19 ديسمبر، 2024 10:58 م

جائحة كورونا مستقبلا مجهول نمضي اليه

جائحة كورونا مستقبلا مجهول نمضي اليه

منذ انتشار الفيروس نهاية العام الماضي وحتى اليوم، شغل موعد توقف انتشاره الرأي العام الدولي، وكان محط تساؤل غالبية شعوب العالم، وحتى اللحظة فيروس كورونا لم يتم السيطرة عليه أو الحد من انتشاره منذ ان اعلنت منظمة الصحة العالمية ان فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض “كوفيد 19” المنطلق من مختبرات اوهان الصينية قد تحول إلى وباء عالمي ,ومن ثم تحول ليصبح جائحة هي أشد انتشارا من الوباء ، ليفتك بسرعة كبيرة بمئات الالاف من البشر في دول العالم جميعها وخصوصا الولايات المتحدة الامريكية والصين وأوربا.
الدول الكبرى تبادلت الاتهامات فيما بينها بخصوص انتشار مرض كورونا, فبعد اتهام امريكا بالتآمر على العالم من قبل العديد من الدول بانها السبب وراء انتشار المرض لإيقاف منافستها الصين على الاقتصاد والتجارة العالمية, تغيرت الادوار واصبحت اصابع الاتهام موجهه الان للصين بسبب تربع الولايات المتحدة على قوائم الدول التي فتك بمواطنيها مرض كورونا وسيطرة الصين على المرض. كما اتهمت الدول العربية ايران بعدم الشفافية والتكتم على انتشار الفيروس فيها وعدم إعلانها عن ذلك، كما تفعل كل الدول الطبيعية مما سبب انتقال المرض لها نتيجة السياحة الدينية الى مدينة قم التي كانت معقل مرض كورونا, حيث بدأت بلبنان ووصلت الحالات الى العراق والكويت وعمان والبحرين والإمارات.
وحتى الآن على الرغم من مِضي الكثير من الوقت على اكتشاف أول حالة إصابة في فيروس كورونا إلا أنه لم يتم التوصل لعلاج فعّال لهذا المرض يقضي عليه، وهذا يدعونا للتساؤل متى ينتهي فيروس كورونا وكيف يُمكن القضاء عليه في ظل عجز الأطباء حتى الآن عن التوصل لعلاجه. وهل يتم الاستسلام لهذا العدو الخفي حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً هو الحل؟. وهل يمكن أن يقلل الحجر الصحي من الانتشار من خلال وضع الجميع تحت العزل والسماح فقط لعدد صغير من الناس بمغادرة المنزل في حالة الطوارئ أو الحصول على الغذاء والدواء؟. وهل سماح الدول لمواطنيها بالعودة إلى طبيعتهم بسرعة كبيرة قد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية؟. وهل يمكننا الحصول على لقاح مضاد للفيروس لنرد لهذا الفايروس الصاع صاعين؟
العلماء والمهتمون في الشؤون الصحية رسموا أكثر من سيناريو في توقع متى ينتهي فيروس كورونا :
السيناريو الاول: يرى البعض أنه قد يتم السيطرة عليه في شهر حزيران عام 2020 كما تم في فيروس سارس الذي أجتاح الكثير من الدول في قارة آسيا2002 – 2003 ، وتم الحد من انتشاره وتقديم الإجراءات لتوقيف انتشاره ومنع تفشيه ما بين الناس. وحجتهم في في ذلك ان فيروس كورونا يتأثر بعوامل الجو والحرارة, حيث كل زيادة لدرجة واحدة فوق ال27 درجة مئوية يقلل من نشاط كل الفايروسات في الانتشار.
السيناريو الثاني: يرى البعض ان انتهاء فيروس كورونا تتمثل في وصول المرض للدول النامية ومن ثم العمل على تقويضه كما حصل مع فيروس ايبولا الذي اجتاح الدول الأفريقية ما بين العام 2014 وحتى العام 2016 قبل أن يُصبح فيروس موسمي ويتم القضاء عليه وتختفي آثاره المميتة، وهنا يجب على كل حكومة أن تقوم بدورها في منع إنتشاره والحد من أسبابه والعمل على تقديم العلاج اللازم للمصابين والحفاظ على أرواح أبنائها.
السيناريو الثالث : يرى البعض أنه قد يتم السيطرة عليه في شهر تشرين الثاني عام 2020, وحجتهم في ذلك ان غالبية دول العالم في نصف الكرة الشمالي وبسبب انخفاض درجات الحرارة فيها ستكون الأكثر تضررا بسبب فعالية نشاط الفيروس ولكن يمكن ان تتقلص لديها فرص نشاط الفيروس خصوصاً مع ازدياد اجراءات الحظر والتباعد الاجتماعي وانعدام عادات التقبيل والاحتفاء الشخصي.. وقد يكون ذلك هو نهاية كورونا للأبد أو هو نهايته المؤقتة التي سيتناوب فيها الظهور والاختفاء فيختفي حتى شهر تشرين الثاني ثم يعاود النشاط مع نهايات شهر كانون الاول.
السيناريو الرابع : يرى البعض ان شهر تموز 2021 هو نهاية الفايروس , وحجتهم في ذلك ان بدء التداوي بلقاح قد تحتاج إلى سنة واحدة على الأقل لو تم التعاون الدولي وتبادل الخبرات والنتائج والعلم المكتسب بالتجربة لتوفير وقت تكرار التجارب ذاتها والوصول لنفس النتائج وهذا كله مبني على الكشف عن لقاح مناسب ومبشر جداً خلال مدة لا تتجاوز شهرين من الآن والبدء في تصنيعه في كل مناطق العالم في ذات الوقت أملاً في النجاة الكاملة دون منظور اقتصادي ربحي أو منظور عرقي .
وعلى الرغم من ان انتهاء أزمة كورونا تكاد لا تخرج عن هذه السيناريوهات وهذه المواعيد, الا انه يجب أن تبذل جميع البلدان قصارى الجهد لمكافحة هذا الجائحة, و العالم بحاجة إلى التحرك من تدابير تستهدف “تحمل اللوم” إزاء فيروس كورونا، لصالح أهداف أكثر دقة بكثير، أهداف مباشرة، من شأنها أن تتيح لنا في الأقل التعايش مع هذا الفيروس حتى يمكننا تطوير لقاح للتخلص منه, وإذا لم يكن هناك قرارات سريعة من قبل الدول والحكومات من جهة، واستجابة من قبل المجتمع والفرد، فسيكون هناك انتشار للفيروس، وسيكون العالم على مشارف مستقبل مجهول يمضي قدما إليه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات