22 ديسمبر، 2024 7:40 م

جاهدوا او امسكوا عن الخذلان

جاهدوا او امسكوا عن الخذلان

غزة امام انظار المسلمين تتهدم وازقتها تحترق واطفالها ونساؤها تباد عمدا وقصدا ، والهدف معروف كما ان السبب معروف ، فلم يكن السبب يوم 7 تشرين قبل زهاء عام وانما هو منذ 1917 عام وعد الماسونية المشؤوم ثم عام 1948 ثم 1967 ثم عام 1973 ، فلم يذهب العرب الفلسطينيون الى المانيا او بولندا او العراق او المغرب ليحاربوا اليهود وانما جاء اليهود الى ارضهم غاصبين معتدين بذرائع البشائر والنبوءات والارض الموعودة والهيكل وجبل صهيون ، فالمدافع عن أرضه ليس كالمغتصب لها والمقاتل دون حقه ليس كمن يقاتل ليستلبه ، لا يستويان .
فإن لوم اهل فلسطين- سواء استعانوا بإيران او تحالفوا مع الشيطان او بادروا الهجوم او اضطروا للدفاع او كانوا قلة ضعيفة او تمكنوا من العدة والعدد- هو لوم باطل لا داعم له ولا مسوغ ، كل من أحب العافية وآثر السلامة وجد عذرا او نصا يتكئ عليه حتى وان كان بلا علاقة بالحدث وبلا مسوغ للقياس ، فهذا يسمي الجهاد انتحارا وذاك يسمي عملية طوفان الاقصى استفزازا ، وكأنما هجمت حماس على جار وديع وليس على غاصب قاتل حارق لأشجار الزيتون مغتصب للاراضي موسع للمستوطنات مستقطب لشتات الناس على ارض فلسطين ودون رادع او عاذل من العالم المتفرج لا من القريب ولا من الغريب ،
أي قياس بيّن لكم ان ما يفعله الفلسطينيون انتحار ، قاتل الصحابة وهم نفر قليل ولنا فيهم أسوة ، وقاتل النبي عليه الصلاة والسلام يوم منع من العمرة والطواف ولم يكن في جيش ولا في عدة ولكنه طلب من النفر الذين معه ان يبايعوه ، ويبايعونه على الموت وليس على القتال فحسب بل على ان لا يفروا حتى يموتوا فرضي الله عنهم واثابهم فتحا قريبا : {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} وقاتل سيدنا خالد مئات الالاف من الفرس والروم وما معه الا بضعة الاف في معارك عدة ،
اراد الله تعالى لهؤلاء المرابطين في فلسطين ان يكونوا صفوته في عصرنا هذا وان يتحملوا ما لا يتحمله غيرهم وان يصبروا ولا يستكينوا فان لم ننصرهم وقعدنا عن دعمهم بالسيف والمؤونة والكلمة فلنمسك في الاقل عن لومهم وخذلانهم ، فان الله قد كتب علينا جميعا قتال اليهود قبل قيام الساعة وسوف لن يستثنى من ذلك أحد إلا من ارتد عن دينه ، الم يسال احدكم نفسه ان كان اليهود متفرقين في بلدان العالم وكل تحت علم فكيف يتسنى للحديث الشريف ان يتحقق ، فها قد اتوا واجتمعوا من شتى البقاع ليسكنوا ديار العرب المسلمين غاصبين معتدين ، فان قتالهم واقع لا محالة ان لم يكن اليوم فغدا ولا فرار من ذلك فلمَ الجبن والخذلان ، وكما هم موعودون -كذبا- بالعودة فنحن موعودون-صدقا-بالظفر :
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :”لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم هذا يهودي خلفي، تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود”
فكونوا من المؤمنين وانصروا اخوتكم فان الله ناصر جنده ، والله غالب على امره قدير.