من المستحيل التصوّر أن العراق سيعود من جديد بلدا آمنا وملائما للعيش مع وجود الشلة الفاسدة التي حكمته بعد عام 2003 بعد الغزو الامريكي البغيض الذي أطاح بالعراق كبلد وليس كنظام صدام حسين. ولقد اوصلت الاحزاب والكتل وبالخصوص قادتها العراق الى حالة من الفقر المدقع والانهيار التام لجميع الخدمات و تدهور الاقتصاد بحيث اصبح اليوم على شفا حفرة من الانهيار التام. وقد ادى تسلط هذه الاحزاب العميلة لايران وامريكا في نفس الوقت الى زج العراق بسلسلة من الحروب والازمات والعنف الطائفي والتسلط متعدد الدكتاتوريات مما نتج عنه تدمير مدن باكملها وتهجير اهلها بينما اصبحت المدن الاخرى خاوية يلتهمها الفقر والبؤس والحرمان. وقد تركت هذه الافعال اثار سلبية نفسية واجتماعية خطيرة و عميقة لدى كافة العراقيين الا الشرذمة من المرتزقة المتسلطة والذين ينبحون لهم في الفضائيات جراء القاء بعض الفتات لهم. وقد ارتفعت معدلات البطالة بشكل غير مسبوق وحالات الانتحار والجريمة والارهاب متعدد الاشكال بحيث امتزجت في الكثير من الاحيان روائح شواء المطاعم مع شواء اللحم البشري بعد التفجيرات المتكررة. وامتلأت السجون والمعتقلات و التعذيب والترويع والاغتيالات التي طالت جميع شرائح المجتمع ولم يفلت منها الكفاءات واساتذة الجامعات والاطباء والعسكريين والطيارين الذين اشتركوا في حرب الثمان سنوات التي فرض استمرارها خميني المقبور. وتم تفريغ وتهجير خيرة العلماء والكفاءات العراقية التي تملأ البلدان الغربية وغيرها. كما وقد اصيب القطاع الزراعي والصناعي بشبه شلل تام مما جعل العراق يعتمد على ذلك بشكل مباشر ومتعمد على ايران. ولقي التعليم والبحث العلمي نصيبا كبيرا من التدهور الخطير بعد ان كان العراق في طليعة البلدان في ذلك كله. وقد اصبح المريض العراقي يتحمل عناء السفر والتكاليف لعلاج ابسط الحالات في الهند او لبنان او تركيا او ايران وغالبا ما يعود بمضاعفات لم يكن يعهدها العراق في سنوات الثمانينات وحتى ايام الحصار البربري بعد ذلك. ولقد اصبح العراق يصنف في ذيل القائمة من ناحية العيش الكريم وقيمة جواز السفر والامن وما شابهها حسب القوائم السنوية التي تصدرها المنظمات المستقلة الدولية بينما كان يعد من افضل بلدان الشرق الاوسط على الاقل ايام الثمانينات والتسعينات.
لقد تدهورت المنشآت العامة والخدمية كالمستشفيات والطرق والماء والكهرباء وتفشت الامراض وعم الجهل وعادت الامية بعد ان قضي عليها في اعوام الثمانينات بحملة مكافحة الامية وتفشى الفساد في دوائر الدولة واصبحت الرشوة جزء اساسي من التعاملات ناهيك عن البيروقراطية وسوء استخدام السلطة والمحسوبية والمنسوبية. ادى ذلك الى انعدام الكفاءات من دوائر الدولة واصبحت حتى الاحزاب نفسها تديرها العوائل وتتوارثها الابناء عن الاباء وراثة ليس لها علاقة بالكفاءة السياسية ولا الخبرة المهنية ولا الوطنية الصادقة. لم يكن لدى هذه الاحزاب على الاطلاق مشروع وطني لبناء وطن ضمن برامج تعيد البناء الوطني والمجتمعي بل بالعكس كانت ولاتزال وستبقى الاحزاب الشيعية او السنية ولائها لايران او لامريكا وغيرهما دون ادنى حياء وهذه الاحزاب لم تقدم للوطن شيء سوى المحاصصة التي انتفعت بها هي فقط وخاصة قادتها بما في ذلك الاحزاب الكردية.
ان هذه الكتل التي تحكمت بمصير العراق عبارة تكتلات مذهبية طائفية لا علاقة لها بالوطن والوطنية. و حتى ذلك المذهب فانها استخدمته كغطاء خدعت به الناس من اجل مصالحها بما في ذلك المرتزقة الذين دخلوا عليها مقابل بعض الفتات. ولقد اتصف كافة قادتها واعضائها الا ما شذ وهو قليل جدا اتصفوا بعدم الكفاءة وانعدام الخبرة حتى في العمل السياسي. وحتى بعض الاحزاب التي امتلكت أيديولوجيا مذهبية عند نشأتها مثل حزب الدعوة والحزب الاسلامي جيرت ذلك كله لصالح الشخوص من قادتها مما جعلهم ينشقون حرصا على تلك المصالح مثل نوري المالكي وحيدر العبادي وابراهيم الاشيقر وعلى تلك الشاكلة عمار الحكيم وباقي معممي وافندية حركة محمد باقر الحكيم وهلم جرى لان القائمة الفاسدة تطول. كما وان البعض الاخر من الاحزاب لم يكن الا ميليشيات تقاتل مع خميني ضد العراق مثل ميليشيات العميل الفارسي هادي العامري وغيره. ولقد فشل العراق في سياسته الخارجية وضاع فيه الامن حتى اصبح الفرد في احيان عديدة يخرج من بيته ولايدري هل يعود ام لا؟ وقد فشل هؤلاء باعادة الجيش وقوات الامن بل وامتهنت كرامة الجيش وذلك بجعل قادته تحت امرة ضباط دمج لم تكن لهم خبرة غير الحرب مع نظام خميني ضد العراق وتسيدت عليه ميليشيات ما انزل الله بها من سلطان. وقد ادخلوا ضباط فرس مثل الارهابي قاسم سليماني وغيره بحجة المشاركة بقتال داعش التي هم احدثوها كذريعة لادخال الفرس ثم السيطرة على العراق باحتلال ايراني مشرعن. ولقد فقد الوطن وضاعت الكرامة ونهبت الامول بشكل لم يسبق له مثيل واصبح العراق الذي يمتلك اكبر مخزون من النفط بعد السعودية لايستطيع ان يصلح منظومة الكهرباء على مدى 16 سنة وهو امر محير ويكاد ان يكون معجزة تتطلب تدخل الهي الا انه اذا عرفنا ان سبب ذلك لكي يبقى العراق معتمدا على ايران في ذلك وفي كل شيء ازيل العجب. حتى المساعدات الانسانية التي تقدم للمهجرين والمعوزين سرقتها الاحزاب كما هربوا اموال طائلة كان بالامكان ان تبني اربعة بلدان كالعراق وليس بلد واحد وكانت ولاتزال وستبقى ان بقوا هذه السرقات وبمختلف الطرق المعروفة وغير المعروفة.
اكتشف الجيل العراقي الجديد هذه الامور واتضح له شيء واحد لاغيره وهو ان هذه الاحزاب لو بقيت تحكم العراق سوف لن يكون لهم مستقبل في هذا البلد. اصبح اما هذا الجيل خيارين لاغيرهما اما ان يثوروا على هذه الاحزاب الفاسدة ويكنسوها من العراق او ان يعيشوا في بلد بلا مستقبل ولاهوية بل وقد يضيع بلد اسمه عراق فيصبح اسوأ من حاله الذي هو فيه بشكل كبير وخطير. لافرق بين كتلة واخرى او حزب واخر بما فيهم مقتدى الصدر والمالكي والعامري والحكيم والعبادي والنجيفي والحلبوسي وعلاوي وعبد المهدي وقادة الميليشيات الشيعية وغير الشيعية وغيرهم. هؤلاء فهموا انهم غير مرغوب ببقائهم في السلطة بل وسيتم تقديمهم للقضاء وفتح جميع ملفات الفساد التي اقترفوها لهذا السبب دفعوا بميليشياتهم وما يدعى بالقبعات الزرق لقتل وتفريق الثوار ولكن ذلك سوف لن ينفعهم. وكانت اخر محاولاتهم هو توزير المدعو محمد توفيق علاوي الذي هو نسخة طبق الاصل من عادل عبد المهدي فالاول كان وزيرا واستقال وكانت عليه ملفات فساد منها سرقة بنك الزوية وكان ولايزال عميلا ايرانيا وتنقل بين الاحزاب المختلفة ومحمد علاوي كان له نفس الامور المذكورة فهو عميل ايراني في بدايته وتوزر مرتين وحكم عليه بالفساد بالسجن حينها ثم هرب خارج البلاد وكلاهما يمتلك جنسيتين وكلاهما متعلق بالسلطة حتى مع رفض الشعب لهما وكلاهما ضعفاء امام الاحزاب الفاسدة وقد راينا كيف ان الشعب يقتل ويظهر عادل عبد المهدي مبتسما ومنتشيا بسلطة قد غسل فيها وجهه بالدم وقد ظهر علاوي متشيا مبتسما ينظر في كتاب توزيره امام برهم صالح فما اشبه هذا بذاك. على الاقل عادل عبد المهدي عند توزيره لم يكن الوضع كما هو الان بينما علاوي قبل بفريسه ملطخة بالدما تكالبت عليها الضباع والكلاب البرية المتوحشة فاصبح هو جزء من هذه الضباع لكي ينهش له نهشة.
العراقيون في ساحات الاحتجاج هم ليسوا رافضون لعلاوي فحسب بل يريدون تغيير كل الطبقة السياسية الفاسدة التي اوصلت البلاد الى حالة البؤس وضياع الوطن والا فسوف لن يكون لهم مستقبل على الاطلاق. ان ما جرى خلال الأيام الماضية من اعتداءات قامت بها المجاميع المنفلته والخارجة عن القانون من ميليشيات مقتدى الصدر يتحمل مسؤوليتها هذا الشخص وكلها تدخل ضمن الجرائم والإرهاب والترويع يبعث هذا الشخص العميل الإيراني بأوامره من قم الفارسية. كما ويتحمل مسؤولية ذلك الفاسد والمجرم الذي انظم لجوقة القتل والاجرام سيء الصيت الشيطان المتسلط على جماجم الشهداء ودمائهم المدعو محمد توفيق علاوي الفاسد. لقد دخل هذا الامعة ضمن قائمة المطلوبين باراقة الدماء فهذه الدماء والقتل تجري لكونه قبل واصر بل وعلى اتفاق بكل هذه الاحداث الجارية اليوم. الثلاثي مقتدى الصدر وهادي العامري ومحمد علاوي يتحملون ما ستؤول له الاحداث فيبدو ان العراق مقبل على حرب أهلية قد بدأت علاماتها تظهر وسوف يتجزأ الى كانتونات متقالته. الحل الوحيد هو ان يتم كنس جميع الأحزاب العميلة لإيران والا فانهم سوف لن يتورعوا بجر العراق لحرب اهليه بانت بوادرها باعتداء ميليشيات مقتدى على النساء في بغداد بينما يقبع سيدهم في قم الشعوذة والإرهاب.
أخيراً الى السيد علي السيستاني اذا سألك ربك غداً ماذا فعلت لحفظ دماء الأبرياء فماذا تقول له؟ هل تقول انك غير مسؤول فلماذا تصديت للمرجعية اذن؟ بعد هذه الدماء عليك واجب ديني ورباني ان تقولها صراحة كما افتيت بالجهاد الكفائي ان تفتي بما يلي:
اولاً: حل كافة الميليشيات المنفلته والتي أصبحت تفرض اجنداتها تحت حكم شريعة الغاب وبالخصوص ميليشيات مقتدى الصدر. والسؤال هل يسمح الدين ومذهب اهل البيت بما تقوم به ميليشيات مقتدى ام لا؟
ثانياً: ان محمد توفيق علاوي هو ليس الغير جدلي وهو مطلوب بتهم فساد وقد رفضه الشعب فلماذا يفرضونه على الشعب؟
ثالثا: حل الأحزاب الفاسدة والبرلمان الفاسد وتكوين حكومة انقاذ وطني من سوح التحرير في البلاد ومن جيل الشباب الثائر.