منذ تأسيسها في زمن العباسيين وحتى الآن .. عانت الأنبار من الهجمات الشرسة التي كانت تستهدف تاريخها وشعبها وثرواتها والمحاولات المتكررة لتقسيمها .. من إحتلالاتٍ متكررة من دولٍ مجاورة ومن أنظمة ومن مؤسسات دولية معادية كان هدفها الأول تدمير الأنبار .. ولعل الكثيرين لم يقفوا على حقيقة ما ضحّى أهل الأنبار جراء الإحتلال الأمريكي الغاشم وتقديمهم آلاف الشهداء والمعتقلين والخراب الكامل لمدنهم وقراهم في معاناة لم يكلف أحدٌ ما يسمى بالمنظمات الدولية أو منظمات المجتمع المدني في إحصائها على الأقل .. شهداؤنا سقطوا فداءً للعراق الواحد العزيز .. مدن الأنبار سيعيد أبناؤها بناءها بدمائهم .. لكن لماذا استمرار المعاداة لأهل الأنبار وأهلها المعادلة بسيطة جداً وحلها أبسط .. تدمير الأنبار والقضاء على مكونها الاجتماعي والإنساني بداية لتدمير العراق وشعبه المجاهد .. قوات الاحتلال الأمريكي وضعت 75% من آلتها الحربية والعسكرية والإستخباراتية في الأنبار وخاضت حرباً ضروساً ضد أهلها إنتهى بهزيمة قوات العدو الأمريكي المحتل .. فكيف بكَ بسلسلة من الاتهامات التي يُطلقها الراكضون خلف الباطل بعد أن تمرضت أرواحهم وأصبح مرضها مزمناً .. فالتفتوا إلى
( جامعة الأنبار ) جامعة المجد والعلم والإبداع .. الجامعة التي شطرتها قوات الاحتلال الأمريكي إلى نصفين وحولوها إلى معسكر لكنهم لم يفلحوا وخرجوا صاغرين .. الجامعة التي قدمنا فيها مئات الشهداء والجرحى الّذين استشهدوا وهم في قاعات الدرس .. أساتذة وطلبة وموظفين متحدّين كل معادٍ لها مهما كانت قوته .. ثم بنينا جامعةً كبرى من جديد سقفها وعلمها يهيمن على ثلث مساحة العراق بإثنتين وعشرين كلية تبدأ من القائم في أقصى حدود العراق الغربية ثم حديثة ثم الرمادي ثم الفلوجة على بعد خطوات من عاصمة العراق الخالدة بغداد .. أكثر من خمسةٍ وعشرين ألف طالبٍ وطالبة وآلاف التدريسيين والموظفين والعمال وعملٌ مستمرٌ أناء الليل وأطراف النهار لمشاريع أعمار وبناء قلَّ نظيرها وإبداعات علمية وبحوث وندوات ومؤتمرات وبراءات اختراع وخدمات جليلة لأبناء العراق وأبناء الأنبار في جميع الاختصاصات بلا استثناء .. لم تبقَ قرية واحدة أو قصبة أو مدينة إلا وزارها منتسبو الجامعة ليقدموا الخدمات الإنسانية الطبية والعلاجية والاجتماعية لأهلها .. مئات الدورات في كل عام لموظفي الدولة ودوائرها ومؤسساتها ووزاراتها .. نُخرجُ في كل عامٍ آلاف الأطباء وأطباء الأسنان وعلماء الدين والمهندسين والصيادلة والمحامين والإداريين والمحاسبين والمدرسين والمترجمين والمؤرخين وفي عشرات التخصصات الأخرى من كلا الجنسين كي يكونوا جنوداً لخدمة من ينتظرهم .. آلاف العوائل تعتمد في كسب رزقها على مشاريع الجامعة والعمل في الجامعة وأسواق داخل المدينة تعتمدُ في بيع سلعها على منتسبي الجامعة ثم يخرجُ لنا من بين أضلعنا من يقاتلنا ويقتلنا بلا رحمة متخفياً ومرتدياً رداء الإنسانية ثم تبدأ معاركه الآثمة من وراء الجدران باتهامات لا أجدُ وصفاً لها غير التفاهة .. الشجاع من يأتي أمامكَ وجهاً لوجه ويتهمك أمام العراقيين جميعاً والفضاء مفتوح لكل العراقيين لوضع الحجج أمام من يسيء وأمامهم بلا تخفٍ لا أن يبدأ حلقاتٍ من الهجمات المغرضة على الجامعة ورموزها وكلياتها وطلبتها وإنجازاتها لأنه متأزم من موقفٍ قديم أو لم تسمح له الجامعة بهذا العمل أو ذاك .. هل نكتفِ بذلك ؟ هل تبقى قلوبنا تحمل الضغينة لبعضنا .. علاجٌ واحدٌ لهذا التصدع وهو العودة إلى الرشد والعقل ليس إلا .