23 ديسمبر، 2024 12:05 م

ثم إقتديـــت: الحـرية والســلام.. خطـوة الى الامـــام..!

ثم إقتديـــت: الحـرية والســلام.. خطـوة الى الامـــام..!

 يبدو ان (العقل) هو الشيء الاهم، وخاصة (العقل الجمعي).. وقد يكون محصلة لعقل الافراد، في مجتمع ما.. او هو مستوى الادراك والوعي، الكلي، لمجموعة من البشر.. ويمكن القول: ان العقل الجمعي (الاوربي) قد سجل تفوقا واضحا في ادراك المصالح المادية والدنيوية.. ونجح في بلده، من ايجاد (الحرية) واحلال (السلام).. بينما بقينا، دون وعي، ضيعنا (الحرية)..وفقدنا (السلام).. نتخبط في اوهام، وموروثات، والتزامات، خسرنا بها الدنيا، ولم نخطو بها، نحو الآخرة..! لاننا لا يمكن ان نحقق شيئا اذا لم نوجد (الحرية) و (السلام) في العراق..!

… الحـــــــــرية والســــــلام:

هذه التصورات، انقدحت في ذهني وانا اتفكر في ما قاله الصدر: قتالنا من أجل الحرية والسلام للجميع ، قبل أن يكون من أجل الاسلام والمذهب … وكان هذا ضمن تعليمات لسرايا السلام وواجباتها ومهامها، اصدرها في 4-9-2014 وقال: ..ليكن جهادنا أبويا وبأخلاق عالية ولأجل نشر السلام والحق .. و مهما قابلونا وأعتدوا علينا بالذبح والتنكيل فلن نقابلهم بذلك.. وأضاف الصدر: ..إن قتالنا من أجل الحرية والسلام للجميع ، قبل أن يكون من أجل الإسلام والمذهب .. وأكد على خدمة أهالي المناطق المحررة وان كانت لأخوتنا السنة وإيصال الأمور الحياتية لهم قدر الإمكان….

وذكرني، هذا، بما ينعم به الاوربيون، من ادارة منطقية عادلة، اوجدها الشعب بمطالباته واصراره..! أما في بلداننا، نجد ان نشاطنا الديني، للاسف، لم يكن ناتجا من الادراك العقلي (ولا الشرعي).. اقصد: ذلك الادراك المنتج للطاعة الواعية، المستهدفة لتطبيق المشروع الالهي، بل كان، نشاط مجتمعنا، اجمالا، نشاطا ساذجا، ينحرف في اللحظة الحاسمة، ليخذل الرسول (ص واله).. ويخذل الامام (ع).. ويخذل الصدر (رض).. وبوجود هذا الاداء السيء.. يكون الاداء الاوربي افضل، واكثر منطقية..!

العقل الاوربي (الجمعي)، استنقذ شعبه من اسوأ انواع الحكم، وأنشأ جمهورية الحرية وحقوق الانسان.. ثم استطاع عقلهم الجمعي، ان ينقل السلطة من (راس المال).. الى (الشعب).. استطاع الاوربيون، ان يجعلوا الحكومة (خادمة) لهم.. توفر افضل (رعاية صحية). وافضل صور المواطنة.. بينما، نقلنا نحن السلطة من الشعب الى الاحزاب والى الفساد..!

.. غيـــاب الادراك العقلـــي:

لقد اخطأ الملايين في بلدي، ممن يدعون العبودية لله، ومن الذين صدعوا رأس الكون بشعاراتهم الفارغة.. لقد فشلوا بالمطالبة بحقوقهم، التي شرعها الله (تعالى) لهم.. بل لا زالوا.. يمنحون السلطة (للفاشل).. ويصوتون للديكتاتور.. ويكفى دليل على غياب الادراك العقلي، اجمالا، ما حصل، من تضييع حقوقنا، واتباع (ابو ما ننطيها) الذي خطط لمصادرة (الحرية).. والذي احل الفوضى والقتال ، بدلا من احلال السلام..

ويكفي ان نذكر، بما قالته السيدة فاطمة الزهراء (ع) ..وهي تفضح هذا الغياب العقلي، في مجتمعنا، فقالت: .. فأنّى حزتم بعد البيان؟ وأسررتم بعد الإعلان؟ ونكصتم بعد الإقدام؟ وأشركتم بعد الإيمان؟ بؤساً لقوم نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم.. انتهى، وحسب فهمي، ان الكلام ينطبق على الجميع، من الشيعة والسنة..! وللحديث بقية..