23 ديسمبر، 2024 2:25 م

ثوّار مصر .. حصوة في حذائكم فانزعوها

ثوّار مصر .. حصوة في حذائكم فانزعوها

لكلّ ثورة أخطائها أو “سهوها” وقد كسب شباب الطليعة العربيّة شباب مصر من خبرات لا تقدّر بثمن من ثورتهم في 25 شباط , وما بعدها جعلتهم يفرزون الشوائب بداهةً ما يغنيهم عن الإجهاد في البحث والتقصّي عن مثل هذه العوائق , والحريص لا يوصّى مثلما يقال .. ولكن مع ذلك تبقى أيدينا على قلوبنا حذراً من ممّن جذوره شائكة بين شبكات نهاياتها ليست بأيدي الثوّار بل , وهو المرجّح , تمتدّ لدول غارت أيديها بعيداً في أحشاء مصر منحتها فرصة ذلك سنوات ما بعد اتّفاقيّة كامب ديفيد المهينة كان الفساد وإهانة مصر وتقزيمها السمة الأبرز لمصر العظيمة تركت فيها مصر تعبث بها  دول نفعها للعرب مضرّةً لهم لأنّ هذه الدول المصطنعة هي بالأساس تدور في فلك دول عصريّة عظمى بنت عظمتها هذه على موائد أشلاء ودماء شعوب الأرض تحت شعار رفعوه منذ بضعة قرون بزعم متطلّبات القفزة البشريّة الكبرى أسموه “الأضرار الجانبيّة”  .. ولكي نكون صريحين أكثر ومن دون وجل ونحن نطرح خوفنا على ثورة مصر بين أيدي ثوّار مصر أنفسهم بعدما أصبحت الثورة ضدّ الفساد مهنتهم ؛ نناشدهم متابعة بعض الشوائب المتخفّية بمظهر برّاق تسلّلت إلى المناصب الرئاسيّة المؤقّتة لمصر لا يخفى شكلهم عن عيون العراقيين منهم من كان يرأس لجنة نوويّة لتدمير العراق تركها فيما بعد بعد إنجاز مهمّته “أو تمّ تفريغه لمهمّات أخرى هي مجازاة لخدماته” ليبحث له عن منصب رئاسي في مصر بعد أن وصل مؤشّر رئيس مصر المخلوع حسني مبارك نهايته لذا أصبح يخوض هذا المتسلّل “البرادعي” الّذي يحفظ شكله ولونه نحن العراقيّون عن ظهر قلب مهما تخفّى ؛ بقوّة للاستحواذ على كرسي رئاسة مصر رغم الاحتجاجات المصريّة الشعبيّة العارمة ضدّه ورغم الإهانات لشخصه من العيار الثقيل وجهها إليه شعب مصر مباشرةً لكنّه استمرّ وكأنّه “مُكوّك من جهات معيّنة” حتّى وجد ضالّته أخيراً بعد عزل مرسي ليحشر نفسه حشراً سعياً للرئاسة يذكّرنا نحن العراقيّون سعيه المحموم هذا بسعي “الزبيدي” لمنصب الرئاسة بعد “سقوط” بغداد .. وزيارته الأخيرة للكيان الصهيوني تفضح أكثر ماذا يخطّط “<نائب الرئيس” هذا لمصر ..
 
في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق “فاليري جيسكار ديستان” وصل الحنق والخوف والرهبة لدى الاسرائيليين من صفقة المفاعل النووي العراقي الّذي صنّعته فرنسا للعراق جزء من سلسلة صفقة عقود لعدّة مفاعلات وبعثات متخصّصة حدّ تآمر هذه الدولة عليه لتدميره بأيّ ثمن وقد أعاقت صول المفاعل الأوّل للعراق بثلاث محاولات محمومة دمّرته في واحدةٍ منها داخل فرنسا “ميناء طولون” لتفشل في الثانية بعد اكتماله مجدّداً وبعد احتياطات أمنيّة عراقيّة غير مسبوقة وبقدرات مخابراتيّة هي الأفضل عالميّاً لتدمّره في الثالثة وهو في بغداد وهو على وشك الانجاز مستغلّين انشغال العراق بحرب الثمان سنوات .. كان الرئيس الفرنسي ديستان أثناء ذلك يتلقّى ضغوطاّ اسرائيليّة هائلة لإلغاء الصفقة النوويّة مع العراق يومها كان “البرادعي” لا زال طالباً مجتهداً .. لكن الرئيس الفرنسي لم ينثني لأسباب عدّة من بينها العلاقة الوثيقة الّتي كانت تربط بين صدّام وبين شيراك عمدة باريس وقتها تلقّى جزائها الأخير عند زيارته للكيان الصهيوني وهو رئيساً لفرنسا عندما اعتُدي عليه بالقرب من حائط المبكى بحجّة “الازدحام” ! .. ديستان انتشى عند سماعه بتفجير المفاعل العراقي وهو لا زال في طولون في المحاولة الأولى ممّا دفعه ليقول “كان المفاعل بالنسبة لي كحصوة في داخل حذائي انزاحت عنّي” ! .. لذا .. فنحن العراقيّون على ثقة تامّة أنّ شباب مصر يدرك جيّداً ما البرادعي .. من المؤكّد أنّه يشكّل حصوة نوويّة في حذاء مصر .. وشعب مصر منتظر اللحظة المناسبة ليزيحوه  لتكون “واحدة بواحدة” ..