18 ديسمبر، 2024 8:42 م

ثورة تشرين ,زئير شعب هوى ثم ارتقى …

ثورة تشرين ,زئير شعب هوى ثم ارتقى …

عاش العراق منذ عقود من الزمن تقلبات سياسية واقتصادية ولم يستقر هذا البلد الا لفترات قصيرة كان ينعم خلالها بالازدهار النسبي …

من حقبة الاحتلال العثماني البغيض التي دامت اربعة قرون ونصف الى الاحتلال البريطاني الذي نَصَب للعراق ملكا خاضعا لإرادته ,حتى ثورة قاسم التي اراد من خلالها ان يجعل للشعب العراقي هيبة بين الدول وان يكون هو صاحب الكلمة الفصل لا تغلب على اراداته تأثيرات خارجية ,دمر البعث بقيادة ابن العوجه كل منجزات هذه الحقبة بسياساته القروية الهوجاء ,وعناد ولي سفيه فارسي معتوه جاء للعراق بفكر ارهابي متطرف دمر عقول شبابه واعتنقه الجهلة ,امتدت اثاره وتبعاته الى يومنا هذا ,وما قيس والعامري والمهندس واوس والبطاط الخ…… إلا مُخلفات لتلك المرحلة ,اعاد هؤلاء نشاطهم بعد الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 تحت عباءة وليهم اللأفقية.

لم تكن فترة ما بعد الاحتلال اقل سوء مما سبقها الا ان الموقف كان ضبابيا ومٌخيف ,صراع بين بقايا البعث وذيول الفرس مُمثلين عن تنظيم ولاية الفقيه الارهابي في العراق وبقية التنظيمات الاسلامية المُتطرفة الاخرى ,عاثوا فسادا في العراق ارهابهم الاعمى و مُفخخاتهم والصراع على المناصب وتصفية الحسابات والخطف والاغتيال اغرق شوارع العراق بالدماء الطاهرة البريئة لسنوات.

خلال هذه السنوات المُظلمة من تاريخ العراق المُعاصر برز كتاب وناشطين ومثقفين ومفكرين وشعراء زرعوا بذرة الثورة ضد العصابات الحاكمة ,خرجت تظاهرات في عدة مدن عراقية مراحل سبقت ثورة تشرين الامل ,قمعت بالحديد والنار من عصابات الاحزاب الحاكمة ومرتزقتها وميليشياتها ,رغم ان مطالب المُتظاهرين كانت معقولة جدا لا تتعدى كونها اساسيات الحياة اليومية التي يجب ان تتوفر لكل مواطن العمل والماء والكهرباء الخ ….. ,الا ان اللاهثين خلف المناصب ودعاة التشيع الذين ارتضوا لأنفسهم ان يكونوا ذيولا لإيران استكثروا على الشعب الذي اوصلهم للسلطة هذه الاحتياجات البسيطة ليبددوا ثروات البلاد بهبات تصل الى مليارات الدولارات في خزائن الولي السخيف ,لان ايران مركز التشيع في العالم ونهاية ايران يعني نهاية التشيع ,حسب قول ذيل الفرس نوري المالكي!!!!

بعد كل هذا الفساد والفوضى وهدر المال العام وتدمير الصناعة والزراعة وانعدام فرص العمل والخدمات الاساسية وتعطيل المصانع والشركات وتدمير الزراعة وفساد المنظومة القضائية التي تتستر على فساد العصابات الحاكمة ,بعد ان اقتنع المجتمع الدولي والعرب واحرار العراق ان البلد اصبح الحظيرة الخلفية للعدو (بنظامه الحالي) ايران ,وان لا ثورة في العراق الا برعاية عمائم راكبي الموجات والمُتسلقين على اكتاف الشعب الغاضب من اجل مصالح شخصية ومناصب حزبية…

انطلقت شرارة ثورة تشرين بدعوات الشباب الثائر على صفحات التواصل الاجتماعي لاقت هذه الدعوات رواجا في الشارع العراقي بين كل الاوساط وشرائح المُجتمع بسبب السخط والغضب والنقمة الشعبية على فساد العصابات الحاكمة وتراكمات السنوات الستة عشر العجاف الماضية ,دعمها الاعلام العالمي بعد ان اقتنع الجميع انها ثورة شعب غاضب مطالب بحقوقه المشروعة بأسقاط ومحاكمة عصابات دمرت البلاد وقتلت العباد واسست الى ارضية خصبة للجهل والتخلف والطائفية ..

حيرت هذه الثورة دهاقنة السياسة الخارجية وضفادع السياسة الداخلية واجهزتهم الامنية القمعية الميليشياوية يتساءلون عن الجهات الممولة وقادة هذه الثورة ,ولأنهم ليسوا اهل العراق الاصليين فهم ذيول وتبعية للولي السفيه ,لم يتعلموا ولم يدرسوا تاريخ العراق جيدا ,ان كل شاب عراقي في ساحات وميادين الثورة هو قائد ,وكل عراقي غيور شرب من رافديه هو ممول ,فشلت محاولات الحنانة في ركوب موجة الثورة كما فشل كل من سعى ويسعى الى تغيير مسارها وثني الشباب الثائر عن مطلبه الاساس وهو اسقاط العصابات الحاكمة ومحاكمتهم امام قضاء حقيقي مستقل.