23 ديسمبر، 2024 4:25 ص

جادك الويل إذا الويل همى!!

جادك الويل إذا الويل همى!!

الويل: حلول الشر
البشرية تقف على مفترق طرق ربما سيأخذها إلى دروب الويلات العجيبة التي ما عرفتها من قبل , لما بلغته من قدرات التعبير الفائق عن الشر.

فالبشرية في محنة مصيرية , بعد أن أخذت تلوح إشارات الإنفلات في بعض مراكز قِواها الهائلة التعبير عن الدمار والخراب الفظيع , مما يعني أن الأيام تقف على أطراف أصابعها , وأن العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ربما لن يبلغ تمامه بسلام.

فهناك محاولات للجم قوة لا رادع لها , فقطّعت لجامها وإنطلقت بأقصى طاقات وقدرات التعبير عمّا فيها , ولذلك فأنها ستقدم على القيام بما لا يخطر على بال من الإجراءات والتفاعلات , التي ستتسبب بالمزيد من المآسي الهائلات.

ويبدو أن البشرية تتشكل في محاور وجبهات إستعدادا لمواجهات قاسيات , تحاول أن تقلل خسائرها فيها , وتحمي ما تستطيعه من الأرض المفجوعة ببشرها المنفلت الإبتكارات , المسخرة لترجمة إرادة الشر الجهنمي النوازع والتطلعات.

نعم , إن البشرية في مأزق وجودي مصيري تتنامى فيه قدرات النفس الأمارة بالسوء , وتسعى لتسخير العقل وإستعباده لصالحها , ولا يُعرف متى ستنتصر على العقل الإنساني وتتأسد وتمتطيه للتعبير عن غاياتها السوداء.

وما يدعو للإطمئنان لحين , أن العديد من قادة الدنيا لا يزالون يتورعون ويتميزون بشعور عالٍ بالمسؤولية الإنسانية , ويزينهم الحلم ويتحلون بالحكمة والتعقل والتأني في مواجهة المخاطر , ومحاولة إستيعاب القِوى التي تريد الإنفلات والإحتراب.

أي أن الواقع الأرضي في محتدم تصارع شديد بين قدرات الشر والخير , كما هو الحال منذ الأزل , لكن الأدوات المعبرة عن الشر قد فاقت التصورات , ولهذا يتوجب على القادة الإلتزام بالحكمة وإرادة الحلم والوقاية من الفناء الحتمي , فالقوة الكفيلة بمحق الحياة تفوق قدرات حمايتها , وما مر زمان على البشرية أخطر من زمانها هذا.

وما يُرعب أن التأريخ السلوكي للبشر يشير إلا أنه ما أن يمتلك قوة إلا وإستخدمها , فما عهدت البشرية أن القوة التي تمتلك قدرات تدميرية ستبقى قابضة عليها دون إستعمال إلى وقتٍ طويل , وإنما المعروف أنها ستعبّر عن قوتها بها , وهذا هو المأزق المعاصر الفتاك.

فهل ستنتصر العقول على نوازع النفوس الأمارة بالوعيد؟