اليوم.. كان حديثا مهموما وساخنا مع صديقي ابوحسين.. حول الحكومة والشيعة والتظاهرات.. فما اهمية حديثنا لاكتب عنه..؟
يبدو ان اهمية الحديث، لها علاقة باهمية صديقي ، ابوحسين، فهو ليس رقما عاديا.. لقد كان من المستقلين، الذين يتحدون الهدام وحزبه، يستهزيء بهم بصوت عال .. وجريء..
كان الحزب (الهدام) يخشاه ويحسب له الف حساب.. ويتصور انه من اقطاب المعارضة في الخارج..! الا ان ابوحسين، كان مستقل، ولا علاقة له بالمعارضة او اية جهة.. ولا يملك الا اسلوبه الهاديء والمحاور لازلام السلطة.. وقدرة الاستهانة بهم.. وكانت تصرفاته مجرد (مخاطرة) بسبب اليأس.. او الثقة بكفاية الخالق تعالى وحفظه له..ليس الا..
في احد الايام.. جاء رفيق حزبي، خائفا، وسال صديقي..: هل اسمي موجود عندكم..؟
ولم يقف ازلام البعث مكتوفي الايدي.. فكتبوا التقارير.. الا ان موقف الدائرة الايجابي، من ابوحسين، لكونه مهندس ، كفوء.. كان قد عرقل اعتقال صديقي… للعلم، كان، حينها يجرى تصويت على (اعتقال) الموظف من قبل 3 جهات، الحزب والامن والدائرة.. وكان الحزب والامن على خلاف.. لذا تكون نتيجة التصويت 2 لصالح صديقي المعارض للحزب..
ومن النكات.. حول شجاعة ابوحسين.. في يوم ما ، جاء عضو قيادة فرقة ، له، وطلب منه الانتماء للحزب المقبور، فقال له : انت بقيت الوحيد المستقل بالدائرة.. ولازم تنتمي..
فاجابه ابوحسين، مبتسما: أبو رشا، الحجي بيننا، منو احسن.. انا اجي وياك للحزب..؟ لو انت تصير مستقل مثلي..؟
ابوحسين، من الكفاءات الفذة،وكان يناهض الحزب والهدام، الا ان الحكومات بعد 2003، جمدته، مثل مئات او الاف الكفاءات الفذة، التي ابعدتها الكتل الفاشلة، وخاصة كتل التحالف وهيئاتها السياسية التي يديرها الجهلة والفاسدين..
وموضوع حديثي معه..اليوم.. حول التظاهرات والمشاركة فيها.
ابوحسين، حاليا، يخاف ينزل التظاهرات، يكول اخاف يضربوني سجين..!.. وعنده اراء وهي: ان يختار العراق شخصية علمية ومهنية كفوءة..! وليست حزبية.. مع الغاء البرلمان والدستور..!
طبعا، انا اخبرته، ان الاصلاح يكون متدرجا وموضوعيا وبالتنسيق مع الجهات كافة، لان الاصلاح بعصا سحرية.. لا امكانية له، بوجود كتل سياسية، اغلبها ، يتلقى التوجيهات من الخارج.. واكثرهم مثل (البزون) ياكل ويدعي على الشعب بالعمى..!
وناقشنا عملية الاصلاح (التدريجية) التي يقودها فيها السيد الصدر، الذي وقف بوجه المالكي،وحيدا، تقريبا،..
وتحدثنا وعن محاولة الصدر في اربيل، للاصلاح، وازاحة المالكي، والتي عرقلها الطالباني، بعد اتصالات مع الخارج.
قلت له : ابو حسين لازم نتظاهر.. حتى نصلح.. ليش تخاف؟
صديقي، ذكرني بشجاعته، سابقا..
قلت له : ابوحسين.. انت كنت اسد.. بس هسه صرت تخاف..
اذا كنت تظن اننا ننزل التظاهرات مطمئنين.. فهذا غير صحيح.. لكننا نفضل الموت بشرف من اجل الوطن.. بدلا ان تلقي بنا الامواج على سواحل الغربة..
نتظاهر، ولا نخاف الموت.. لاننا نعرف ان شباب بعمر الزهور يقاتلون الان.. ليدافعوا عنك وعني..
شباب ، بدون راتب، وبدون رصيد، يقاتلون داعش، لينام اهل الكرادة وبغداد وغيرهم في امان..
يا ابوحسين.. نحن نتظاهر.. ونتوقع (السكين) من التحالف الشيعي ومن كتله الفاشلة الفاسدة.. وليس لنا اية ثقة بالتحالف وكتله .. باستثناء السيد مقتدى الصدر، الذي يعاني كما نعاني انت وانا ..
نعاني من هيمنة شرذمة، طفرت للخارج، في السبعينات والثمانينات، وتركتنا في المواجهة مع الهدام وحزبه.. واليوم رجعوا ليبعدوك والوطنيين عن الساحة..
اطلع.. يا ابوحسين.. معنا للتظاهر.. لنعيد تلك الايام التي واجهنا بها البعثيين والهدام..
انزل معنا للتظاهرات.. لنعارض الاحزاب الفاسدة ونهزيء بها… كم كنا نعارض ونهزيء بالبعث والهدام.. ونزيح هذا الكابوس من صدر العراق.. حتى لو كلفنا ذلك حياتنا..
.. وللحديث بقية.