22 ديسمبر، 2024 2:03 م

ثورة تشرين ! الشهيد ايهاب له المجد وللعراق الفخر (1)

ثورة تشرين ! الشهيد ايهاب له المجد وللعراق الفخر (1)

( هو ليس أول الشهداء من اجل العراق ولن يكون اّخرهم )

بعد مقتل الشهيد ايهاب ، ثوار تشرين الى اين ؟ هل يشكل مقتل ايهاب مفترق طرق ؟ هل كان ثوار تشرين يعون مسبقا الطريق الوعر الذي بدأوه ؟ ما العمل ؟ وهل وضع ثوار تشرين كل هذه الاسئلة نصب اعينهم منذ نزولهم للشارع .. واخيرا من قتل ايهاب ؟

أسئلة تراود كل من يتفحص بعين الثوري وضع ثوار تشرين .. لااريد ان ادخل في التعريف النظري وهل الانتفاضة ثورة ام هي حركة احتجاجية مطالبها يومية تنتهي بنيل تلك المطالب المشروعة .. ان النتائج الدرامية التي تمخضت عن انتفاضة تشرين أسست لرؤية جديدة للانتفاضة وانتقلت بها من مرحلة الاحتجاج والرفض الشعبي سواء (المقصود او العفوي ) وهي المرحلة الاولى والانتقال الى مرحلة الثورة والوقوف والنظر الى ذاتها بغرض الولوج من مرحلة التأسيس القائمة على خلق الهيكل التنظيمي لها الى مرحلة وضع رؤية سياسية ( استراتيجية وتكتيكية ) .. لقد بدات مرحلة التأسيس عندما ادرك المنتفضون ان الشارع العراقي والراي العام الدولي يقف خلفهم وامامهم وانهم في القلب منه .. عندما بدات الانتفاضة تتجذر في الوجدان الشعبي وبدات رموزها تحتل المخيال الوطني وتحولت الى ثورة .. اذ كانت الشروط الموضوعية متوفرة لايقاد الانتفاضة ( التردي السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والخدمي ) ضد النظام الفاسد والمفسد وماكان ينتقص الانتفاضة في البداية هو الجسم التنظيمي للثوار ، بعد ذلك أصبح العقل والفكر ناضجا للثورة .. ان القيادة الموحدة امر مهم للثورة لتحقيق أهدافها وليس بسر كانت هناك محاولات شريرة عديدة لعرقلة وجود قيادة موحدة . باءت بالفشل لان الثورة لها قيادة حكيمة واعية .. على الثوار ان يعوا ان الطريق طويل وتضحياته كبيرة وستكون التضحيات اكبر لان هؤلاء الجلاوزة الماسكين بالسلطة لن يتخلوا عنها .. لذا أؤكد ثانية على مختلف فئات الثورة في اهمية بناء الجسم التنظيمي لكل منهم فهو الاداة اولا وثانيا بناء الوعي الفكري والسياسي لكي يكون الثائر نموذجا لإنسان الثورة الانسان المنشود لبناء عراق يفتخربه ابنائه .. ان اخطر مافعله هؤلاء المفسدين والفاسدين انهم هدموا نظام القيم في المجتمع العراقي على مختلف الصعد … هدموا قيم الوطنية واحلوا محلها العشيرة والطائفة والمذهب هدموا مفهوم السيادة وارتبطوا وربطوا مصير العراق بالخارج اقليميا ودوليا ابدلوا النزاهة والضمير المهني التي عرفها الجهاز الاداري العراقي منذ بداية العشرينات ابدلوها بالسرقة والتزوير والرشوة واللاضمير هدموا الانسان من الداخل وقتلوا الامل والحب فيه حيث بدت تجليات ذلك الهدم واضحة للعيان.. فالعراقي لم يعد هو ذاك العراقي بممارسته الاجتماعية والاخلاقية ان القيم التي جاءوا بها ( الاحزاب الممسكة بالسلطة ) لم يعرفها المجتمع العراقي الا في زمن هؤلاء الانذال …

السؤال هل يمكن اصلاح النظام من الداخل ؟ اي من داخل النظام السياسي القائم ؟ الجواب لايمكن اصلاح النظام من داخله وهذه القناعة يجب ان يضعها الثوار على رأس جدول اعمالهم وان يعوا الحقيقة انه لايمكن اصلاح النظام بل لابد من هدمه بالكامل واعادة البناءعلى اسس صحيحة .. وهدمه يبدا من خلال نزع الشرعية عنه وهدم المفاهيم الهدامة التي جاء بها .. وهدم مفاهيمه السياسية والاقتصادية والثقافية التي هي بعيدة كل البعد عن دولة المؤسسات ودولة المواطنة ( نريد وطن ) ..

للجواب على التساؤلات في أعلاه نقول ان ثوار تشرين بوعيهم الذي فاجأ العراقيين والسلطة الحائرة يعرفون حق المعرفة اين يذهبون وبوصلتهم واضحة لاتخطيء فطريقهم هو طريق التغيير الجذري للوضع العراقي حتى وان بدا من شعاراتهم الاولية انها مطالبة يومية محقه تستجيب للشرائح العراقية المسحوقة ولكن هناك مدرجات للمطالب يحددها العقل الواعي الذي يميز قياداتهم .. ان الثوار يستمرون بثورتهم والحقيقة الثورية تملء عقولهم وقلوبهم وهي حقيقة واحدة بازالة هذه الطغمة الفاسدة.. اما هل سيشكل استشهاد ايهاب مفترق طرق ؟ نقول نعم ولا .. نعم لاننا لن ننسى شهدائنا واستشهاد ايهاب سيزيد من نقمة الشعب على الطغمة الفاسدة وعلى القتلة وسيزيد استشهاده من عزيمة الثوار واتقاد شعلة الثورة .. ونقول لا ، لان استشهاد ايهاب لن يكون الاول ولن يكون الأخير ومفترق الطرق بدا منذ اليوم الاول للانتفاضة عندما كانت سياسة عادل مهدي القشة التي قصمت ظهر البعير وبدى للثوار انهم لن يلتقوا مع نظام هذه اساليبه فلا طرق يلتقون بها هم والسلطة فكيف يلتقي الثوار مع حكومة فاشية وميليشيات لاتعرف سوى هدر الدم العراقي استجابة للمخطط الايراني .. اما هل يعي الثوار وعورة الطريق ؟ نعم وكان سيرهم فيه ومنذ البدء سيرا بايمان لايتزحزح ورؤية ثاقبة بان خلف النفق للوضع العراقي ضوء سيضيئون شمعته هم وليس احد غيرهم

اما ما العمل ؟ الثوار لديهم خطة العمل واذا كان انحسار انتفاضتهم وراءه الوضع الصحي في العراق وحرصهم على ارواح الثوار والجماهير فان ذلك الانحسار كان مؤقتا وليس دائما علما انهم حققوا في مطالبهم اجراء الانتخابات المبكرة .. والعمل على محاربة الفساد اضافة على اجبار حكومة عادل على الاستقالة والهرب وفي اعتقادي ستبدأ المرحلة الثانية من خطتهم وهي ( الانتخابات ) وما يتوجب عمله .. وليس لدي ادنى شك انه سيكون هناك مايقولوه ومايفعلوه في الانتخابات وفي المرحلة القادمة الحاسمة

اما جواب من قتل ايهاب .. اود ان اوضح شيء ليس هناك من امر يزعج ايران مثل المطالبة بخروج ايران من العراق والمطالبة بوضح حد لنفوذ ايران في العراق .. هذا المطلب خط احمر وتعليمات ايران الى عملائها من المليشيات ومن الحرس الثوري بتصفية كل من يشير الى ايران او (المرشد ) بسوء عبادة الاصنام ( يجوز الكفر بالله ولكن لا يجوز المساس بقدسية انسان خلقه الله وبامكان فايروس صغير ان يقتله ) .. والشهيد البطل ايهاب كان معروفا بوعيه لخطورة المخطط الايراني على العراق ودائما كان ينادي بخروج ايران من العراق لذا ليس لدينا من شك ان ايران وراء اغتياله .. وسنبقى نسير على درب الشهيد بتنظيف العراق من العملاء والقتلة الفرس .. على ان الامر المهم في اغتيال الشهيد ايهاب ورفاقه الشهداء كان اصرار القتلة التخلص من قادة الثورة وخاصة النشطاء منهم وبث روح الترهيب والتخويف للثوار وللشعب بشكل عام . ونسوا الطغاة نسوا انهم لن يستطيعوا ان يرهبوا الفكر ولن يستطيعوا ان يقتلوا كلمة الحق .. الم يقل الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) والدفاع عن الوطن هو ايضا بمنزلة في سبيل الله .. لنر في الحلقة القادمة ماهو موقف الثوار من الانتخابات .. الثورة ستنتصر .. الثورة ستنتصر