هو ولــــد طيب يحب خاله حبا جما ويثني عليه وعلى خالته ، لكنه لايحب عمته لانها ( قبيحة ) ولا تمتلك مالا ولا جاها يؤهله لركوب الصعاب ، طرد الولد من مدرسته لسوء أخلاقه وكثرة الشكاوي بحقه من ( نسوان ) الجيران لأنه ( مطيرجي ) يتسلق يوميا في ( الظهر الاحمر ) على السطح ثم يبدأ بعزف سيمفونيته الرائعــــة
( كش عاع ) ثم يلوح بخرقة كان قد سرقها من بيت ( ابو حسين ) عندما كان يجمع ( القواطي ) الفارغة ليبيعها في سوق المدينة ليشترى بثمنها ( بطل عرك ) غير مغشوش .
ضجت الناس بالشكاوي من هذا المطيرجي فهددوه بالويل والثبور ان لم يكف عن صعود ( السطوح ) ، حتى وصل الامر للفصل العشائري ، وبما أن المطيرجية ترفضهم العشيرة رفضا باتا ، أخذ صاحبنا يفكر بجديـــــــة تهديد هؤلاء وماذا يصنع فيما لو نفذ هؤلاء تهديداتهم ، وهو لايحسن عملا سوى عمل المطيرجية وقد اكتسب خبرة لايستهان بها في هذا الجانب ، ذهب الولد الطيب ذو ( السكسوكة ) الى خاله في المنفى طالبا منه التدخل عند العشيرة ليقفوا معه في هذه الورطة … أجابه الخال : الذنب ليس ذنبك إنما ذنبي أنا الذي زوجتك ابنتي فجلبت لي العار والشنار ، إذا لم تكف عن هذه المهنة ( الطايح حظهه ) سأضطر لاتخاذ اجراء لن يسرك فانظر ماذا ترى ؟
عاد المسكين بخفي حنين رغم المصاريف التي أنفقها ذهابا وأيابا ورغم كل المخاطر التي رافقت خروجه ليلا من بيته الى ( الكراج ). وفجأة شن الشيطان الاكبر هجومه على البلاد وتمكن من تدمير كل ماهو جميل فأعطى ضوءه الاخضر للحرامية والنشالة ( والسرسرية ) للاجهاز على ما تبقى في المخازن والمستودعات … فرح المطيرجي بهذا الخبر ( السار ) فشن هجوما مباغتا على ما خف وزنه بأعتباره ( مال ) الشعب كان قد سرقه الطاغية من قبل فقام ببيعه في سوق الحرامية الذي تاسس بعد عمليات السلب والنهب واشترى عددا كبيرا من الحمام الزاجل وبضعة بندقيات كلاشنكوف يحمي بها نفسه من العدوان الاميركي ؛ بعد فترة ليست بالبعيدة تمكن الخال من العودة حاملا معه احلامه باستلام منصب قائم مقام بلدته التي تركها إثر استلامه لسلفة زواج لم يسدد منها شيئا فورط كفيله المسكين بدفع كل المستحقات المترتبة على الاصيل …. دارت عجلة الزمن بسرعة فتمكن الخال من السيطرة على كل شئ بمباركة الشيطان الاكبر وبعض من الحشاشة الذين انقلب عليهم فيما بعد .
فرح المطيرجي فرحا شديدا فتبوأ – بفضل – خاله مناصبا تختلف عن منصب المطيرجي الذي لازمه لسنين طوال ، واشترى لنفسه حسبا ونسبا وشهادة وجمع حوله ثلة من المطيرجية القدماء وزج بهم في وزارات شتى ، ومنحهم رتبا عسكرية كي ينهضوا بالبلد من حالته القديمة الى حالة تسر الشيطان الاكبر ، فهنيئا لنا حكم المطيرجية والعتاكة والمزورين والكذابين والمجرمين اللصوص ( وقيم الركاع من ديرة عفج )