رفاقي !
انكم لن تتركوني وحيدا أبدا
ولن تنسوني
ولن تنسوا وطني وشعبي
لا نكم تحبوننا
أنا اشكركم ،يا رفاقي
رفاقي !
لا أريد أن أموت
ولكنني لو قتلت
فأنا أعلم
أعلم أنني سأبقى حيا بينكم
ناظم حكمت
في البدء أتذكر بهذه المقالة ما سطره قلم شاعرنا الشيوعي التركي ناظم حكمت ، والذي ترك بصماته في تاريخ الثورات والانتفاضات ليس في وطنه تركيا ، بل في كل العالم بشرقه وغربه ، الهب فيها الجماهير الكادحة في الانتفاض والثورة على الطغيان ،ومن اجل إقامة مجتمع الكفاية والعدل ، وبناء المستقبل المشرق للشعوب الحرة .
وبما ان الانتفاضة الجماهيرية التي بدأة في عراقنا ، منذ أكتوبر عام 2019 ، والتي نزلت الى الشارع بشعارين اريد وطن والثاني نازل اخذ حقي ، هذين الشعارين لما فيهما من مدلول لدى المواطن العرقي ، لما لفت أوسع الجماهير بكافة طبقات المجتمع من العمال والفلاحين والكسبة والكادحين والطلاب والمرأة والنقابات المهنية من مختلف المهن معلمين وحقوقيين وأطباء ومهندسين ، كوادر وسطية في كل المجالات ، هذا التايد والمشاركة في ساحات التظاهرة لم تأتي اعتباطا وانما هي جاءت نتيجة معا نات تراكمت خلال سنوات منذ احتلال العراق عام 2003 وحتى اليوم من حكومات جاءت وفق المحاصصة الطائفية والقومية والتي نص عليها الدستور العراقي الذي جرت صياغته من قبل المحتل ، ومنذ اليوم الأول للتظاهرات اعلن المنتفضين ان ثورتهم سلمية ، والتزموا بهذا الشعار الذي كسبهم ود واحترام الشعب بكل طبقاته ، وعلى الرغم سلمية التظاهرات ، ولكن السلطة المتنفذة وقوى الأحزاب المهيمنة على السلطة والمسلحة أقدمت على استخدام السلاح أولا عن طريق قناصيها وسقط المئات من الشباب في ساحات التحرير في بغداد والناصرية والنجف وكربلاء والحلة والديوانية والسماوة والكوت والعمارة ، واستخدمت قنابل غازية ومسيلة للدموع استهدفت المواطنين وأخيرا استخدام سلاح بنادق الصيد ورصاصها ينتشر في الجسم ، وقاموا بحرق خيم المتظاهرين ، كل هذه الفعاليات التي يقومون بها لن تثني الشباب المتظاهر بالتراجع وانما بالعكس تضامنوا مع المتظاهرين اعداد غفيرة من الطلبة والمرأة العراقية وهما كانوا وما زالوا الاحتياطي لقوى الساحات المنتفضة .
والان وقد مضى فترة طويلة ودخلت الثورة شهرها الخامس قدمت فلة من الشهداء بلغ عددهم اكثر من 750 شهيدا بصدور عارية وقلوب مؤمنة بالوطن والشعب ، 25 الف من الجرحى واكثر من نصفهم نتيجة الطلق الناري والحروق يعانون من الإعاقة الدائمة ، واعداد من المعتقلين والمخطوفين ، والذين قسم منهم خرج بعد المطالبات الجادة بإطلاق سراحهم كانوا يعانون من التعذيب البشع والضغط على عوائلهم ، ورغم كل ما حدث لهم تراهم يعودون الى ساحات التحرير .
من المعروف ان الثوار كان من شروطهم هو اجراء انتخابات مبكرة يكون من قبل حكومة يكون رئيس وزراء موقت يقوم بمهمة احراء انتخابات للبرلمان مع وجود مفوضية انتخابات غير تابعة للمحاصصة الحزبية ، ففي الأيام الأخيرة قدمت أسماء مرشحة لرئاسة الوزراء واخرها هو محمد توفيق علاوي وهو شخصية غير مرغوب بها من قبل المنتفضين في الساحات ، لأنه لا يتمتع بل ا لموصفات التي يطالب بها المتظاهرين ومنها ازدواجية الجنسية ، ولم يكن عمل في مؤسسات الدولة كوزير أو عضوا في مجلس النواب او من الأحزاب المتواجدة في السلطة الحالية ، وجرى في ترتيب ترشيح محمد توفيق علاوي القبول من قبل تدخل ايران والامريكان ، وهذا ما جرى في اجتماعات جرت بين قوى الأحزاب المتواجدة في السلطة ومعهم مقتدى الصدر وبرعاية وتوجيه وتدخل إيراني فرض محمد توفيق علاوي على ان يقوم بتشكيل الوزارة ، رد المتظاهرين الثوار ان علاوي غير مرغوب به ، ولا يمكن للثوار ان يستكينوا الا بتنفيذ كل المطاليب المشروعة وهم مستمرون ويوم 25 شباط هناك دعوة من قبل الثوار لتظاهرة بمليوني في كل ساحات التظاهر بمدن العراق ، وهم مصرين على السير بخطى المطاليب المشروعة ، وهناك دعوات من قبل منهم حريصين على مسيرة الثورة حتى النصر ، يطالبون التنسيقات بتأطير عملهم بتيلر او حزب ذو برنامج لكي يتسنى لهم خوض معركة الانتخابات القادمة منذ الان ، والنصر لهم ولثورة الشعب من اجل وطن حر ذات سيادة ، وبناء الدولة المدنية الوطنية .