20 ديسمبر، 2024 1:09 ص

ثورة العسكر البنفسجية

ثورة العسكر البنفسجية

أتابع بإهتمام شديد  ما يجري على الساحة العراقية من  شؤون انتخابية  ، حيث جرى اليوم  الإقتراع الخاص  للقوات المسلحة وقوى الأمن العراقية ، ولاشك  إنها أجهزة متعددة  وكثيرة  العدد، ونتائج أصوات هذه القوى لها تأثير مهم في دفع مسار العملية السياسية الى الارتقاء أو الإنحدار  لما تفرزه هذه الأصوات من  قوى سياسية وشخصيات سيكون لها  الأثر الحاسم في شكل الحياة السياسية العراقية  عموما ..
الأمر الإيجابي الأول:  هو الاقبال  الجيد من قبل منتسبي الجيش والشرطة في انتخابات  مجالس المحافظات ، وهو أمر يحسب للصوت العراقي واهميته في تشكيل  نمط  الحكم  القادم في العراق .
والأمر الايجابي الثاني ، هو أن الانتخابات برمتها وتعدد مستوياتها تمثل فرصة مدنية وحضارية للمواطن العراقي من أجل التخلص من القوى والشخصيات التي كانت وما زالت تحكم العراق  بنفس طائفي محاصصي بلا منازع ، إذن هي فرصة ذهبية لمراجعة الحسابات  وتصحيح المسار السلمي الذي لا مناص منه للوصول بالعراق الى الظرف  المقبول ديمقراطيا  وسياسيا  ودستوريا .
لسبب ازدواج مهمة المصوتين بوصفهم رجال امن وحماية  للمجتمع،  فبالحري تكون حماية انفسهم  ضرورة قصوى مع التصويت . الأمر الثالث  الايجابي ، إن التصويت الخاص  مرّ  لحد لحظة كتابتي الآن مرّ بسلام ودون  مشاكل امنية وخروقات من قبل  الإرهابيين ومن يساندهم .
الأمر الايجابي الرابع ، هو وجود  كم ّ معقول   من المراقبين المحليين والدوليين ومن  منظمات المجتمع المدني والاحزاب والقوى والكيانات المعنية في الاقتراع ونتائجه .
كما  رافقت هذه المؤشرات تصريحات السيد المالكي  ليلة أمس في مقابلة خاصة  عن فرض عقوبات على كافة قادة الجيش وأمراء الوحدات والقوى الامنية  الذين يثبت تورطهم بتحريض المصوتين للانحياز الى طرف ما .
هذه الصورة الوردية التي فرشتها في سطوري الاولى كي أقطع  الطريق على الذين يشكون في نوايانا  وفرحتنا واهتمامنا في  نتائج الإقتراع  والشأن العراقي  وما سوف تفرزه من نتائج خطيرة على عموم العملية السياسية ، لبعدنا عن الوطن جغرافيا.
سأدخل الآن  في الواقع  العراقي السياسي   لنفحص مصداقية السياسي عندما يصرح ومصداقية الجهة التنفيذية ومصداقية  مفوضية الانتخابات .. ومصداقية القادة في الجيش وقوى الامن في  نزاهة التصويت ..
السياسي العراق  عموما شخص ثعلبي ميكافيلي بطريقة  غبية وهمجية وطائفية بإمتياز ، وقد اثبت ذلك  خلال العشر سنوات  التي تلت سقوط الصنم الديكتاتوري، ساسة لا هم ّ  لهم سوى  اعلاء شأن العشيرة والطائفة والمذهب والحزب   وغيرها من الهويات الجزئية على حساب الهوية الوطنية العراقية ، فرئيس جمهوريتنا كردي الهوى والمزاج والتحزب ،  ورئيس وزارئنا  مالكي العشيرة،  شيعي  الإنتماء  دعووي”  من حزب  الدعوة”  حزبيا ، ووطني التحالف .. اما رئيس برلماننا فهو سني  الهوى وله ولع في اللعب على الحبال الساسية  بأمتياز .. والثلاث  هم نتائج  شاذ للمحاصصة السياسية وليس الى أيّ توافق وطني   كما يزعمون .
 أخترت السادة الثلاث  ليس لان  باقي السياسيين  من طينة الفضيلة والصدق ، بل أردت الاكتفاء بهم لانهم  ِقدر  العملية السياسية  الفائر  قائم على هذه الاثافي الثلاث  والناس نارها  والحجارة .
فكيف أُصدّق السيد المالكي عندما يقول بحيادية عملية اقتراع القوات المسلحة وهو قائدها العام ووزير دفاعها والقوات الامنية وهو وزير داخليتها .. لا يمكن  إطلاقا أن  لا تكون للمالكي وحزبه وأئتلافه  أصابع  قوية  لحرف مسار الاقتراع .. وهذا أول ضعف  في خطوة الاقتراع الخاص ،  وإذا ما نجحت فستكون لها تأثير على عمليات التصويت التالية ، لذا نقول للمصوتين في  القوات المسلحة وقوى الامن ان  يتسلحوا  بوعي وطني وأن ينتصروا  لدماء العراقيين وقوتهم وخبزهم وكرامتهم وامنهم  الذي  اهدرته   هذه القوى السياسية الحالية ، واننا نقدر الضغط الحاصل على جنود وضباط الصف والضباط  بحرف  نتيجة التصويت ترغيبا وترهيبا ، ولكننا نعول على فطنة العراقي بعد عشر سنوات من الفساد  وسوء الحال ، ان يكون ذكيا ليدلي بصوته عن قناعة  شخصية  سيما وان ورقة التصويت يتم املائها شخصيا ودون مراقبة .. وهذا هو الشرط الضروري لتجنب وإستيعاب  الترغيب والترهيب معا ..
هذا  الإقتراع يمثل خطوة أولى  متقدمة لايقاف عجلة الطائفية والحزبية والفئوية داخل الصرح العسكري والأمني العراقي والذي ظل طوال السنوات العشر المنصرمة مصدر خرق واحتضان الارهاب والارهابيين وسبب  اعتلال الوطن أمنيا .. وبالتالي انتهالك  البلد اقتصاديا  لتلازم صحة المجتمع الامنية والاقتصادية .
سطر أخير
نحن نعرف ان المواطن العراقي عموما والعسكري خصوصا يستجيب للترغيب والترهيب  نتيجة لظروف تاريخية وسايكولوجية معقدة ، فقبول بطانيات  هذا السيد أو دولارات ذلك السياسي  هو أمر واقعي ، كما أننا  لا نستطيع ان نمنع  القائد من ترغيب وترهيب معيته ، ولكن الخيار الاخير لصاحب الصوت لانه داخل كابينة الانتخاب ، وهو حر .. علينا ان نشجع العراقي  أن يكون شجاعا وحرا على الأقل مع نفسه إن لم يكن مع  قادته وولي الأمر  منه .. ان صوت القات المسلحة وقوى الامن لصالح الشعب العراق يمثل المسمار الاول في نعش الساسة الفاسدين  ومن ورائهم ،  إقتراع اليوم  اذا ما جرى بصورة نزيهة  معقولة  سيكون شرفا  كبيرا للعسكري العراقي  ورجل الأمن  في هزيمة الطائفية  في معقل العسكر  الذي يمثل قفزة نوعية في مسار مستقبل الحياة في العراق .. ستكون  ثورة بنفسجية لجلاء هذه الوجوه الكالحة، دون حاجة الى انقلابات ، ولىّ عهدها ، ودون حاجة الى البيان  رقم واحد .. وذا ما فازت قوى الطائفية ونجحت مساعيها في ليّ عنق الرجال   الامنيين ” لاسامح الله”  فنرى أن تكون تجربة   مهمة للمواطن العراقي في حسم الامر في الجولة العامة  والانتصار للعراق .. وكفانا ظلاما ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات