23 ديسمبر، 2024 10:13 ص

ثورة التغيير في المحافظات حركة تصحيح أم انتفاضة ادارية ؟!!

ثورة التغيير في المحافظات حركة تصحيح أم انتفاضة ادارية ؟!!

رياح التغيير التي طالبت بها المرجعية الدينية العليا والقوى السياسية الوطنية والشعب العراقي والتي انتجت تغيير في الهرم الاعلى للحكومة العراقية الا وهي الرئاسات الثلاث ( الجمهورية ، الوزراء ، البرلمان ) وتحولت هذه الرياح نحو الحكومات المحلية في المحافظات الجنوبية والوسط ، فبدأت هذه الرياح بمحافظ واسط ليقع في اول جلسة لمجلس محافظة واسط ، ولتغيير الرياح وجهتها نحو ذي قار واستمرار جلسات مجلس المحافظة بالانعقاد وإعلان تغيير المحافظ قريباً .
يؤكد اغلب المراقبون أن هذه الرياح مستمرة لتغيير الخارطة السياسية وبالتالي تغيير خارطة التحالفات السياسية في تلك المحافظات ، الامر الذي ينبئ بانهيار كامل لتلك الخريطة والتي انتجتها انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة .
جاءت هذه الحكومات على أساس تحالف القوى الكبيرة مع الكتل الصغيرة وعدد من الشخصيات المستقلة في المحافظة ، مما سبب ضعفاً في هذه التكتلات لان هذه الكتل الصغيرة والشخصيات لا يمكن بأي حال من الاحوال ضمان بقاء ولائها لهذه الكتل الكبيرة وبالتالي ضعف في الاداء العملي والخدمي المقدم لأبناء المحافظة ، كما انها ستكون غير قادرة بالنهوض بالواقع الكلي للمحافظة .
يمكن قراءة هذا التغيير على انه جاء لأهداف سياسية بحتة وإنهاء جميع التحالفات السياسية ، والتي تشكلت ابان حكم المالكي من خلال القوى المعارضة لنهج الاخير ، والتي كانت غير منسجمة مع الحكومة الاتحادية لانها كانت تعتقد حصول المالكي على الولاية الثالثة وبالتالي بقاء وضعها كما هو عليه دون تغيير يذكر مع ضياع الموازنات المخصصة على المحافظات بين المشاريع الوهمية والصفقات المشبوهة وشراء الذمم والفساد الاداري والمالي والذي اصبح من الظواهر المعتادة في العراق الجديد .
التغيير جاء بعد قرار مجلس الوزراء بضرورة نقل صلاحيات ثمان وزارات الى صلاحيات الحكومات المحلية والذي من المؤمل سينفذ في شهر آب من العام الحالي ، الامر الذي سيولد كارثة ادراية في حال بقاء الوضع الحالي على ما هو عليه مع عدم وجود انسجام وتنسيق بين المحافظ ومجلس المحافظة ، وبالتالي تعطيل المشاريع والخدمات المقدمة للموطن .
أعتقد ان هناك رياحاً عاتية وعملية تغيير كبيرة ستشهدها المحافظات الجنوبية والوسطى ، وذلك لان تغيير التحالفات ينبئ بالحصول على الاغلبية المريحة داخل مجلس المحافظة ، وبالتالي تمكنها من تشكيل هذه الحكومات دون تقييد سياسي من قبل الكتل الكبيرة الموثرة ، والعمل بحرية اكبر .