باتفاق كل الامم والشعوب تبقى ثورة الامام الحسين (ع) صيتها قائم الى اخر الزمان نشاهد تلك الحشود المليونية تسير نحو قبته الذهبية بجانبها الجود والسخاء والكرم قل مثيله في بقية دول العالم . يسيرون بكل عنفوان وشموخ وهم يستذكرون تلك المواقف النبيلة والاصلية من اجل المبادئ والقيم واحترام حقوق الانسان وتلك العوامل قاتل من اجلها الامام الثائر الحسين بن علي عليه السلام . أن السبايا والاسرى عرجوا بعد خروجهم من الشام على مجزرة كربلاء في اليوم العشرين من شهر صفر حتى تبقى تلك المواقف خالدة ويتم فضح الاشرار على الرغم من التزييف والتظليل والتدليس في وصف تلك الثورة الخالدة بزعمهم انهم خوارج !. ورد في رواية أخرى تنقلها أسناد الرواية المعتبرة مفادها : انّ يزيد أمر برد السبايا والأسارى من الشام إلى المدينة المنوّرة في الحجاز ، مصطحبين بالرؤوس ، تحت إشراف جماعة من العرفاء ، يرأسهم النعمان بن بشير الأنصاري ، فلمّا بلغ الركب أرض العراق في طريقه إلى مدينة الرسول قالت زينب للدليل : مر بنا على طريق كربلاء ، ومضى بهم حتّى أشرفوا على ساحة القتل المشؤومة وكان جابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي الجليل ، وجماعة من بني هاشم ، ورجال من آل الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قد وردوا العراق لزيارة قبر الحسين عليه السلام. اليوم المصادف لمرور أربعين يوماً على مقتل الإمام الحسين عليه السلام ومصرع آله وأصحابه ، وأقامت المناحات على الشهداء حول مصرعهم ومدفنهم بكربلاء اصبحت تلك الزيارة تقليدا في اقامة مجالس العزاء لكثير من الشعوب وتسمى عزاء الأربعين . تلك الافعال والاعمال المخزية والمخجلة بقتل وذبح الامام الحسين عليه السلام ليس من عمل أمة محمد التي قتلت الحسين ع ابنه من بعده ظلما وعدوانا كما يذبح الكبش .
التاريخ يتكرر مثل ما فعل بالنبي ادريس وتم قطع راسه الشريف ، يتواصل صراع الحق والعدالة ضد الظلم والطغيان والفساد ويتم خروج الامام الحسين من مدينة جده رسول الله ص الى العراق حتى يقاتل الظلمة والمجرمون الذين ينتهكون الحرمات ويسيئون الى الدين الاسلامي الحنيف ، ويحكمون بأسم الدين وهم أبرياء من تلك المفاهيم والقيم الاسلامية وما أحوجنا الى تلك المواقف الخالدة. اليوم ونحن نواجه الطغيان والفساد وانتهاك حقوق الانسان بشتى المجالات على الرغم من التغيير والحرية وممارسة الشعائر الدينية الحسينة التي ترعب اصحاب السياسة وهم يخشون من تلك الحشود المليونية التي تناضل من اجل انتزاع الحقوق والخدمات وتوزيع عادل للثروات عبر الوسائل الحضارية ومنها اقامة الانتخابات ويجب الاختيار للأشخاص الشرفاء و النزهاء والاصلاء الذين يخدمون بلادهم بعيدا عن الامتيازات والثراء والمحسوبية والمحاباة تبقى ثورة الامام الحسين خالدة على مدى الزمان والمكان وهي ترعب المجرمين والطغاة والمفسدين .