22 نوفمبر، 2024 11:57 م
Search
Close this search box.

ثورة الربيع الصدري

حملة ثورية كبيرة ضد الفساد والفاسدين يقودها الزعيم العراقي “مقتدى الصدر ” داخل العمق في التيار الصدري يكتنزها الكثير من المعاني والدلالات العميقة التحفيزية والثورية في فكر انصاره ومؤيديه من الشعب العراقي وعلى وجه التحديد تياره الصدري الوطني وقاعدته الشعبية الكبيرة والتي تؤمن غالبيتها بقرارات القيادة الصدرية المتمثلة بالزعيم الصدر” حصرا”
باعتبارات عديدة اهمها إن التيار الصدري ليس فكراً وافداً او مستوردا أو إنه حركة جديدة ولدت نتيجة الظروف السياسية أو إنه تكوين شعبي إنطلق من معاناة حديثة العهد او انه اداة عسكرية او ميليشيوية كما يريد البعض فهمه ويجرده من محتواه العقائدي والفكري الحقيقي ، إنما هو حركة فكرية ومدرسة دينية وفلسفة علمية وثورية، كسرت ارادة الطغاة والظالمين وهشمت رؤوس الطائفية ،والقبلية والاستبدادية،مدرسة فكرية عميقة اشتملت على الكثير من ادوات العلم والمعرفة بكل المجالات و قامت على أفكار منهجية مدروسة ، في الدين والعلوم الاخرى في مجال السياسة والاقتصاد وحتى المجال الاجتماعي والقبلي وكل المفاهيم والأسس التي طرحت من قبل الصدر الأول ، وما طرحها الصدر الثاني ، شكلت قفزة نوعية وتحويلة فكرية في الحوزة العلمية والتي أثرت بشكل كبير على الواقع الاجتماعي والديني والحركة الجماهيرية التي انبثقت جذورها وتوسعت أغصانها واستلهمت دروسها واستمدت عطائها وفكرها بهذا التيار الفكري الثوري الذي ساهم بشكل كبير، في ارساء روح الثورة الدينية المتمثلة بالعطاء ،والفكر، والتضحية ،ومقارعة أشكال الظلم والاستبداد .وبث روح الوحدة والتكاتف والتأخي،
اوعلى هذا النحو صار لزاما بهذا التيـار إن يعود إلى جماهيريته ومركزيته وقيادته الرئيسة في الازمات للانطلاق برسالته وثورته القادمة لدحر كل اشكال الفساد والظلم والتعسف وردع الفاسدين الذين تاجروا بأسم التيار الصدري ، ونهبوا خيرات البلاد
على التيار الصدري اليوم مغادرة كل مفاهيم الحزبية والتكتلات والتخندقات الفئوية المقيتة “الكروبات” وهيكلة كل تلك المجموعات المحسوبة على التيار ظلما وبهتانا وفضح الفاسدين منهم، لإن مدرسة السيد محمد الصدر قامت على فكرة ومفهوم عام في إنطلاقتها الجماهيرية والقيادة المركزية وهي تحويل الأمة إلى أيديولوجيا تتعارض مع فكرة الحزب بإعتبار أن التحزبية والعنصرية القبلية في المجتمع تعتبر من أخطر الأفكار التي تؤدي إلى تمزيق وحدة المجتمع وتخريبه من الداخل ، كتدمير فكرة بناء الدولة المدنية أو المجتمع المدني الذي يجب ان يؤسس بعيدا عن التخندقات والتوافقات السياسية والطائفية بل على احترام حقوق المواطنة وحقوق المشاركة للجميع، وفق مبدأ الوطن للجميع وللجميع الحق التام في حرية الدين والمعتقد والفكر وتكافؤ الفرص. وفق اسس التداول السلمي للسلطة وبعيدا عن الصراعات السياسية والانقلابات الهمجية ؛
وعلى الجميع ادراك الخطر الذي يهدد المشروع الوطني خارجيا وداخليا من قبل احزاب السلطة واعداء المشروع الوطني وبعض الدول الاقليمية الداعمة لاحزابها ونفوذها ومصالحها في العراق وتخشى من زوال مكاسبها واهدافها وصفقاتها المشبوهة مع الأجندة الخاصة بها المتداخلة في العمق السياسي العراقي ؛ فالتيار الصدري الذي كان يقوم على التعاطف الجماهيري والوعي الشعبي الواسع ، بات البعض من أفراده يؤسسون جماعات وتخندقات خاصة فيما بينهم وكروبات خاصة بعيدة عن الخط الصدري والعقيدة الصحيحة، مستغلين بذلك مواقعهم من صناعة القرار والدائرة القريبة ، وتوجيهات القيادة، فغاب صوت العقل والإصلاح وعلا فيما بينهم صوت النفاق والتسقيط والسلاح والفساد والصفقات والمولات والتعاملات التجارية والاقتصادية
فلن ينجح مشروع الصدر الإصلاحي ولازال البعض يؤمن بنفسه قائد من موقعه لا يقبل النقد والرأي المخالف ؟ ولايقبل الأصلاح لنفسه ، وأصبح البعض يقدس ذاك القيادي أو ذاك الشيخ او ذاك السيد او ذاك السياسي ، وقد تحولوا هؤلاء من تيار نقدي ثقافي إجتماعي سياسي أصلاحي ، إلى تيار قيادات اقطاعية خاصة منغلقة ، يتساقطون يوما بعد اخر الى مستنقع الخيانة والاستبعاد
ان هؤلاء يحاولون تجريد التيار من جماهيريته المعهودة ويحاولون ان يخرج من كونه تياراً شعبياً جماهيرياً وهذا مانشاهده مع شديد الأسف في الآونة الأخيرة نتيجة المنزلقات الخطيرة لدى البعض وتعري وجوه البعض فلابد من المراجعة المطلوبة ، الشاملة والعميقة والمكشوفة ، ولابد أن نقف مع حملة قائد الإصلاح الداخلي للعودة الى الجماهيرية الفاعلة والقيادة المركزية الغير قابلة للتقليد وإلاّ سوف يتحول التيار من حركة شعبية فكرية تجديدة إصلاحية ، إلى حركة حزبية سياسية كاريزمية ومحاولات تشهيرية وتسقيطية وادعاءات من المثالية الفارغة
فالإصلاح الداخلي مطلوب جدا في تشخيص مصادر الخلل ومعالجتها وإحداث متغيرات في مفاصل التيار في الشخصيات واللجان مع ضرورة تنظيم العمل الوحدوي وتعزيز الجهود وتوسيع وتنشيط الفعاليات المختلفة وتوحيد الخطاب المنبري والتركيز على الجهد الإعلامي وبناء مؤسسة اعلامية مركزية رصينة والاعتماد على النخب المهنية والفكرية والمثقفة في التيار على كافة المجالات وتنوع اللجان والاختصاصات وعلى الجميع الالتزام التام بمفهوم القيادة المركزية والتقيد بمفهوم الطاعة والالتزام بأوامر القيادة التي لا تمثل التقليد
وهذا لايكون إلاّ بإن يتم التخلص من هؤلاء البعض المحسوبين على التيار الصدري ظلما وفسادا وتفريغهم من حاضناتهم الفئوية وتهديم تلك الأفكار والأوكار الفئوية لكي يتم التفريق بين النافع والضار
والمضي في مشروع الإصلاح الوطني بعيدا عن الاطر الضيقة من الحزبية والفئوية التي تتشكل بدون ترشيد وبدون فكر واعي
فالمشروع الوطني ومناصرة الزعيم العراقي مقتدى الصدر هو الضمان الحقيقي للامة في تحقيق ثورة ربيع جماهيرية واعية نابعة من الشعور الوطني الجماهيري في تحقيق العدالة الاجتماعية وبناء التيار على أسس وطنية واخلاقية وعقائدية متينة والمضي برسالته الانسانية .

أحدث المقالات