لم تدم ثورة في التاريخ البشري كما دامت ثورة ألامام الحسين ؟
وهذه الديمومة وألاستمرار جديرة بالدراسة كظاهرة أجتماعية حركية ؟
وأقصد بالتطرفين : هما :-
1- الوهابية التي صنعت الكراهية والتكفير للآخر عبر تاريخ المسلمين وتركزت كراهيتها بالدرجة ألاولى لثورة ألامام الحسين , بل يمكن أعتبار نشوئها التاريخي هو محاولة البعض أجتثاث ثورة ألامام الحسين ورسالة يزيد بن معاوية الى والي المدينة المنورة وهو الوليد بن عتبة عندما توفي معاوية أسرع يزيد بأرسال رسالة سرية الى الوليد بن عتبة مفادها : أن خذ البيعة فورا من الحسين بن علي بن أبي طالب ومن عبد الله بن الزبير ومن أبى منهما فأقطع رأسه ؟ من هنا بدأ ألاجتثاث وهو قطع الرؤوس لمجرد ألاختلاف بالرأي ؟ وقد كتبنا دراسة أنتقدنا فيها مصطلح ألاجتثاث المطبق في العراق اليوم والذي عدل الى ما يسمى بالمساءلة والعدالة ؟ والحديث عن الوهابية وموقفها من الشعائر الآسلامية وماجلبته للعالم ألاسلامي وللبشرية من تكفير وصناعة الكراهية هو ليس حديثا طائفيا كما يحلو للبعض أن يصوره بدون علم , كما أن ذكر ألاحاديث المروية في صحيح البخاري وصحيح أحمد وبقية المسانيد والمصادر التاريخية مثل بن كثير وكنز العمال والسيوطي والعلامة ناصر الدين ألالباني هو ليس ترويجا للطائفية وأنما هو أمانة علمية تمليها طبيعة البحث والدراسة , ومن يصر على أتهامنا بالطائفية التي نحن نحاربها ونتبرأ منها قولا وعملا فهو بهذا يعتبر ألامام البخاري طائفيا لآنه ذكر حديث الغدير وأحديث تخص أهل البيت عليهم السلام وكذلك ذكر حديث الثقلين الذي يتعكر منه مزاج البعض من الذين شربوا الطائفية وأغرقوا فيها , وعلى قياس هؤلاء الذين هم ليسوا من أهل العلم , فألامام أحمد في صحيحه هو طائفي وأبن كثير هو طائفي والصاحب كنز العمال هو طائفي والعلامة ناصر الدين ألالباني هو طائفي بل حتى السيدة عائشة أم المؤمنين في مفهوم البعض هي طائفية لآنها ذكرت ونقلت عنها السير والروايات أحاديث لاتتناسب مع بعض الشخصيات المقدسة عند قطاع كبير من المسلمين , والذين يتحسسون من ذكر فضائل أهل البيت وأثارها وأشاراتها موجودة في القرأن الكريم هم ممن تأثروا بالمزاج الوهابي التكفيري وهذا المزاج الوهابي وثقافته التكفيرية الموغلة في الكراهية والتي وضعت نصب أعينها محاربة ثورة ألامام الحسين لآنها تنطلق من المفاهيم التالية :-
2- أنها لاتؤمن بالعصمة أصلا وهناك من يعطيها للنبي في مجالات ويحرمه عنها في مجالات أخرى جاعلين من حياة ألانبياء شهية خاصة كيفما تتصوره عقولهم متناسين العناية الربانية ورحمتها صاحبة ألامر في كل شيئ ” للله ألامر من قبل ومن بعد ”
3- أنها لاتؤمن بأن هناك وصية من النبي بأمر من الله لمن يخلفه وتنكر وجود وصي مشخص كما لبقية ألانبياء من أوصياء وهي سنة ألهية , ومما أفترقت به الوهابية عن الذين لايرون وجود نص للخليفة من بعد النبي أن أولئك أكتفوا بالرأي , بينما ذهبت الوهابية الى أستعمال السيف وقطع رؤوس المخالفين لها في هذه المسألة وتكفيرهم وجعلهم من أصحب البدع ورفضت السماع لرأيهم وحرمت قرأءة كتبهم ومن هنا أصبحت ثورة ألامام الحسين عندهم محاصرة بالرفض وألادانة ولذلك أصبحت الوهابية من أولى الفرق المتطرفة التي تحاصر ثورة ألامام الحسين بالعدوان ولذلك قام مايسمى بألاخوان وهم غير حزب ألاخوان المسلمين المعروف اليوم بعد ظهور حركة محمد بن عبد الوهاب في بلاد نجد والحجاز وتقاسمها السلطة مع عائلة أبن سعود قامت مجاميع مايسمى بألاخوان قبل أكثر من مئة وخمسين سنة من ألان بألاغارة على مرقد الآمام الحسين في كربلاء من اجل هدمه ونهب ما فيه مع ترويع الناس وهذه ألاحداث موثقة ومسجلة تاريخيا ؟
4- أنها لاتؤمن بألامامة وتنكرها نصا ومفهوما وتحاربها وتعتبرها من البدع وتبيح لنفسها قتل من يؤمن بها ؟
5- أنها تحرم زيارة القبور التي كان النبي يزورها وكانت عائشة أم المؤمنين تزور قبر أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر
6- تحرم وجود ألاضرحة في المساجد ووضعت لذلك أحاديث موضوعة من زمن الحكم ألاموي ولذلك هم يبيحوا لآنفسهم هدم المراقد ومثلما كانوا يغيروا على ضريح ألامام الحسين في كربلاء كذلك قاموا بتفجير قبتي ألامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء
7- تحرم كتب ألادعية المروية عن النبي وألائمة من أهل البيت عليهم السلام
8- تحرم كل وسائل وتقنيات الحياة المعاصرة بما ينفع البشرية ولذلك هم لازالوا يحرمون قيادة النساء للسيارات
هذه هي بعض ثقافة وعقلية الوهابية التي تحارب ثورة ألامام الحسين حتى ذهب رؤساؤهم مثل الزرقاوي الى أعتبار الشيعة أخطر من اليهود الصهاينة ولذلك نرى اليوم تعاطف الصهيونية وأمريكا مع فصائل القاعدة من الوهابية ودعمهم لزيادة فرقة المسلمين وتخريب أجتماعهم ؟
9- التطرف ألاخر الذي يحاصر ثورة ألامام الحسين اليوم هو كل الممارسات التي لاتنتمي لروح ومبادئ ثورة الحسين ” طلب ألاصلاح في أمة جدي ” وهي على الشكل ألاتي :-
أ- التطبير وهو ضرب الرأس بالسيف من أجل أخراج الدم تأسيا بالحسين كما يدعي أصحاب هذا العمل , وهذا أسلوب متطرف لاينتمي لروح ومبادئ ثورة ألامام الحسين وتبقى ممارسته ظاهرة ملفتة , ومشهد يستجمع بعض الناس لغرابته وليس لمقبوليته أو ألاعجاب به كما قد يتصور البعض ؟
ب- ضرب الزنجيل : وهي سلاسل حديدية مربوطة في مقبض تضرب بها ظهور وأكتاف المشاركين في الموكب الخاص بهذه الجماعة ويكون الضرب على أيقاع الدفوف والطبول مما يجعل تجمع عامة الناس نتيجة ذلك ألايقاع السمعي وتلك الصورة النمطية , مما يجعل كثافة الحضور لمثل هذه المواكب ليس تعبيرا عن الوعي بمفردات ومضامين ثورة ألامام الحسين التي أنتهت بصورة دراماتيكية تستجمع الفجيعة والشعور بالظلم الذي لايفارق النفوس والعقول العارفة بمقام ألامام الحسين الذي حوصر من قبل يزيد بن معاوية غير المؤهل لخلافة المسلمين بين ” السلة والذلة ” فقال ألامام الحسين :” هيهات منا الذلة ” ؟
ت- هدر الوقت وتعطيل ألانتاجية : من خلال ظاهرة توسع المواكب الراجلة مشيا الى كربلاء من المدن البعيدة والتي تستغرق أياما , وأحيانا أسابيعا مما يترتب على ذلك من تعطيل العمل في المزارع والمصانع ودوائر الدولة , ويلاحظ أن هذا التوجه هو نمط شعبي برئ ولكنه غير موجه , فلو كان هناك توجيها لهذه الحشود المحبة للآمام الحسين أن يكون المشي مثلا من ضواحي مدينة الهندية ” طويريج ” حتى نحقق رغبة من يريد أن يمشي ولا نحرمه من التأسي بالحسين الذي يستحق أن نتأسى به وبمعاناته وأن نترجمها الى ألاخلاق العملية في المعاملة مثل البيع والشراء وعلاقات الجوار وألاصدقاء والعلاقات الزوجية حتى نبني مجتمعا متألفا ناجحا ومنتجا حتى نحقق أطروحة ألامام الصادق عليه السلام عندما سأله علماء عصره قائلين له : ياأبن محمد على ماذا بنيت أمرك ؟
قال : بنيت أمري على أربع :-
1- علمت أن الله يراقبني فأستحييت ؟
2- وعلمت أن عملي لايقوم به أحد غيري فأجتهدت ؟ ونحن اليوم في العراق ما أحوجنا للعمل والحرص على العمل وألاخلاص به فقد تدنت أنتاجية الموظف والعامل الى درجات مخيفة تصنع الفقر والبطالة والفوضى ؟
3- وعلمت أن رزقي لايأخذه أحد غيري فأقتنعت ؟ ونحن اليوم بأمس الحاجة الى القناعة بعد أن تفشت ظاهرة الجشع والطمع وألانانية مما يهدد بتفكك عرى المجتمع ؟ سأل أحدهم ألامام علي قائلا له : لو أن رجلا أغلق الباب عليه من أين يأتيه رزقه ؟ … فقال له ألامام علي : من حيث يأتيه أجله ؟
4- وعلمت أن الموت مدركي فأستعددت ” أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ” ” وما تدري نفس بأي أرض تموت ”
ث- قطع السابلة وأرباك المرور : وذلك نتيجة خروج المواكب الى الشوارع العامة في المدن والخطوط السريعة بدون تنظيم وبطريقة تحرج فيها رجال الشرطة والمرور ومسارعة الشرطة الى قطع الطرق على الناس مما يؤدي الى ضرر كبير في المصالح وألاعمال مثلما يؤدي الى تعرض المرضى والحوامل الى حالات من الخطر الصحي الذي لامبرر له , ولو كان هناك توجيها وتنظيما للمواكب الحسينية وللمسؤولين عنها من خلال لجان علمائية من قبل المرجعية مع لجان من الدولة لتنظيم حركة خروج المواكب وسيرها بحيث لاتؤثر على أعمال ومصالح الناس وحركتهم أو تجميع المواكب مثلا في ساحات الملاعب الرياضية حتى نضمن عدم أرباك المرور والحركة العامة لكان ذلك موضع أستحسان الجميع ورضاهم ومن المناسب أن نذكر هنا ما أوصانا به رسول الله “ص” حيث قال : أياكم والجلوس على الطرقات , فأن أبيتم فأعطوا الطريق حقه ؟
قالوا وما حقه يارسول الله ؟
قال : –
1- غض النظر
2- ورد التحية
3- ومساعدة الصغير
4- وأحترام الكبير
ونلاحظ أن هذه أطروحة أخلاقية عميقة المفاهيم لصناعة ألامن ألاجتماعي من خلال توفير ألارضية لتنظيم ألادوار التي تشمل تنظيم النظر وتنظيم الحق العام في المرور والعبور عبر الشوارع والطرقات بأعتبارها من المنافع العامة التي لايجوز التجاوز عليها أو ألاستئثار بها دون ألاخرين ؟
ومن هنا يأتي دور المرجعية في توجيه مراكز التبليغ وأئمة الصلاة في الجمعة والجماعة الى أشاعة التربية وبث روح الوعي في التنظيم ألاجتماعي وأحترام حقوق الناس في الموارد التالية :-
1- عدم قطع الطرقات بطريقة كيفية كما يحدث اليوم للمواكب المحلية التي تخرج من مساجد ألاحياء والحارات كيفما شاءت ومتى أرادت دون أحترام لوقت الناس وحرية حركتهم في قضاء حاجاتهم الضرورية ؟
2- عدم أستعمال مكريفونات ومكبرات الصوت في المساجد والحسينيات الواقعة في ألاحياء الشعبية دون مراعاة شعور المواطنين ممن يحتاجون الراحة في النوم أو المرضى الذين يحتاجون الهدوء أو ألاطفال الذين تنغص عليها ألاصوات العالية ساعات نومهم , لاسيما وقد شاعت ظاهرة بيع البيوت الملاصقة للمساجد بسبب تلك الظاهرة التي تستخدم فيها مكبرات الصوت لمختلف ألاغراض بطريقة لاتحترم فيها مشاعر الجيران من الساكنين , مما ينعكس ذلك حتى على فضيلة قرأة القرأن وأهمية واجب ألانصات وألاستماع اليها بسبب الفوضى وعدم الوعي وتلاحظ هذه الظاهرة خصوصا في مناسبات مجالس الفواتح حيث يتعالى اللغط وينشغل الناس بألاحاديث الدنيوية العابرة دون ألانصات الى قرأة القرأن التي يقرأها القراء أو تبث من أدوات التسجيل وحضور من هذا النوع لايكون مرحوما ولا مباركا من قبل الله سبحانه وتعالى , يحدث هذا والكل يعرف عدم صحة هذه المظاهر والعادات ولكن لاأحد يتصدى لمعالجتها من مسؤولي المرجعية والتبليغ مما جعل هذه المظاهر تتحول الى عادات وتقاليد عند عوام الناس يصعب تغييرها حتى أصبح البعض من العامة من الناس بالمستحبات أكثر من أهتمامهم بالواجبات والحديث الوارد عن رسول الله وعن ألائمة من أهل البيت يقول :” لاخير في المستحبات أذا أضرت بالواجبات ” ؟
وللمزيد من التركيز على أهمية هذا الموضوع أنقل للقراء هذه الحادثة على أيام رسول الله “ص” وعلى الشكل ألاتي :-
1- كان صلى الله عليه وعلى أله وصحبه يتحدث الى مجموعة من المسلمين عن بعض المستحبات فجاء أعرابي وأخذ يستمع الى حديث رسول الله “ص” وعندما أنتهى رسول الله من وصاياه , قال ألاعرابي لرسول الله “ص” : يارسول الله :أني فقط أصلي وأصوم وأركض وراء غنمي وأخذ عصاه وركض الى غنمه , فقال رسول الله “ص” أتدرون الى أين يمضي هذا الرجل ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم ؟
قال “ص” : هذا ألاعرابي يمضي الى الجنة ؟
ومن هذه القصة نعلم تركيز الدين ألاسلامي على الواجبات أولا ثم تأتي المستحبات أكمالا للتربية الروحية , وزيارات المراقد المقدسة للآئمة من أهل البيت عليهم السلام هي من المستحبات ؟
2- دخل رسول الله “ص” يوما الى المسجد فوجد جماعتين من الناس واحدة تدعو الله وألاخرى يتعلمون , فقال للذين يدعون الله : أنتم تدعون قد يستجاب لكم وقد لايستجاب ؟ وجلس مع الذين يتعلمون وقال : أني بعثت معلما ؟ ومن هنا نعلم حرص ألاسلام على بث العلم لآنه حياة للناس وقد قال “ص” : العلم دين يدان به ” وقال ” العقل قائد والعلم رائد ” وقال “ص” : أطلبوا العلم ولو كان في الصين ” وقال ألامام علي بن أبي طالب عليه السلام : ” أهل البيت هم عيش العلم وموت الجهل ” ؟
3- وعندما توفي أبراهيم أبن النبي “ص” صادف حدوث كسوف للشمس أو خسوف للقمر على بعض الروايات فقال بعض الناس قد حدث هذا نتيجة موت أبراهيم أبن النبي “ص” ؟ فلما سمع رسول الله “ص” ذلك الكلام خرج الى المسجد وجمع الناس وخطب فيهم قائلا : أيها الناس أن الشمس والقمر أيتان من أيات الله لايخسفان ويكسفات لموت أحد ” ؟ وبذلك مارس صلى الله عليه وعلى أله وصحبه تصحيح الخطأ الذي صدر عن بعض الناس , وهذا هو موقف القيادة النبوية التي لاتنطق عن الهوى أن هو ألا وحي يوحى , وعلينا أن نتأسى بذلك الموقف فلنا في رسول الله قدوة حسنة ؟
على أننا عندما نذكر مثل هذه الوقائع وألاحداث لايعني أن أولياء الله ليس لهم عند الله من كرامة ونجردهم من كل شيئ فذلك أيضا خلافا لما تتضمنه ألايات القرأنية الصريحة بتكريم عباد الله الصالحين حتى من غير ألانبياء وألامثلة على ذلك كثيرة في النصوص منها :-
أ- ماذكره القرأن من كرامة لمريم عليها السلام أم عيسى عليه السلام
ب- وما ذكره القرأن نصا للخضر صاحب موسى
ت- وما ذكره القرأن نصا للعبد الصالح أصف بن برخيا أيام سليمان النبي عليه السلام
ث- وما ذكره القرأن نصا لذي القرنين الذي مكن الله له في ألارض وما أعطاه من كرامات هي معاجز لمن يتدبر فيها
لذلك وهذا ما أريد أن أركز عليه لآنه من جوهر المفاهيم المنتزعة عن أنبياء الله عليهم السلام وعن نبينا خاتم ألانبياء والمرسلين : أن المعاجز والكرامات من الله سبحانه وتعالى تعطى لمن يستحقها من الصالحين من عباده , وهي لاتتحقق دائما وأنما لها علم خاص تقديره عند الله جل وعلى , وألائمة من أهل البيت عليهم السلام هم في مقدمة العباد الصالحين حتى عندما لانجد نصا صريحا لهم في القرأن كما يذهب الى ذلك البعض نتيجة وجود فهم محدود حرم نفسه من معرفة ضرورة وجود المعصوم كما قال أبو العلاء المعري :-
زعم القوم أن يقوم أمام ناطق بالكتيبة الخرساء
كذب الزعم لا أمام سوى العقل في صبحه والمساء ؟
وأذا أضفنا للقارئ مايقوله أبو العلاء المعري في ألاديان وضياعه بينهما تسقط حجته حيث يقول :-
في الآذقية ضجة مابين أحمد والمسيح ؟
كل ينادي دينه ياليت عمري ما الصحيح ؟
وأبو العلاء المعري الذي أعطى للعقل ألامامة المطلقة في سبيل نفي وجود ألامام المهدي المنتظر نراها بعد ذلك يقف حائرا لايعرف أين هو الصحيح ؟ ولم يقل لنفسه أين عقله الذي أدعى بأمامته أعتباطا ؟
والصحيح أن ألاسلام أعطى للعقل أهمية كبيرة ولكن مع وجود النص المنقول من السماء عبر النبي , فالعقل والنقل أستكمال وليس أشكالية كما يذهب البعض الى ذلك عندما يضعون العقل في مقابل النص السماوي وهي وظيفة لايقبلها العقل السليم لآن علم الكون لايحيط به من هو محدود وألانسان محدود ولذلك قال الفلاسفة : ” قف عند حدك أيها المحدود ” ومحدودية ألانسان تتسع عندما تنفتح على نوافذ السماء ولكنها لاتصبح تضاهي المطلق , والذين أنكروا العصمة حرموا البشرية من نعمة ألانفتاح على فضاءات السماء التي تغني البشرية برفد معرفي عندما تدلهم الخطب ؟
وهكذا رأينا بأختصار محاور التطرف الذي يحاصر ثورة ألامام الحسين فمن محور جماعة لاتؤمن أصلا بثورة ألامام الحسين وتحاربها وتلك هي الوهابية التي عرفت بجهالتها وعدائيتها للبشرية ؟
والمحور الثاني هو من جماعة تؤمن بثورة ألامام الحسين ولكنها تغالي فيها بجهل كالتي تستعمل ضرب القامة وضرب الزنجيل , وتعتدي على حرمة الطرقات ومصالح الناس وتشيع الفوضى وهدر الوقت وتعطيل الطاقات وتهتم بالمستحبات على حساب الواجبات وهي ظاهرة أصبحت تتسع دون وجود متابعة جادة من المرجعية ومراكز المسؤولية , مع ظهور ممارسات لاتنتمي لروح ثورة ألامام الحسين التي هي روح العقيدة ألاسلامية لتي جاء بها رسول الله “ص” ونزل بها القرأن ؟ .