جاور من يشبه روحك .. من يُزهر حياتك .. من يسعد بقربك .. من يمضي معكَ؛ حُباً بكَ…
يؤنس برفقتك؛ ويطمئن لقلبك؛ ويحترم رأيك.. وبدون شك ستُشرق روحك عند رؤيتهم بجوارك .. هذه هي الصداقة، فالصداقة الحقيقية هبة عظيمة للإنسان ولاتغيب مثلما تغيب الشمس بالعكس يزداد بريقها كلما طالت رفقتهما معاً، وللصداقة معانٍ عدة ولكن أجملها التضحية والتسامح والغفران.
يحكى في يوم من الأيام ذهبا صديقين الى الصحراء وفي أثناء سيرهما حدث خصام بينهما فصفع أحدهم الآخر؛ فتألم الصاحب من صفعة صديقه فسكت ولم يتفوه بكلمة، ولكن كتب على الرمل ” اليوم أعز أصدقائي صفعني على وجهي” وواصلا المسير وهم ما زالوا مختصمان من بعضهم؛ وفي أثناء مسيرتهم في الصحراء وجدوا واحة فقرر كلا منهما أن يستحم في الماء، وأثناء استحمامهما كاد الذي تألم من الصفعة أن يغرق فأنقذه صديقه الآخر ولما فاق نظر إليه وابتسم ثم قام ونحت على الصخر ” اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي” فتعجب صاحبه من تصرفه !!..
وقال له لماذا كتبت على الرمل عندما صفعتك و كتبت على الصخر عندما انقذتك !؟؟.. فأبتسم صديقه وقال له قد كتبت على الصخر إنك أنقذتني حتى تبقى خالدة في القلب حتى لا رياح تمحيها؛ ولكن عندما صفعتني كتبتها على الرمل لتمحوها رياح التسامح والغفران؛ هكذا هي الصداقة الحقيقية. ليس كل الرزق مالاً؛ وأن أجمل الأرزاق ان تجد لذة اخرى في روح تشبهك تأوي اليها كل ما كسرتك متاعب الحياة، لهذا عليك إن تختار رفيق يناسبك من الناحية الأخلاقيّة والفكرية ويحصل بينكم التوافق والألفة لأن الإنسان يتأثر بمن يصاحب وذلك ما يؤكّده الحديث النبوي الشريف: ” المرء على دين خليله، فالينظر أحدكم منْ يُخالِل” لان الصديق السوء سيؤدي بكَ إلى الضياع.
ستواجه في حياتك الكثير من الأشخاص لكن احرص على أن تكون بقرب الفئه التي تزرع الحب وتبعث السعادة وتنشر التفاؤل والطاقة الايجابيه لأنهم سيجعلون قلبكَ يُزهر في كل مرة تنطفئ فيها. فالحريص على وصالك سيبادرك بألعتاب إذا رأى منك خلل ويواجهك ويبقى يتمسك بك؛ والحريص على قطيعتك سيتهرب منك على أمل أن تفهم وتبتعد بنفسك فهؤلاء صحبتهم هم فأبتعد عنهم وتجاهلهم ..لأن الغياب وقت الشدة يلغي قدسية أي علاقة مهما كانت قوتها؛ فكن قريباً ممن يسعدك وكن قريباً ممن يُشعرك بالفرح.
وختاماً…
في زمن يزدحم بهِ الأشخاص من حولك.. ستكون محظوظاً ان عثرت على تؤمك آلذي سيضيء زاوية من زوايا روحك لم تكن تعلم بوجودها أنت ..