في كل صباح اعتادت ان تسير في ذلك الشارع ،
وألفت ان ترى ذلك الرجل المسن المعاق بملابسه الغجرية الا أنها في هذا اليوم تخطت كل المسافة بينهما حيث اقتربت من ذلك الرجل المسن المعاق ذهنيا وبيده عود يرسم به على الأرض فأشفق قلبها عليه ،وسألته ماذا تفعل هنا ؟
قال لها أرسم الجنة وأقسمها إلى أجزاء !
فابتسمت ورق قلبها وقالت له هل ” يمكن أن آخذ قطعة منها.. وكم ثمنها ؟
نظر إليها وقال نعم القطعة بثلاثين ليرة !
فسارعت وأعطت المجذوب ثلاثين ليرة وبعض الطعام الذي اشترته من أسواق الشوك وذهبت .
وفي ليلتها رأت في منامها أنها في الجنة وفي الصباح قصت الرؤيا على جارتها وما جرى معها مع الرجل المعاق فقامت جارتها وذهبت إلى الرجل لتشتري قطعة منه وقالت له أريد أن أشتري قطعة من الجنة فبكم ثمنها ؟
قال لها الرجل : لا أبيع!
فتعجبت منه وقالت ولكنك بالأمس بعت قطعة لجارتي بثلاثين ليرة.
فقال الرجل المعاق إن جارتك لم تكن تطلب الجنة بثلاثين ليرة بل كانت تجبر بخاطري ..أما أنت فتطلبين الجنة والجنة ليس لها ثمن محدد لأن دخولها يمر عبر جبر الخواطر!
اجبروا خواطر بعضكم بعضا فإنه والله من سار بين الناس جابرا للخواطر أنقذه الله من جوف المخاطر ….