اهم ثلاث قضايا في التأريخ تسبّبت في مسخ البشرية وتدمير وجدانها وكشفتْ بدورها و بوضوح ايضاً؛ عن فقدان الحاكمين عبر التأريخ للثقافة والفكر والعدالة كنتيجة طبيعية لتلك القضايا الثلاثة المدمرة التي تداخلت فيها الاقدار الكونيّة والذّوات ألإنّيّة، و هي:
حرق المكتبة المركزية للبلاط الملكي بعد فتح فارس بامر من الخليفة الذي إستفتاهُ القائد الاسلامي في امر تلك المكتبة العظيمة؛ فأجابه الخليفة عمر (رض): (الكتب اما توافق قراننا او تخالفه؟ فلو كانت توافقه فحسبنا كتاب الله، وان كانت تخالفه فلا شأن لنا به، وفي الحالتين يجب حرقها).
والثانية: حرق المكتبة الفاطمية في القاهرة بأمر القائد صلاح الدين الايوبي بعد مذبحة الفاطميين وتأئيد الخليفة ليستفيدوا من جلودها – جلود الكتب – لصناعة الاحذية والاغمدة.
والثالثة؛ حرق مكتبة بغداد التي كانت تضم عشرات الالاف من المصادر الشيعية ايضاً والتي لم يحرقها المغول بأمر السلطان العثماني سليم مباشرة .
إنّ امّة تحرق الكتب لصناعة الاحذية وتعادي الفلاسفة لا بد ان تتبدّل وتُمسخ، وهذا هو حال كل الامم اليوم للاسف، والتي لا تعادي ولا تُشرد ولا تقتل الا العظماء.
حكمة كونية: (لاقيمة للحياة مهما ارتقت وإغْتَنَتْ وتمدّنت اذا كان الوجدان مفقوداً).