة، في الكردية او العربية، لكنه يظهر التكبر والعنجهية خلافا لما تحتوي عليه سريرته من جهل كبير، ونحن ننصح الفتى الكردي ان العرب حاليا بعيدون عن العراق، لكنهم لن يكونوا كذلك حين يرونك وقد فرضت سيطرتك على بغداد بجيشك المزعوم الذي جل سلاحه من اسلحة الجيش العراقي السابق والتي سرقتها انت ومن معك، وجمعت الدبابات بموافقة الاميركان، ولذا عليك ان تجنح الى التعايش السلمي، وتتعاطى مع الديمقراطية بعقلية متحضرة، وليس بعقلية عشائرية تضمر الحقد والكراهية، واذا ما اقدمت على عمل طائش اياك ان تقول: جبكم خنجرم نيا.