23 ديسمبر، 2024 9:27 ص

حاولت ولازالت احزاب الاسلام السياسي التستر وراء العديد من الشعارات الدينية التقليدية مستغلة ايمان عامة الناس بدينهم، رافعة شعار الاسلام هو الحل واضعة القرأن الكريم فوق رؤوسهم سائرة في الشوارع والحارات والازقة منادية الناس هذا هو دستورنا 
ولكنهم وعندما شعروا ولمسوا ان الجماهير لديها تساؤلات كثيرة تحتاج الى اجابات واضحة ومحددة وان الشعارات التي يطرحونها بحاجة الى دعم قوي ومقنع تجعل الجماهير تثق بما يطرحونه فكان لزاما عليهم ان يغيروا من خطابهم السياسي والجماهيري مع الحفاظ على افكارهم الثيوقراطية والتي اذا ما طبقت فأنها سوف تعيد المجتمعات البشرية الى ما قبل 1500 عام الى الوراء، ومن اجل تحقيق اهدافهم المزيفة والمضللة كان لزاما عليهم الظهور بمظهر القوى المتحضرة المستوعبة للمتغيرات التاريخية ومواكبة العصر وتطوراته الديناميكية ، كانوا يعتبرون الديمقراطية بدعة وكفر.. واذا نراهم يتشدقون بها، وكانت الاحزاب في نظرهم فكرة غربية مستوردة يكفرونها.. في الوقت الذي هم حركة دعوية اسلامية ولكنهم اسسوا احزابهم..وكانت الحرية في نظرهم عمل اباحي فاجر ومنفلت ينبغي كبحه والتصدي له بحد بالسيف..واذا هم يخرجون علينا بأنهم هم وليس سواهم من يصدق القول بتطبيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. وكانوا يعتبرون الانتخابات البرلمانية بدعة وظلالة واذا هم ينادون بالاحتكام الى صناديق الاقتراع ..اما على المستوى الدولي فراحوا يطرحون انفسهم بانهم من اشد المتمسكين بالقوانين والاتفاقيات الدولية وقرارات الامم المتحدة بما في ذلك كل الاتفاقيات التي ابرمت بين اسرائيل والدول العربية ومصر تحديدا باعتبارها الموقعة على اتفاقيات كامب ديفد التي كانوا يعتبرونها خيانة للامة العربية والتي يجب ان تلغى حال تسلمهم السلطة ،ولكنهم وقبل ان يسرقوا الثورة اجتمعوا في السفارة الامريكية وهم صاغرين ووقعوا على الالتزام بكل الاتفاقيات التي ابرمت مع الحكومة الاسرائيلية..  فما الذي تبقى من اسلامكم واين هي وطنيتكم والى متى تصرون على خداع الناس …ها انتم اليوم عدتم لتكشروا عن انيابكم لتنهشوا بها كل من يحاول معارضتكم وباي شكل كان ..ها انتم تتنكرون لوعودكم التي  قطعتموها على انفسكم ايام الانتخابات الى قوى الثورة لكي تحصلوا على اصواتهم لاسقاط احمد شفيق في الانتخابات وعندما حققتم هدفكم وفزتم بالانتخابات تنكرتم لحلفائكم وضربتم وعودكم عرض الحائط … لقد كان الاعلان الدستوري بمثابة اعلان الحرب على كل من يختلف ويعارض الاخوان المسلمين وهو ماكشف اهدافهم ونواياهم وما كانوا يعلنونه وما كانوا يعدون ويبيتون له في الخفاء فقد ضربوا الدولة المصرية في الصميم عندما حصن مرسي قرارته واعلن نفسه خليفة المسلمين وتنكر لعراقة القضاء المصري المشهود له تاريخيا بالنزاهة والاستقلالية ..ان رئيس مصر اوبلاحرى رئيس جمهورية الاخوانجية اسس لحكم دكتاتوري ،ثيوقراطي لم يسبق ان تجرأ ايا من حكام مصر على الاقدام عليه .
   أن الشعوب تعيش عصر العلوم والتقدم والديمقراطية وهناك قوانين وضعية ومطالب شعبية تهم الحياة والمعيشة اليومية والحريات العامة والشخصية وكل ذلك يحتاج الى اجوبة مباشرة وانية ومن اجل ذلك نشأت منظمات مهنية ومنظمات مجتمع مدني ونقابات واحزاب تدافع عن مصالح الناس ومطالبهم من خلال برامج ودساتير تكفل العيش الكريم للمجتمع الذي فيه الكثير من الاختلاف الديني والطبقي والفئوي والمهني والمصلحي والدنيوي ، ولذلك كانت هناك شرائح وطبقات ومشارب كثيرة تريد وتطالب بوضوح الاهداف والرؤى لدى الجماعات الادعائية والمستترة وراء دين المجتمع وقرآنه، ولما لم تنطلي شعارات الاحزاب الاسلاموية على الجماهير ولم تبدد شكوكهم وريبتهم المبررة كان لابد من اعادة الثورة الى مسارها الصحيح ولهذا نزلت الجماهير الثائرة الى ميدان التحرير وشوارع مصر تهتف بأعلى اصواتها الشعب يريد اسقاط الدستور وتطورت الشعارات الى الشعب يريد اسقاط النظام عندما حاصرت قصر الاتحادية ليفر الرئيس تاركا قصره، دون ان يكلف نفسه ليطل على المحتشدين ليقول كلمة في الجموع علها تحقن ارهاق دم شباب مصر الثائر. ..فهنيئا لمصر بثورة شبابها .
وكلمة اخيرة لابدمنها… لتعلم جيدا الاحزاب الاسلاموية ان الشعوب تتعلم بتجربتها وانها تمتلك الحس الثوري الكافي للتمييز بين الادعاءات والاكاذيب والزيف.. والتستر وراء الاديان السماوية فالشعوب العربية في غالبيتها مسلمة وهي ليست بحاجة الى احزاب تحكم باسم الله ،فما يحصل اليوم في مصر يجب ان تتعض منه كل الاحزاب التي تدعي نفسها اسلامية، وهي التي تمتلك وحدها حق الحكم بأسم الله على الارض.