19 ديسمبر، 2024 3:08 ص

جائزة نوار للابداع

جائزة نوار للابداع

نوار ، هو الأبن الوحيد للبريفسور ضياء نافع عميد قسم اللغات في جامعة بغداد / كلية الاداب . وبعد أن فارق الحياة وهو في عز شبابه وثر عطائه في جمهورية الجبل الاسود ( مونتينغرو ) ودفن في ترابها وبات ضريحه مزاراً سنوياً لوالديه . في السنوات الاخيرة أقام والده الأستاذ ضياء نافع بمنح جائزة تقديرية ( نقدية ) أعتزازاً بأبنه الراحل نوار للمبدعين والباحثين والمتطلعين الى تاريخ العلاقات الروسية العراقية وتعزيزها في كافة المجالات بما يخدم مصلحة البلدين في التطور والابداع . إعطت في السنة الاولى من قيامها الى السيد ( ميخائيل بوغدانوف ) مبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الاوسط ودول أفريقيا لتعزيز أسس السلام والحوار بين الشعوب ، وصادف ذلك اليوم مرور أربعة وسبعون عاماً على تاريخ العلاقات الروسية العراقية وبتغطية إعلامية وحضور فعال من لدن المعنيين والمتابعين .
يحتفل العراق وروسيا في هذا العام ( 2019) بالذكرى الخامسة والسبعين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما , وانطلاقاً من هذه الذكرى اليوبيلية وتحية لها .
فقد قررت لجنة تحديد الفائزين بجائزة نوّار لتعزيز الحوار العراقي – الروسي لعام 2019 اليوبيلي هذا منح جائزتين اثنتين بدلاً من جائزة واحدة كما كان الأمر في العام الماضي عند تأسيس هذه الجائزة , واحدة للعراق وأخرى لروسيا , أي أن العراق وروسيا فازا معاً لهذا العام ( في الذكرى الخامسة والسبعين لاقامة العلاقات بينهما ) بجائزة نوّار لتعزيز الحوار العراقي – الروسي , وذلك لأنهما باتخاذهما القرار باقامة علاقات دبلوماسية بينهما يعني أنهما يسعيان معاً لإقامة حوار دائم بين الجانبين , وهذا القرار ( الذي تم اتخاذه العام 1944 ) بحد ذاته يجسّد خطوة مهمة جداً في انطلاقة مسيرة هذا الحوار وتعزيزه لاحقاً .
يستلم جائزة نوّار لتعزيز الحوار العراقي – الروسي في دورته الثانية للعام 2019 باسم العراق سفير جمهورية العراق في روسيا السيد حيدر منصور هادي العذاري باعتباره رئيس هيئة تمثيل العراق في روسيا , ويستلم الجائزة باسم روسيا سفير روسيا الاتحادية في العراق السيد مكسيم كنستونتينوفتش مكسيموف باعتباره رئيس هيئة تمثيل روسيا في العراق . هذا وستجري مراسم تسليم الجائزتين في الحفل الكبير , الذي تقيمه بموسكو سفارة جمهورية العراق في روسيا الاتحادية ( لمناسبة الذكرى 75 للعلاقات بينهما ) مساء التاسع من أيلول / سبتمبر 2019 , وهو اليوم الذي وقّع فيه الجانبان إقامة علاقات دبلوماسية بينهما في عام 1944 , أي قبل 75 سنة .

في العام ١٩٨٠ ، كان لي اللقاء الأول بالاستاذ ضياء نافع على مقاعد كلية الاداب / جامعة بغداد ، ومن هنا أمتدت علاقة عمر ليست بين أستاذ وتلميذ ، بل تعدت أبعد من ذلك بجوانبها الانسانية والابداعية ، حيث بدأت أنظر له فسحة مجال أمامي للابداع والتواضع متأثراً ومتفاعلاً بنتاجاته الادبية في حقول الادب الروسي الثر . بعد ثلاثة أعوام من تلك العلاقة داخل الحرم الجامعي أجبرتني ظروفي والوضع السياسي آنذاك أن أترك مقاعد الدراسة وآلتحق مع الثوار في الجبل ، لكن صورته وتواضعه الجم بقيت أمامي ماثلة مما رسمت جزء مهم في أختياراتي في القراءة والبحث في الادب الروسي ، وبعد ثلاثة عقود من المهجر واليأس والغربة ومن خلال صفحات التواصل الاجتماعي وقعت عيناي على صورته وجدته مازال مبتسماً وحيوياً ، فراسلته بكلمات مختصرة تجنباً مني ربما الظروف تركت أثرها على الذاكرة ، فكان رده سريعاً / أهلاً عزيزي محمد ، لقد قرأت كتابك ( سجين الشعبة الخامسة ) ، مما زادني حباً وأعتزازاً به ، وما زلنا الى اليوم متواصلين بشد العزم على تعزيز الجوانب الثقافية والفكرية على ربوع العراق بعد أن أنهكته الظروف الصعبة المحيطه به . أبتهل الى الرب أن يطيل بعمره ذخراً لعراق معافى ومشرق .
تخليداً لروح أبنه نوار ، وبات تقليداً سنوياً ، أن تمنح عدة جوائز بأسمه واحدة للحوار والثانية للمترجمين العراقيين عن اللغة الروسية ، وهناك نية أن تكون ثالثة للموسيقى والباليه بما يمت لها نوار من صلة بأعتباره أحد خريجيها ، والتي كان الفنان الكبير المرحوم ( عزيز علي ) مديرها .
المرحوم نوار خريج الجامعة المستنصرية / كلية الطب وأنهى أختصاصه في روسيا بطب العيون ، وأصبح طبيب عيون قبل رحيله في جمهورية الجبل الأسود ، وهو من أم روسية وأب عراقي ، حدثني أحد المقربين لتلك العائلة النبيلة حول أعتزاز أم نوار الروسية بالعراق وأهله والحنيين الى بغداد .
منحت جائزة نوار للمترجمين العراقيين عن الروسية الى د. تحسين رزاق عزيز / بما قدمة من نوع هائل في مجال البحث والترجمة حول أدبيات ولسانيات الأدب الروسي رغم ظروفه الصعبة ، لكنه تحداه ببحوثه وترجماته المستمرة ، فهو حقاً بها وحسن الأختيار من قبل الاستاذ ضياء والمحيطين به .
الدكتور تحسين رزاق عزيز / أبن مدينة النجف جمعتني به عدة سنوات مقاعد الدراسة والأقسام الداخلية ، كنا في مرحلة دراسية واحدة في الأداب / جامعة بغداد . اليوم على تواصل معه ، رغم القطيعة الكبيرة التي وقعت بسبب ظروف العراق وظروفنا لزمن طويل ، لكن يبقى ذلك الزمن الجميل عالقاً بيننا كالنهر الجاري في سقي ذكرياتنا . فهنيئاً لك على تلك الجائزة الكبيرة ( جائزة نوار ) ، وفخراً أن تمنح لك من أستاذنا ومعلمنا البريفسور ضياء نافع حسن . وفي حديث معه حول شعوره بتقليده وسام ( جائزة نوار ) ، كتب لي ( الدكتور ضياء هو معلمي الذي صنع مني مترجماً ، وعندما يكون التقييم على يديه تكون الفرحة أكبر ) .

أحدث المقالات

أحدث المقالات