ثالوث الشر في العراق تجسده إيران ومرشدها خامنئي آية من آيات الطغاة، وبعض عمائم الشر الذين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، واخيرا الطبقة السياسية التي باتت رمزا صارخا لدمار ونهب العراق، فهي للسفالة علما وللفساد إماما.
ما أتعس وطنا يتحكم فيه مجموعة قراصنة يقتلون ويعتقلون ويعذبون شبابنا. وكيف لا وهي تغرق في أنهار من الدم والقتل وممارسة شتى سبل الترويع والعنف اليومي. وكل هذا الإرهاب والإجرام على نفقة خامنئي!
في وطن تتعرض فيه نساءه للعنف والارهاب من قبل الدولة. تنفيذا لأوامر عمائم الشر في طهران وقم.
فهذه هي ديمقراطية الصعاليك وفلسفة المجرمون وأيديولوجية الطغاة.
بصراحة شديدة منذ بداية ثورة تشرين المجيدة، هذه الثورة السلمية التي قام بها شباب ونساء من أشرف وأطهر ما يكون. منذ أول يوم احاول جاهدا ان اقنع نفسي بأن كل ما يجري من تداعيات في المشهد الثوري العظيم هو، صراع بين شعب ثار انتفض على الطبقة السياسية الفاسدة، وعلى الطغيان السياسي، في الوقت نفسه رافضا وبكل قوة التدخل الإيراني المدمر في العراق. فهو يطالب بأبسط حقوقه في العيش الكريم والعدالة الاجتماعية والانتقالية والحرية، وبين طغمة حاكمة استبدادية فاشية قتلت واعتقلت وغيبت وعذبت وسحلت واهانت الشباب والنساء من اجل البقاء على كرسي الحكم. لكن الحقيقة غير ذلك مطلقا، فانتفاضة الشباب انعكاسه للمجد والكبرياء والعظمة، ولإمكانه فيها للتخوين أو التأويل، بمعنى لا تقبل القسمة على أثنين. أما الجهة الأخرى والتي يمثلها الطغاة والقراصنة، فلها بعدا آخر. فهؤلاء لا يدافعون فقط عن بقاءهم في سدة الحكم، بل انهم بمارسون أقسى انواع العنف والإرهاب، وذلك عملا بمبدأ (لحس حذاء ولاية الفقيه)..لكي يرضى عنهم ولو الشيء القليل.
ومن هذا المنطلق.. يرى طغاتنا أن القتل والترويع بحق أبناء شعبهم كلها صغائر، فليذهب العراق وشعبه إلى الجحيم أمام رضى خامنئي! ولم لا، ألسنا رعاة جمهوريتهم الإسلامية. تلك الجمهورية التي لا تعرف سوى تدبير المؤامرات الملعونة علينا. ولهذا فإن اصحاب السيادة في العراق، اصحاب الفخامة والمعالي، عبيد الدولار، اصحاب التاريخ الملوث، لا يعترفون بشيء اسمه العراق، بل لم ولن يقرؤوا حرفا عن حضارة وادي الرافدين.
إذن شعبنا المسكين كُتب عليه أن يعاني من هذا المناخ السياسي العفن، بعد ان بات تحت رحمة سلطة تقايضه بمنطق سفيه وهو.. إما إيران وملاليهم، واما القتل والتشريد والاعتقال. هذه عصابة تساوم شعبها اما البقاء على قيد الحياة في وطن ينتشر فيه الفقر والبطالة والأمراض.. واما فإنك ستكون حتما تحت الرصاص والقنابل وكاتم الصوت.
وفي السياق ذاته.. لا يظن (السياسيون السُنة)، جماعة اتحاد القوى وغيرهم.. بأن المقال يخص فئة معينة من الطبقة السياسية.. بل على العكس، فإذا كان شيعة السلطة طغاة وقراصنة.. فما يسمى سُنة السلطة هم ذيول لهؤلاء الطغاة وعلى رأسهم طرطور الطغاة (صالح المطلك) وخروف الطغاة (محمود المشهداني).. وغيرهم بعض من يُطلق عليهم (رجال دين).
فإين أنتم من هذه الثورة الشبابية النبيلة يا سُنة السلطة؟
أين قياداتكم الفاشلة الذين صدعوا رؤوسنا أكثر من 16 عامًا مضت بأكذوبة الدفاع عن حقوق المكون السنُي، ناهيك عن شجبهم المستمر لشيعة الحكم، ورفضهم للفساد حسب ادعائهم.
لماذا لا تتواجدون مع الثوار؟
لماذا لا تناصرون الثورة؟
شباب بعمر الزهور، وفتيات بعمر الورود، ونساء رائعات، وغيرهم في ساحات الثورة في كل المحافظات والمدن الجنوبية، يناضلون ويهتفون ضد الفساد والاستبداد.. وأنتم يا ساسة السُنة، يا أشباه الرجال هربتم وتركتم العراق خوفا من مصيركم المعروف سلفا، أما في السجون أو إلى مزابل التاريخ. هربتم تتسكعون بشوارع عمان وبيروت ودبي، وتركتم شباب بعمر أولادكم وأحفادكم يسطرون أروع وأعظم ثورة في تاريخ العراق.
لكن بالتأكيد سيعود هؤلاء جميعا (السياسيون السُنة).. ليتآمروا على الإنسان العراقي بقوة فضائيات البعض منهم، وبمباركة أخوتهم الفاسدون من شيعة السلطة، وهكذا أصبحنا في العراق وشعبه المسكين، ساحة للخداع والتضليل والاتجار بأجسادنا، دون أن يتحرك أحد لوقف الزحف المجوسي لابتزازنا واغتيالنا بكل الأشكال.
وذلك:
في وطن انتحرت فيه العدالة.
في وطن تسيد فيه احفاد كسرى.
اما الحرية فقد تحجبت بعد أن سُلط على رقاب العراقيين سكين ولاية الفقيه.