23 ديسمبر، 2024 3:06 م

ثمرة التظاهرات …. هل سيجنيها الصدر ؟!!

ثمرة التظاهرات …. هل سيجنيها الصدر ؟!!

منذ اواخر شهر تموز ٢٠١٥ والى اليوم، والمتظاهرون المطالبون بالاصلاحات يجتمعون كل جمعة في ساحة التحرير، وصولا اخيرا الى بوابات المنطقة الخضراء بؤرة الفساد والمفسدين. لا يثنيهم حر الصيف ولا برد الشتاء.
وقد طفت على السطح خلال هذه الفترة ثلاث نتائج، واحدة محبطة، واثنتان مشجعتان.
اما المحبطة :
فهي ان حكومة بغداد، وبدل ان تاخذ مطالب المتظاهرين الشرعية والمعقولة بعين الاعتبار، وعلى محمل الجد.
نراها تلجا الى التلكؤ والمماطلة لكسب الوقت، من دون اجراء اي اصلاح جذري على ارض الواقع، يتناسب وثقل المتظاهرين.
واما المشجعتان :
فهما اللتان رسمتا ملامح التظاهرة منذ انطلاقتها الاولى.
الا وهما، طابعها السلمي وحتى هذه الساعة من جهة، بالاضافة الى استقلاليتها من جهة اخرى.
لكن المخاوف من احتمال الالتفاف على التظاهرة هذه، وسرقة مجهودها من قبل التيار الصدري، بدت تلوح في الافق منذ اعلان الاخير تاييده – بحسب الظاهر – لمطالب المتظاهرين.
خصوصا، مع جود مؤشرات لصالح هذا الاحتمال، منها :
اولا، كون التيار الصدري جزءا من منظومة الفساد المتمثلة بالحكومة، التي تقف على النقيض تماما من موقف المتظاهرين ومطالبهم.
ولا شك ان انقلاب الشئ على نفسه محال.
ثانيا، ان التيار الصدري ومنذ اللحظة التي اعلن فيها تاييده للمتظاهرين، سال لعابه للتحكم بهم كما يبدو، وذلك من خلال تشكيل لجنة تلزم المتظاهرين بضوابط تحمل بصمات الصدريين.
ثالثا واخيرا، فان لفظة ( القائد ) المحببة لدى مقتدى الصدر على الارجح، ستزحف تلقائيا لتلقي بظلالها على عموم المتظاهرين، فضلا عن مريديه  في التيار، كونهم جميعا في نفس المركب.
خصوصا وان التظاهرات ومنذ بدايتها لم يمثلها شخص بعينه ليعكس مطالبها، باعتبارها ملك لكل العراقيين على حد سواء.
مما سيتيح لمقتدى الصدر والحالة هذه، محاولة ملء هذا الفراغ، لياخذ حينئذ الجمل بما حمل، كما في المثل.
فيما سيرجع المتظاهرون الى ديارهم بخفي حنين.
فهل سيتجه مقتدى الصدر نحو كرسي القائد ؟!!…
ام انه سيلوي ذراع الحكومة لصالح الشعب ؟!!…
الايام كفيلة بكشف المستور.