9 أبريل، 2024 8:17 م
Search
Close this search box.

ثلاثون حولا على إختفاء الإتحاد السوفيتي

Facebook
Twitter
LinkedIn
حتى قبل ان يوقع  أول،و آخر رئيس سوفيتي على كتاب التنحي، سارع بوريس يلتسين،فاوعز لآمر حرس الكرملين، بإنزال علم المنجل والمطرقة، ورفع علم روسيا القيصرية، ايذانابانتهاء حقبة تواصلت منذ 30 كانون أول / ديسمبر 1922، ولغاية 26 من نفس الشهرعام 1991.

” لم نتوقع ان ينهار بهذه السرعة”، قالها جورج بوش الاب في الثالث من كانون ثانييناير 1993 ؛ على مسامعنا، نحن الصحفيين، حين كان الرئيس الأميركي؛ يتجول فيالساحة الحمراء الى جوار ضريح فلاديمير إيليتش اوليانوف ( لينين) المتوفى عام 1924،اثر نزيف حاد في الدماغ، اي بعد عامين من قيام اتحاد الجمهوريات الاشتراكيةالسوفيتية( СССР) وكنا نقرأ  الاسم بلفظ الحروف اللاتينية، قبل ان نعرف ان الحروفالثلاث الاولى هي S اللاتينية، والاخير R مختصر Republic!

بعد مرور 30 عاما على  انفراط عقد الجمهوريات السوفيتية، كشف استطلاع للراي ؛  انكل خامس روسي  من الشباب الذين تترواح اعمارهم بين 18-25 عاما، لم يتمكن  من فك

” شفرة” اسم الإتحاد السوفيتي، وان نسبة صغيرة ، تعرف   أسماء البلدان التي انضوتتحت راية الاتحاد، بعلمه الاحمر القاني  والمنجل والمطرقة.

*****

لم ينتظر يلتسين مع رئيسي أوكرانيا كرافتشوك، وبيلاروسيا شوشكيفيتش؛ طويلا بعداجتماعهم، من وراء ظهر ميخائيل غورباتشوف،في منتجع ( بيلوفيجسكايا بوشا) فيبيلاروسيا، يوم الثامن من كانون أول/ ديسمبر العام 1991؛ وعقدوا العزم على حل الاتحادالسوفيتي، وقيام ما سمي باتحاد الجمهوريات المستقلة، بعضوية روسيا وأوكرانياوبيلاروسيا.

” لم يكن حينها في بار المنتجع غير قنينة كونياك واحدة، تقاسمناها برفع الانخاب احتفاءبحل الاتحاد وكنا ثمانية”!

يتذكر غينادي بوربولوس، أحد أبرز منظري انهاء النظام السوفيتي، وصار بعد الانهيار  يلقب نفسه ” سكرتير دولة” في استعارة عرجاء  من النظام الإداري الاميركي.

” حين أبلغني يلتسين ،هاتفيا، سالته هل غورباتشوف يعلم بقراركم، اجاب بقوة لا “.

يقول نور سلطان نزارباييف رئيس جمهورية كازاخستان، الذي دعاه يلتسين للانضمامالى الكيان الجديد، فامتنع حين علم بان الامر دبر بليل، ضد غورباتشوف.

*****

جورج بوش الاب،في جولته المنتشية بالساحة الحمراء، رافقه عشرات الصحفيينالأميركان، أغلبيتهم يزور موسكو للمرة الأولى،وكانوا يلتقطون كل ما يرونه في الساحةالتي كانت لدى الاحزاب الشيوعية العالمية وفي مقدمتها العربية، رمزا لشعلة الثورة.

انهمك  صحفيو  بوش بتسجيل حوارات سريعة مع المواطنين، القادمين من مدن روسياالمختلفة،تعلو وجوههم الدهشة، مِن رؤية زعيم الإمبريالية، يترجل،  على مسافة مرمىحجر من ضريح لينين.

*****

“الساحة الجميلة” هذا هو الاسم الحقيقي للساحة الحمراء، لان

” كراسني” باللغة السلافية القديمة تعني  الجميل، ويقولون عن عيد الفصح الأرثوذكسي” كراسنايا باسخا” اي فصح جميل.

ومثلما أعتقد شيوعيو العالم ان موسكو الثورية؛ ستبقى مصطبغة بالاحمر القاني، وانساحتها

” الحمراء” ستظل منارة ؛ فان جورج بوش، لم يتوقع يوما، ان القرميد الاحمر للساحةالجميلة، سيكون سهلا عند قدميه، وسيجد في الكرملين اهلا!

*****

جلس ميخائيل غورباتشوف؛ معتدلا، أمام الكاميرا التلفزيونية للقناة  الاخباريةالسوفيتية الوحيدة

” اوستانكينو”، يقرأ بصوت قوي،لا يرتعش بيان الاستقالة من منصب رئيس دولة  لم تعدقائمة .

 لم تظهر على ملامح أول زعيم سوفيتي، يتنحى عن السلطة، التاثر.

كان الخطاب معدا بعناية، خال من التفاصيل؛ التي لم تكن خافية على من تابع مسلسلالانهيار خلال  الايام الثلاثة في  آب/ اغسطس 1991؛ بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة،وانتهت بصعود يلتسين الخارق الى السلطة مع حفنة من الساسة الطارئين، عاثوا فسادا،بمصير الملايين.

للمزيد:

راجع سلسلة مقالاتنا المعنونة

“ثلاثة أيام صعقت العالم”.

https://kitabat.com/2021/08/17/%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%B5%D8%B9%D9%82%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88%D9%84%D9%89/

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب