23 ديسمبر، 2024 9:25 ص

حيثما تذهب تجد الانتهازين والوصولين والسراق، وفي كل مرحلة من التاريخ تجد لهم اسم او لقب يعرفون به، فمرة “علي بابا، وأخرى نكري، قفاص، ثم قطاط، وستة وخمسين وهكذا”.

مهما تغيرت المسميات ووسائل هؤلاء، يشتركون في هدف واحد، هو استغلال الأخرين، والاستفادة منهم لأقصى درجة ممكنة وبأي صورة كانت.

يتميز عادة هؤلاء بالذكاء، وامتلاكهم ثقافة عامة ومعلومات كثيرة عن منطقة عملهم، فمثلا السارق او” القفاص” ان كان يمتهن غش الناس في بيع وشراء السيارات، تجد لديه معلومات واسعة عنها، ليستطيع ان يميز الخبير فيها فيتجنبه، وقليل المعرفة ليبهره بكثرة معلوماته، فيكسب ثقته ويبعه او يشتري منه بالسعر الذي يرغب فيه.

يبدوا أن كثير من ساستنا، أعجبتهم هذه المهنة، وربما نجح البعض منهم نجاح باهر خصوصا بكسب أصوات الناخبين، من خلال ارتداءه الثوب الطائفي أو العرقي، لأستغفال الشارع الذي اختاره لمنطقة عمله، لدرجة أن بعضهم حصل على ما يقارب مليون صوت، فيما سيدات تخطن العتبة الانتخابية. بل صعد معهن رجال من خلال اصواتهن.

الأصوات الانتخابية الكثيرة في الدورة السابقة، اسقطهم في فخ الغرور، و راح كل منهم يؤسس قائمة انتخابية مستقلة عن الاخر، ويتوعد الاخر بالإقصاء، بعد بفوزه ساحق.

لكن ما حصل في الانتخابات الأخيرة، كان مفاجئة .. فقد ضاع حلم الوزارة، بل لم يحصل على عضوية مجلس النواب.

اتضح ان كثرة المتابعين له في وسائل التواصل، وان الاف التعليقات التي كان تكتب على مواضيعه التافهة هي حسابات وهمية صنعها من حوله دون أخباره، مما جعله يعيش أحلام وردية، ولم يستطع ان يمنع نفسه من الحلم برئاسة الوزراء.

حصلت القائمة في الانتخابات على ثلاثة مقاعد، جن جنون رئيس القائمة الطامح برئاسة الوزراء، لكن صدمة النتائج جعله يتنازل عن حلم رئيس الوزراء الى وزير، راح يغازل عبد المهدي ويمتدحه عكس موقفه السابق، فطالما كان يسميه وحزبه الذي كان فيه بالمنبطحين.

دخل مع البناء، وتبجح بانه الكتلة الأكبر، لكن عندما لم يحصل على مراده، خرج من جلسة التصويت على وزير الداخلية الفياض مرشح البناء، واخل بالنصاب، كون النصاب كان ينقص نائبين ويكتمل.

يحكى أن هذه القائمة، عرضت نوابها الثلاثة في السوق المفتوح، ومن يعطي رئيسها منصب” رئيس هيئة الاعلام والاتصالات”, هي معه, ومهما كان انتمائه محور إيراني امريكي ولو كان يهودي.

يبدو ان هيئة الاعلام بعيدة المنال، وكل الخشية أن يعرضون هؤلاء النواب الثالثة، “الذين تورطوا معها” للبيع مقابل منصب قائمقام او مدير عام.

هذا وارد جدا، فعلى ما يبدو ان رئيس هذه القائمة لا يمتلك إرادة!