كنا نتمنى ونحن نعيش في العراق ان نرى بلدنا حاله حال دول العالم الاخرى التي ازيلت عنها الدكتاتورية وحكم الفرد الواحد والظلم والقتل والجور ومحاربة المؤمنين وترويع الابرياء وسفك دماء العلماء وهتك الحرمات وعاشت بعد المحن أيام وسنين الرفاه والنعيم والأمن والتطور وبناء البلد وعمرانه والعيش الكريم لكننا لم نأخذ العبرة ولم نشكر الباري عز وجل حيث جعلنا نستنشق هواء الحرية بعد ما يقارب الاربعون عام من تسلط البعث وصدام المجرم على رقابنا .
لو لاحظنا بتمعن ما اثمرت عليه الثورة الاسلامية المباركة في الجمهورية الاسلامية الايرانية بقيادة الامام الخميني (رض) من عطاء وتقدم ورفاه واحترام الانسان لإنسانيته وبناء بلد له موقعه الكبير بين بلدان العالم لعرفنا ان هنالك اخطاء كبيرة لم ولن تغتفر جنيناها على انفسنا حكومة وشعب .
ان ما قام به الامام الخميني (رض) من رسم خارطة طريق معبدة بالعقيدة والثبات على المبادئ وبث روح الاسلام والإنسانية واحترام للإنسان وتصرف بعقل ودراية وحكمة في كل المجالات هو الذي ابقى شعلة الجمهورية الاسلامية متقدة ليومنا هذا لم يبقي الامام الخميني (رض) لأزلام الشاه من باقية لأنهم سرطان ينخر الامة ويجب ان يستأصل عن بكره ابيه بينما نرى في العراق العكس حيث ان ازلام البعث وصدام المقبور ينعمون بالرخاء والأمن وتسنموا مناصب عليا في الدولة العراقية وباتوا يتقاضون رواتب خيالية وبأثر رجعي وصار البعض منهم مستشارين للحكومات المتعاقبة بعد زوال صدام والبعث المقبور كما وبقيت قوانين البعث سارية المفعول في جميع مفاصل الدولة والتي يصل عددها ما يقارب الثلاثة عشر الف قانون ظالم ومجحف وروتين قاتل اصطنعه ثبت ركائزه ازلام النظام المقبور الذين عادوا الى الحكم متلبسين بزي اخر ووجه جديد ؟؟ والأمر الاخر هو ان الامام الخميني ( رض)
وشعب الجمهورية الاسلامية في ايران اتجهوا الى شكر وحمد الله سبحانه وتعالى على ما امن عليهم من رحمه وخلاص من حكم الشاه المجرم وأزلامه ونحن في العراق اتجهنا الى اسقاط بعضنا البعض وهمنا الكبير هو الفساد بكل المجالات والمفاصل بدأ من ايام ما تسمى بـ ( الحواسم أو الفرهود ) التي حرمتها المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف بعد زوال صدام المجرم ولكن دون جدوى ؟
يقول الباري عز وجل في كتابه الكريم {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأشقيناهم مَّاء غَدَقاً }الجن16 .
وأين الاستقامة ما بيننا وبين شعب وقيادات الجمهورية الاسلامية التي تسنمت مقاليد الحكم بعد زوال الشاه فهنالك فرق كبير وشاسع بين حكام المنطقة الخضراء وبين ابناء ثورة الامام الخميني ( رض) فشتان ما بينهما وأين الثرى من الثرية فقادة الجمهورية الاسلامية في ايران من الشعب واليه ويعملون من اجل رفاه وسعادة شعبهم وأعمار وبناء بلدهم لان حب الاوطان من الايمان بينما نحن حكومة وشعب تجردنا عن كل المفاهيم الوطنية والإنسانية ابتداءا من الفساد الاداري والمالي الذي ينخر بجسد الوطن مرورا بالنفاق بعضنا البعض ( والمخبر السري ) والذي كان يسمى في زمن البعث المقبور بكاتب التقارير الى سياسة حرق الاخضر واليابس من اجل المصالح الشخصية وحب الذات والسياسات اللامسؤولة والاجتهادات الفردية والحواشي وجعل الفرد اله يقدس ويصل الى درجة العبودية اذا ما تطلب الامر ؟
ان ما وصلت اليه الجمهورية الاسلامية في ايران وبعد نجاح ثورة الامام الخميني ( رض) امر يدعو الى الفخر والاعتزاز والاحترام والتباهي ورفع راية المذهب في سماء العولمة وصبرها ونصرها على دول الغرب عكس ما حل بنا في العراق من دمار للبلد وسرقة بأسم الدين والمذهب وضحك على عقول الجهال والضعفاء من الناس من قبل حكام المنطقة الخضراء وإذنابهم .
متى يكمل البنيان يوما تمامه اذا كنت تبني وغيرك يهدم