18 ديسمبر، 2024 7:20 م

قبل اكثر من ١٠سنوات، كنت اؤمن بالعملية السياسية والانتخابات الديمقراطية بالعراق، حيث كنت مخدوعا، ولازال اغلب العراقيين كذلك، اقترح بعض الاصدقاء ان ارشح لانتخابات مجالس المحافظات لعام ٢٠١٠، فعلا اتجهت الى احدى الكتل السياسية لا رشح نفسي معهم قدمت المستمسكات وال(cv).
جاء يوم المقابلة من قبل لجنة (استشارية)، حملت آمالي، وافكاري واحلامي،
ماذا أقدم لهم؟
كيف انهض بها الى مصاف المدن المتحضرة؟
ماذا أقدم لهم من خدمات؟ كي نحيا حياة كريمة، تليق بنا كبغداديين عانينا من الظلم والجبروت، من التهميش والنسيان، الاهمال والتسلق على اكتافنا.
ليلة لم اذق طعم النوم حينها، كأني بامتحان صعب،
ماهي السلبيات؟
بل ماهي الايجابيات الموجودة؟ (لان السلبيات للأسف حاضرة معنا).
ماهي المشاريع، الرؤى الذي يحتاجها البلاد لينجح، ويخرج من هذه الازمة؟
افكار كثيرة سطرت بعضا منها على الورق، واخرى في مخيلتي،.
كيف أنقذ البلاد؟
كيف اخدم ابناء بلدي؟
كيف اخدم مدينتي؟
ماهي السبل ماهي الوسائل التي اسلكها؟
كيف وكيف وكيف؟
حتى بت اطير من الغبطة لأني قد اغير من واقعنا المرير، (لأني كنت مقتنع بان بعض الاحزاب هدفها خدمة الوطن، لذلك تختار اناس جيدين، واصحاب رؤى وافكار ناضجة، وان لم أكن انا منهم).
في عصر اليوم الثاني اخذت الملف المتضمن المستمسكات الاربعة المتعارف عليها بالإضافة الى (سي في) الخاص بي وبعض الافكار التي خزنتها بذاكرتي، وصلت المكان المحدد في احدى مناطق بغداد الفارهة، وجدت مجموعة كبيرة من الاشخاص رجال، نساء، شباب بمختلف الاعمار والجنس، حتى جاء دوري بالمقابلة من قبل لجنة وضعها الحزب، لا اعرف كيفية تم اختيارهم او مؤهلاتهم!
سؤال اول اسمك؟
سؤال ثاني من اي عشيرة انت؟
مؤهلاتك العلمية؟ كان هذا السؤال الثالث،
كنت متأهبا للانقضاض على الطرف المقابل؛ بالأفكار، والمشاريع الخدمية، وحتى السياسية، لكني صدمت بأسئلة لم اتهيأ لها او تخطر في الحسبان،
سؤال اين تعمل؟ في وزارة الصحة، كان جوابي،
كم تتوقع ان ينتخبوك من عشيرتك؟ صدمت من هذا السؤال،
كم عدد من ينتخبوك من اصدقائك وزملاء الوظيفة؟
لم اعد ارغب بالإجابة، لأنني تيقنت ان جميع، ولا استثني أحد، واكرر جميع الأحزاب، لاتبحث عن الثقل المهني او الفكري، بقدر ما تبحث عن الثقل العددي، لتكسب من هذا وذاك بعض الأصوات، ليتم سرقتها واضافتها لاحد الموالين لهم لحد النخاع، كي يمكنوه الى مجالس المحافظات او البرلمان، اما المرشحون الاخرون، انهم حطب معركة انتخابية محسومة التأهل، نتيجتها محاصصة حزبية مقيتة، وحكومة فاسدة غير شرعية، لتنتهك الدستور والقوانين لمصالحهم فقط.
منها اهتديت ان جميع الأحزاب، واكررها مرة اخرى جميع الاحزاب هدفها فائدتها الفئوية قبل فائدة الشعب والوطن.