19 ديسمبر، 2024 1:52 ص

ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي – 3 / خطر ((الطابور الخامس )) و (( عملاء النفوذ )) على السلطة في روسيا

ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي – 3 / خطر ((الطابور الخامس )) و (( عملاء النفوذ )) على السلطة في روسيا

أصدر مجلس الدوما الروسي ( البرلمان ) القرار رقم (121) . ف ز لسنة 2012 حول دور ((العملاء الاجانب )) والذي يقوم على اساس الفساد المالي وتنفيذ البرامج الأجنبية ، وبهذا الخصوص علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أقرار القانون رقم 121- ف ز ، إذ نوه إنه في جهاز السلطة قد تشكل ( تكون ) الطابور الخامس و (( العملاء الاجانب )) وهم يقومون بأعمال على أساس الفساد لتنفيذ البرامج الأجنبية ، وان نشاطهم الأجرامي والفاسد قد أكتسب طابعاً وعلى نطاق واسع من أجل زعزعة الوضع الأقتصادي – الأجتماعي في البلاد ، واصبح هذا النشاط يشكل خسارة بشرية كبيرة وبنفس الوقت يشكل خطراً على الأمن الوطني في البلاد ، وان القيام بتحليل الوثائق يثبت ويؤكد إنه في هيأة (دوائر) السطلة في البلاد قد تشكل عملياً الطابور الخامس ((العملاء الاجانب)) الذين يعملون لصالح الاجنبي من اجل المادة .
نعتقد ، إن اعضاء لجنة الدولة للطوارىء ، والحكومة السوفيتية ، لو إستخدموا صلاحياتهم الدستورية ونفذوها وفق الدستور السوفيتي ، لكان باستطاعتهم الحفاظ على وحدة وكيان دولتهم العظمى – الاتحاد السوفيتي ، ولكن الخوف والتردد والجبن وعدم الحسم المبدئي ، وعدم إستخدام القوة العادلة وفق الدستور الأشتراكي السوفيتي ، وغياب القائد الحاسم لقيادة لجنة الدولة للطوارىء كل ذلك وغيره قد هيمن على سلوك وعقول وموقف أعضاء لجنة الدولة للطوارىء ، فلو كان على سبيل المثال على رأس هذه اللجنة ، ستالين ، جوكوف ، كونييف وغيرهم من أبطال الاتحاد السوفيتي لما حدث ذلك مطلقاً ولكن … ؟!. بدليل أحد قادة اللجنة المهمين ترك اللجنة وذهب الى بيته بأنتظار الاعتقال من قبل زمرة بوريس يلتسين وتحت تصرفه قوة ضاربة جداً ، والعضو الهام في اللجنة كان يؤكد (( الخوف من إراقة الدماء …)) وبعد عدة سنوات على هذا الحدث الكارثي، اذ صرح لو سنحت لي الفرصة مرة اخرى لأتخذت اجراءات صارمة …. صح النوم – كما يقال؟!.
يؤكد غينادي زوغانوف ، السكرتير العام للحزب الشيوعي الروسيي حالياً ، وبمناسبة الذكرى العاشرة لأحداث آب 1991 إذ قال : لقد كان هناك عضواً في لجنة الدولة للطوارىء على إتصال دائم مع بوريس يلتسين ، إلا انه لم يفصح عن إسم عضو لجنة الدولة للطوارىء ؟!. ، وكما تشير المعلومات بأن هناك جنرال من جهاز امن الدولة كان برفقة يلتسين وقت الاحداث وكان يلتسين على إتصال دائم مع الجنرال كرجكوف ، رئيس جهاز أمن الدولة [كي.جي.بي]؟!.
إن هذه المعلومات وغيرها تقودنا الى إستنتاج مفاده وهو ان لجنة الدولة للطوارىء كانت مخترقة لصالح بوريس يلتسين وفريقه (( الديمقراطي )) المدعوم من قبل الأمبريالية الأميركية ووكالة المخابرات المركزية الأميركية (C.I.A ) والمؤسسات المالية والأقتصادية الدولية …، وإلا ماذا يفسر ان لجنة الدولة للطوارىء مكونة من وزير الدفاع السوفيتي ورئيس جهاز أمن الدولة ووزير الداخلية … وان السلطة التنفيذية الفعلية في أيديهم والدستور الأشتراكي السوفيتي قد منحهم صلاحيات واسعة فيما يخص الحفاظ على النظام الأشتراكي ، على الدولة الأشتراكية ، الدولة السوفيتية ، فلماذا لم يتم إستخدام هذه الصلاحيات الدستورية من قبل هؤلاء القادة العسكريين والأمنيين وبنفس الوقت هم قادة في الحزب الشيوعي السوفيتي الحاكم ؟!.
في عام 1989 ،عكست التجربة الرائدة والحاسمة والثورية والمبدئية لقيادة الحزب الشيوعي الصيني موقفها الحاسم والثوري والمبدئي عندما تحرك ((الطابور الخامس)) في الحزب والسلطة على غرار ما حدث في الاتحاد السوفيتي عام 1991، إتخذت القيادة الصينية الثورية قولاً وفعلاً قرارها الحاسم والمبدئي في إستخدام القوة العادلة لضرب (( الطابور الخامس )) و ((عملاء النفوذ )) ومن ساندهم بهدف الحفاظ على النظام الأشتراكي في جمهورية الصين الشعبية ومن اجل الحفاظ على وحدة كيان جمهورية الصين الشعبية واستقرار البلاد وضمان أمنها ووحدتها السياسية والأقتصادية والجغرافية ، ومن هنا يأتي دور القائد الثوري والمبدئي والحاسم في اللحظة الحاسمة والمناسبة ، وها هي الصين اليوم وبعد فترة قصيرة من الزمن تصبح قوة سياسية واقتصادية وعسكرية يحسب لها حساب ، وهذا إن دل على شيء ، فأنما يدل على ان الأشتراكية شكلت نظاماً سياسياً واقتصادياً – أجتماعياً منيعاً وقوياً وخلال فترة زمنية قصيرة ، وهنا يثبت أيضاً حقيقة موضوعية أخرى وهي ان الأشتراكية أكثر فاعلية وقوة وجدوى من الرأسمالية التي أصبحت هرمة وتعيش الأزمات المتتالية . ان من وقف وحرك ((الطابور الخامس)) في الصين في 1989 هي الأمبريالية الاميركية وأجهزتها الامنية والمخابراتية وحلفائها في الغرب الأمبريالي ، بدليل ان أثنان من ((قيادة )) الحزب الذين قادوا التمرد قد هربوا الى اميركا وتسعى الأمبريالية الاميركية اليوم الى عرقلة دور ومكانه جمهورية الصين الشعبية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وتسعى الى اختراق قيادة الحزب والسلطة بهدف تقويض النظام الأشتراكي في الصين، ولكن كما نعتقد ، ان القيادة الصينية تدرك جيداً أهداف الأمبريالية الاميركية وخططها الخبيثة والسوداء ضد الشعب الصيني .
نعتقد ، ان جمهورية الصين الشعبية التي حققت منجزات سياسية واقتصادية – أجتماعية وعلمية وعسكرية خلال فترة قصيرة والتي عجزت الرأسمالية من تحقيق ذلك عبر ثلاثة قرون ، فالتجربة الصينية الرائدة تثير الاهتمام والحقد الدفين من قبل الغرب الأمبريالي وخاصة من قبل الأمبريالية الاميركية ، فلا يستبعد من تكرار سيناريو (تيان مين) الاسود او تحديثه بهدف تقويض وتخريب الدولة الصينية الأشتراكية ومن الداخل.
يخطأ من يعتقد ، ان جمورية الصين الشعبية لاتواجه مخاطر جدية وجادة فعدوا الشعب الصيني المتمثل بالعدو الامبريالي الاميركي وحلفاؤه يسعى الى تقويض الصين من الداخل سواء عبر ((الطابور الخامس)) أو ((عملاء النفوذ)) في الحزب والسلطة، أو من خلال التشابك الأقتصادي والمالي الخطير وخاصة مع الولايات المتحدة الاميركية وليس اعتباطاً عندما قالت هيلاري كلنتون (( أما نغرق سوية او ننجو سوية )) ، أو عبر النشاط المسموم للشركات العابرة للقارات من الناحية الأقتصادية والسياسية او من خطر الاستثمارات الاجنبية في الاقتصاد الصيني وبعبارة اخرى فأن المخاطر الجدية التي تواجه الشعب الصيني والنظام الأشتراكي في الصين هي:-
1- الترابط والتشابك القوي بين الاقتصاد الصيني والاقتصاد الاميركي.
2- النشاط الكبير للشركات المتعددة الجنسية في الاقتصاد الصيني
3- الخطر الجدي للاستثمارات الاجنبية على الاقتصاد الصيني.
4- الخطر من أختراق الحزب والسلطة من قبل ((الطابور الخامس)) و ((عملاء النفوذ))
ان هذه المخاطر وغيرها قد تشكل خطراً جدياً على مستقبل الصين ونظامها الأشتراكي وبالتالي يتطلب من القيادة السياسية والامنية من ان تكون حذرة ويقظة وحاسمة في الوقت المناسب ، وان يتم تشديد الرقابة الشعبية وبشكل جدي وحقيقي على نشاط الحزب والسلطة التشريعية والتنفيذية ، والعمل على (( تنظيف)) الحزب من العناصر الأنتهازية و ((الاغنياء الحمر الجدد)) اي المليونيرية والمليارديرية ، والعمل على تعزيز دور ومكانة الملكية الأجتماعية الأشتراكية في الاقتصاد والمجتمع ، وان يكون القطاع العام هو القطاع السائد والمهيمن والقائد للأقتصاد الوطني، ووضع ضوابط جدية وصارمة على نشاط وعمل القطاع الخاص وعلاقته مع الشركات المتعددة الجنسية ، والعمل على ابقاء مجانية التعليم ولجميع المراحل الدراسية، ومجانية العلاج والسكن وضمان العمل دستورياً وعلى دمقرطة الحزب والمجتمع على أساس الديمقراطية التي تعبر عن مصالح الجماهير الكادحة وتمثل الصيغة السياسية العامة للدولة الأشتراكية .
إن هذه الاجراءات وغيرها، ان تم تحقيقها لأثبتت تجربة جمهورية الصين الشعبية تجربة فريدة من نوعها، وهي تشكل أغناء حقيقي وموضوعي على تطور النظرية الماركسية – اللينينية ، فالحذر واجب وطني ومبدئي مطلوب من قيادة الحزب الشيوعي الصيني من اجل الحفاظ على شعبهم ونظامهم العادل وحزبهم الثوري .
في التسعينيات من القرن الماضي، لم يستطع احداً من ان يفكر ولو لحظة واحدة ، ان دولة عظمى مثل الاتحاد السوفيتي ، ان يكون رئيسها عميل للاجنبي [المقصود ميخائيل غورباتشوف] وبهذا الخصوص [في آذار عام 1988 حدثني مسؤول عسكري رفيع المستوى في دولة عربية بأن لديهم معلومات مؤكدة تفيد وتؤكد من ان غورباتشوف عميل للاجنبي – اي للاميركان …] وأثبتت الاحداث في السنوات الماضية والوثائق الرسمية صحة تلك المعلومة . قد دعمته وأسندته القيادة الاميركية ، وعمل ونفذ الخائن غورباتشوف مخطط اميركا وحلفائها ، اذ قام بتغير كل قيادة الحزب والكوادر تقريباً سواء العاملين في السلطة التنفيذية والتشريعية والحزب الحاكم بعناصر مواليه لنهجه الخياني وتم ابعاد المخلصين من الحزب والسلطة تحت مبررات كاذبة وواهية ومنها ((رفض التطوير)) و ((محافظين)) و ((ضد العلنية وديممقراطية الحزب…)) وغيرها من الخزعبلات الكاذبة ، وكما قام بتغير القيادات السياسية – قيادة الاحزاب الحاكمة في دول اوربا الشرقية (بلدان سيف) وظهر ((الطابور الخامس)) و ((عملاء النفوذ)) في هذه البلدان وظهرت الحركات السياسية (( الديمقراطية )) المدعومة من قبل الأمبريالية الاميركية ومؤسساتها المخابراتية والمالية والأقتصادية الدولية، بل الاكثر من ذلك تآمر على تقويض جمهورية المانيا الديمقراطية اي تم بيعها وبثمن بخس ولعب شفيرنادزه دوراً قذراً في ذلك، كما تآمر على جمهورية رومانيا وبلغاريا الأشتراكية، ولعب الدور المزدوج بين اعضاء لجنة الدولة للطوارىء وبوريس يلتسين وبالتالي خدع أعضاء اللجنة واطاح بهم من خلال الاتفاق السري مع بوريس يلتسين ، وبالنتيجة تم تفكيك ، واغتيال الاتحاد السوفيتي على يد غورباتشوف وفريقه الفاسد.
لقد اشارت الكاتبة الروسية ناديجدا غاريفولينا ان ((غورباتشوف ماهو إلا عميل امبريالي وعدواً للاتحاد السوفيتي وعدواً للاشتراكية)) ، وكما يقول فالي برانت بعد زيارته الى الاتحاد السوفيتي في عام 1985 ((في حياتي رأيت وشاهدت الكثير ، ولكن لم أشاهد في حياتي في معاداة للشيوعية كما يكنها ميخائيل غورباتشوف وهو على رأس الكرملين)).
يقول غورباتشوف ان ((هدفي في الحياة هو القضاء على الشيوعية )) ، وكما قال (( لقد كنت العدو الخفي للشيوعية)).
كيف يمكن ان يتصور القارىء الكريم لو كان الاتحاد السوفيتي موجوداً لغاية اليوم ، اي لم يتم تفكيكه حسب الخطة الاميركية ومن خلال ((الطابور الخامس)) و ((عملاء النفوذ)) في الحزب والسلطة وعلى رأسهم غورباتشوف، الذي حظى هو وفريقه الفاسد الدعم والاسناد من قبل واشنطن ولندن وبون وباريس وتل أبيب …، لكان نموذجاً يمكن الاقتداء به في الميدان السياسي والأقتصادي والأجتماعي… ,كما حدث ويحدث اليوم في جمهورية الصين الشعبية، فلو تمت معالجة الخلافات الفكرية بين قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي وقيادة الحزب الشيوعي الصيني ، وتم تشكيل تحالف ايديولوجي واقتصادي وعسكري بين الاتحاد السوفيتي وبلدان اوربا الشرقية وبقية الدول الأشتراكية مع جمهورية الصين الشعبية ، لشكل المعسكر الأشتراكي أكثر من 50% من سكان العالم ، وشكل القوة الأقتصادية والعلمية والعسكرية الاولى في العالم وبالنتيجة سوف يتم محاصرة النظام الامبريالي واضعافه وتفككه ثم انهياره خلال فترة زمنية غير طويلة ولكن الحكومة العالمية ، قوى الثالوث العالمي … قد أدركوا خطر هذا التحالف ان تحقق وبدأوا بالخطوة الاولى وهي ((الحرب الباردة)) والعمل على اختراق الحزب الشيوعي السوفيتي ، ولعبت العناصر غير الروسية التي احتلت المواقع الهامة في الحزب والسلطة السوفيتية دوراً سلبياً وهي التي ساعدت ونفذت المخطط الاجرامي لتفكيك الاتحاد السوفيتي عبر مايسمى بالبيريسترويكا سيئة الصيت في شكلها ومضمونها.
يشير الاكاديمي يو.ك. كفاليجوك ، في عام 1989، تم اعلان اعادة تنظيم الاتحاد السوفيتي من خلال إقامة السوق الليبرالي [اي تطبيق وصفة صندوق النقد والبنك الدوليين، وابعاد دور الدولة في الحياة الأقتصادية والأجتماعية ، والعمل على تحرير السياسة السعرية، وتحرير السياسة التجارية أي ليبرالية الاسعار وليبرالية التجارة والقيام بتنفيذ مايسمى بالخصخصة..] وكذلك اعادة تنظيم بلدان ((سيف)) اي بلدان أوربا الشرقية ، من اجل ان تتحول هذه الدول الى اقتصاد السوق الرأسمالي ، وهذا التوجه الخطير والفاشل لهذه الدول قد أدخلها في مأزق وفوضى سياسية واقتصادية وأجتماعية شملت جميع ميادين الحياة، وخلق عدم الاستقرار ، وفقدت هذه الدول تقريباً سيادتها واستقلالها الوطني وقرارها المستقل في الميدان السياسي والأقتصادي ، واصبحت واقعة تحت هيمنة ونفوذ الأمبريالية الاميركية ومؤسساتها المالية والأقتصادية والتجارية الدولية والمتمثلة بصندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية .
ويتسآل الاكاديمي كفاليجوك ماذا تعني اليوم العبارة الآتية:
)in the Soviet Transformation into Democracy and Market Economy(
يؤكد البروفيسور لغاية اليوم لم يعرف الجوهر الحقيقي لهذه العبارة ، بالرغم من وجود المئات من الجامعات والمعاهد العلمية سواء في روسيا أو في رابطة الدول المستقلة [جمهوريات الاتحاد السوفيتي] ولذا يجب ان تتم دراسة وتحليل البحث الذي اعدته الجهات الاربعة ودراسة وتحليل برنامج هارفاد وخيوستينسكي ، واعادة النظر في عملية التحول الى اقتصاد السوق الرأسمالي ، والعمل على إنهاء نشاط الطابور الخامس و(عملاء النفوذ) في جهاز السلطة في روسيا.

المطلب الرابع: تساؤلات مشروعة .. تحتاج الى أجابة علنية
إن من حق عضو البيت الشيوعي العالمي والمتابع لما حدث في الاتحاد السوفيتي تحت سيناريو الخيانة العظمى ، إلا وهو سيناريو مايسمى بالبيريسترويكا للفترة 1985-1991 من ان يطرح اسئلة علمية وموضوعية ومشروعة والتي تحتاج الى اجابة موضوعية وعلمية وهادفة من اجل استخلاص الدروس والعبر والمضي في طريق ثورة اكتوبر الأشتراكية العظمى والتي ستحل ذكراها لمئوية العظيمة عام 2017 ومن أهم هذه الاسئلة هي الآتي :
·لماذا تمت الموافقة على نهج مايسمى بالبيريسترويكا بشعاراتها الكاذبة والخادعة والوهمية من دون الرجوع الى رأي وإرادة الشعب السوفيتي ؟.
·لماذا أبدت وساندت الغالبية العظمى من الاحزاب الشيوعية العالمية نهج الخيانة حتى آخر لحظة وهي تفكك دولة الاتحاد السوفيتي؟
·لماذا أيد وساند الاعلام الحزبي والحكومي في الاتحاد السوفتي ودول اوربا الشرقية وغيرها من الدول الأشتراكية الاخرى وكذلك اعلام وغالبية الاحزاب الشيوعية من خلال التثقيف وعقد الندوات ((العلمية)) من دون الاشارة الى نقد النهج والتحذير منه وخاصة بدأت ملامح الأرتداد والخيانة منذ عام 1987 حتى عام 1991 ؟.
·أين دور المخلصين في الحزب الشيوعي [قادة ، كادر ، اعضاء…] مما حدث خلال الفترة 1985-1991 ، ولماذا وافقت قيادة الحزب والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية على نهج البيريسترويكا الهدام حتى آخر لحظة ، علماً ان بداية الانحراف السياسي والأقتصادي والأيديولوجي قد بدأ في عام 1987 ، اين دور الرقابة الحزبية على سلوك ونهج قادة مايسمى بالبيريسترويكا سيئة الصيت ؟ أين قيادة الحزب وقيادة جهاز امن الدولة من زيارات غورباتشوف الى الغرب والتي بلغت 40 زيارة رسمية؟ واين قيادة الحزب الشيوعي من لقاء مالطا بين غورباتشوف وبوش الأب – اللقاء الهدام والتخريبي ، واين دور القيادة المخلصة في الحزب من السلوك الهدام لشيفرنادزه وياكوفلييف ،لماذا تم الصمت وعدم الأعتراض على اجراءات غورباتشوف اللاشرعية حول إزاحة المخلصين من قادة وكوادر من الحزب والسلطة؟
·كيف يمكن لمجلس السوفيت الاعلى (البرلمان السوفيتي) من ان يصادق على معاهدة الذل والخيانة معاهدة مينسك ، التي على اساسها تم تفكيك دولة الاتحاد السوفيتي ، علماً ان الغالبية العظمى من اعضاء البرلمان السوفيتي هم قادة وكوادر واعضاء الحزب الشيوعي السوفيتي الحاكم ؟ هل ان الجميع كانوا في غيبوبة طويلة، وكيف يمكن ان يقدم (صاحب البيت) على تهديم بيته المحصن والكبير، حادثة لم تحدث في التاريخ الحديث اصلاً ؟!.
وكيف صادق وأقر مجلس السوفيت الاعلى في جمهورية روسيا السوفياتية (البرلمان الروسي) على معاهدة مينسك الخيانية ، والغالبية العظمى من اعضاء البرلمان الروسي هم أيضاً قادة وكوادر واعضاء في الحزب الشيوعي الروسي ، وتشير المعلومات ان اكثر من عشرة اعضاء من البرلمان الروسي لم يصوتوا على هذه المعاهدة اللاشرعية واللاقانونية وغالبيتهم كانو اصدقاء الحزب الشيوعي الروسي؟ وبنفس الوقت قام البرلمان في جمهورية بيلاروسيا بالمصادقة على هذه المعاهدة بأستثناء عضو البرلمان البيلاروسي الأكسندر لوكاشينكا ، الرئيس الحالي لجمهورية بيلاروسيا، وكما قام البرلمان في جمهورية أوكرانيا السوفيتية وغالبية اعضاؤه من قادة وكوادر واعضاء الحزب الشيوعي الاوكرايني على المصادقة على معاهدة الذل والخيانة العظمى هل ان الجميع كانوا في سبات طويل كسبات اهل الكهف؟.

·كيف يمكن لقيادة الحزب الشيوعي السوفيتي( بأستثناء غورباتشوف وفريقه المرتد ) والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية من ان يوافقوا على فكرة الاستفتاء الخبيثة حول وجود أو عدم وجود دولة الاتحاد السوفيتي ؟ هل هذا معقول ان يتم تهديم البيت من قبل رب الاسرة؟ ولكن بالنتيجة صوت الشعب السوفيتي مابين 77-80% لصالح بقاء دولة الاتحاد السوفيتي اي اتحاد الجمهوريات السوفيتية الأشتراكية ، أين دور قيادة الحزب وقيادة السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية من هذه المؤامرة القذرة والكبرى على الشعب السوفيتي ؟هل لم يتم أدراك المخاطر المحدقة على الشعب السوفيتي من هذا الاستفتاء الغير منطقي في شكله ومضمونه، ومن نهج مايسمى بالبيريسترويكا(1985-1991 )؟.
·لماذا وافقت قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية على فكرة إقامة ((الاتحاد الأقتصادي الجديد للدول المستقلة)) وهذا يعني ضمناً وعملياً تفيكيك الاتحاد السوفيتي واعطاء حق السيادة الوطنية الكاملة لكل جمهورية ، إلا هذا يعني تفكيك الاتحاد السوفيتي اقتصادياً ، وتفكيك أيضا ً لسيادته الوطنية . ولماذا تمت الموافقة على فكرة (( رابطة الدول المستقلة)) وهذا يعني تفكيك الاتحاد السوفيتي دستورياً واقتصادياُ وسياسياً وجغرافياً ، ألم تكن هذه الفكرة هي البداية الحقيقية لتفكيك دولةالاتحاد السوفيتي ؟.
·أين دور الشعب السوفيتي – الروسي، والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ، والطبقة العاملة وحلفائها ودور الكمسمول الشيوعي والمنظمات الجماهيرية والمهنية ، ودور الجامعات والمعاهد العلمية ، مما حدث وتحت غطاء مايسمى بالبيريسترويكا الصفراء في شكلها ومضمونها ، وهل ان القيادات في هذه السلطات والمنظمات الجماهيرية والمهنية لم يدركوا خطر تفكك دولتهم العظمى؟او العيش بنظام بطاقات التموين ، وأختفاء الخبز والملح والكبريت ناهيك عن اللحوم والفواكه…؟ التي تمت بشكل مخطط ومنظم وواعي ، حيث منعت المافيا المناهظة للسلطة السوفيتية من دخول القطارات والسيارات الحاملة للسلع الغذائية الى العاصمة موسكو من اجل إثارة الغضب والسخط على الحزب الحاكم والسلطة السوفيتية؟ اين دور جهاز امن الدولة من هذه الجريمة؟ هل لم يعرف بذلك؟ أم ماذا…؟!. هذا مافعله غورباتشوف ويلتسين وفريقه الفاسد.
·أين دورجهاز امن الدولة السوفيتي [كي.جي.بي] ودور الأستخبارات العسكرية (ﮔرو) والمخابرات السوفيتية من النشاط الهدام والتخريبي ((للطابور الخامس)) و ((عملاء النفوذ)) في قمة الحزب الحاكم والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ، ولم تتخذ هذه الاجهزة الهامة والمسؤولة عن حفظ وامن وكيان ووحدة الاتحاد السوفيتي حتى اخر لحظة لأحداث آب عام 1991، بدليل في آيار عام 1991 قدم الجنرال كريجكوف رئيس جهاز أمن الدولة السوفيتية تقريراً مفصلاً حول الاوضاع السياسية والامنية والأقتصادية – الأجتماعية في عموم البلاد و المخاطر المحدقة على السلطة السوفيتية على البرلمان السوفيتي وتم ذكر اسماء ((عملاء النفوذ)) و((الطابور الخامس )) في الحزب والسلطة وبحضور غورباتشوف ، إلا ان البرلمان السوفيتي سمع التقرير ولم يتخذ اي اجراء يذكر بل تم تسليم نسخة من التقرير الى غورباتشوف ، وبعد ذلك لم يتخذ جهاز امن الدولة اي اجراء مناسب ضد خونة الشعب السوفيتي بهدف الحفاظ على الاتحاد السوفيتي؟.
·لماذا قام غالبية اعضاء لجنة الدولة لحالة الطوارىء بالزيارة الى غورباتشوف في القرم وهو يتمتع بأجازته وقت الاحداث الدامية والكارثية ، بدليل قام المارشال يازوف وزير الدفاع السوفيتي والجنرال كرجكوف رئيس جهاز امن الدولة وآخرون بزيارة الى غورباتشوف يسألونه ماذا نفعل ؟ وحتى لم يتم إستقبالهم من قبل غورباتشوف علماً إنهم يعرفونه مرتد ومرتشي وخائن، فهل يمكن أنقاذ الدولة العظمى من مثل هذه الشخصية الفاسدة وهو يهدف الى تفكيك دولته العظمى عبر سيناريو قوى الثالوث العالمي ، سيناريو البيريسترويكا الصفراء؟.
إلا كان الاجدر بأعضاء لجنة الدولة لحالة الطوارىء وخاصة من قبل وزير الدفاع ورئيس جهاز امن الدولة ووزير الداخلية من إعتقال غورباتشوف وفريقه المرتد ، واعتقال بوريس يلتسين وفريقه الفاسد والذي لايتجاوز عددهم مابين 35-40 شخص غالبيتهم ((طابور خامس)) و ((عملاء نفوذ)) واعلان حالة الطوارىء على عموم البلاد والدعوة الى عقد أجتماع طارىء للبرلمان السوفيتي ، وأحالة هؤلاء جميعاً ووفق القانون والدستور السوفتي الى محاكمة علنية امام الشعب السوفيتي ، وبالتالي الحفاظ على وحدة وكيان دولتهم العظمى الاتحاد السوفيتي ولكن …؟1.
·لماذا لم تتم عملية تقييم الانتكاسة الكبرى التي حدثت في الاتحاد السوفيتي (1985-1991) لغاية اليوم من قبل الحزب الشيوعي السوفيتي الحالي، من قبل الاحزاب الشيوعية في رابطة الدول المستقلة (جمهوريات الاتحاد السوفيتي) ومعرفة الاسباب الحقيقية والموضوعية لعملية الاغتيال الكبرى لدولة العمال والفلاحين ، ومعرفة دور غورباتشوف وفريقه المرتد في هذه الجريمة الكبرى .

في 9/9/2016 أجرت قناة روسيا اليوم مقابلة مع وزير الدفاع السابق المارشال ديمتري يازوف، أشار الى لجنة الدولة لحالة الطوارىء ((ربما كانت مغامرة …)) وأنا قررت بنزول الجيش السوفيتي للعاصمة موسكو ، وأنا قررت سحبه بسرعة …))؟!.
وكما يعتقد ان (( الأمر كان خاطئاً وعديم الجدوى…)) وان ليونيد كرافجوك ، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاوكراني ، مسؤول العمل الأيديولوجي في الحزب قومي متطرف وهو ((سياسي ماكر وخبيث ومعادي للسلطة السوفيتية وهو احد من ساهم في تفكيك الاتحاد السوفيتي ، وبوريس يلتسين لن يختلف عنه إضافة الى حبه الجنوني للسلطة)).
وكما اكد في المقابلة التلفزيونية في عام 1990 ، وجهت دعوة الى غورباتشوف وأنا وشيفرنادزه من قبل بوش الأب وبحضور وزير الخارجية الاميركية بيكر في السفارة الاميركية في موسكو وتحدث غورباتشوف قائلاً ((في زمن بريجنيف كانت السلطة تمنح الأوسمة أما اليوم [ المقصود زمن غورباتشوف] فالسلطة توزع بطاقات الاعاشة للموطنين …)) فأجابه بوش الاب (( انت المسؤول عن ذلك))؟!.

·لماذا لم يعقد ولغاية اليوم [ بالرغم من مرور ربع قرن على عملية تفكك الاتحاد السوفيتي ] مؤتمراً عالمياً للاحزاب الشيوعية من اجل دراسة أسباب الانتكاسة لعملية البناء الأشتراكي في الاتحاد السوفيتي التي تمت تحت سيناريو تم اعداده من وراء البحار ، والعمل على تحديد نتائجها الكارثية والمأساوية [والتي لغاية اليوم تدفع شعوب العالم الضريبة الكبرى والباهضة سواء من قبل الشعب السوفيتي وشعوب بلدان أوروبا الشرقية وشعوب بلدان اسيا وافريقيا واميركا اللاتينية ، وخير دليل حي وملموس على ما تدفعة الشعوب العربية من دمار وخراب وفوضى وحرب اهلية وهجرة واسعة داخل هذه البلدان او خارجها وانتشار الامراض والاوبئة ومحاولة تفتيت هذه الدول وفقدانها لسيادتها وقرارها الوطني المستقل …. كل هذا تم ويتم تحت بدعة جديدة – قديمة إلا وهي ((محاربة الارهاب الدولي)) و ((داعش)) فالمسؤول عن القاعدة من حيث التأسيس والدعم المادي والبشري والمعلومات …. هو المسؤول عن مايسمى بالدولة الاسلامية ((داعش)) التي صورها ويصورها الأعلام الاميركي وحلفائه بأنها ((القوة التي لا تقهر…)) هذه هي احدى خرافات وخزعبلات القرن (21) ؟!.] على صعيد كل بلد وعلى الصعيد الاقليمي والدولي، ووضع حلول وإستراتيجية جديدة وواقعية من اجل مواصلة النضال لبناء المجتمع الأشتراكي العادل الذي يشكل امل وطموح الشعوب الفقيرة في العالم وتشديد النضال الجاد ضد الخطط الهدامة التي يتبناها الغرب الأمبريالي بزعامة الأمبريالية الاميركية المفرطة في وحشيتها وعدوانيتها واجرامها اللامشروع .

إن من حق كل عضو في البيت الشيوعي العالمي والمتابع لما حدث للاتحاد السوفيتي خلال الفترة 1985-1991 ، من ان يطرح اسئلة عديدة ومشروعة وتحتاج الى إجابة علمية وموضوعية من اجل إستخلاص الدروس والعبر ومن اجل عدم تكرار هذه الانتكاسة الكبرى ، وهذه الخيانة العظمى مرة اخرى والتي حدثت في اكبر حزب شيوعي وفي اكبر دولة عظمى في العالم. ان هذه الاسئلة وغيرها ستبقى مثاراً للنقاش الدائم وعلى هذا الاساس نوجه دعوة ملحة لجميع الاحزاب الشيوعية العالمية وخاصة الحزب الشيوعي السوفيتي حالياً ، والاحزاب الشيوعية في رابطة الدول المستقلة من اجل عقد مؤتمرا لتقييم موضوعي لهذه الانتكاسة الكبيرة ووضع ستراتيجية جديدة لنشاط عملها اللاحق فهم أهل البيت وهم اهل الشأن الاول في هذه المهمة النبيلة ، فالمستقبل سوف لن يغفر لأحد.

أحدث المقالات

أحدث المقالات