ظاهرة عربية بإمتياز لم تأخذ حقها من الدراسة والتحليل , تكررت في ثلاثة دول هي العراق وليبيا واليمن , كان حكامها في غاية الإستبداد والفردية , والقوة والقبض على أنفاس الشعب , وفجأة وبعد تحدي إنهيار حكمهم , هربوا ولم يواجهوا مصيرهم بشجاعة وأنفة وطنية وكبرياء.
فلماذا لم ينتحر ولا واحد منهم؟
لماذا لم يقاتلوا حتى النهاية؟
لماذا هربوا من المواجهة؟
هل أُسْتِدْرِجوا إلى ميادين المذلة والهوان؟
أسئلة قد يجيب كل منا عليها كما يرى ويتصور , لكن المقال يتصدى لظاهرة علينا أن نفهمها ونعتبر منها , لأنها ذات تأثيرات وتداعيات نفسية وسلوكية قاسية على الأجيال.
سلوكيا النهاية لا تتوافق ومسيرتهم الطغيانية وإدعاءاتهم البطولية , التي تحكمت لعقود بمصير شعوبهم ومقدراتها , فكان من الأحرى بهم أن يرسموا نهاية متوافقة معها.
أولهم إنتهى بحبل المشنقة , وثانيهم قتل قتلة شنيعة , وثالثهم هرب وقتل ذليلا , ولا يُعرف ماذا كانوا يأملون من هروبهم , وقد أستبيحت دولهم وصارت بإمرة أعدائهم.
هل كانوا بالونات لتحقيق مصالح الآخرين؟!
فما هو المطلوب إثباته؟!
من الصعب تفسير هذه الظاهرة السلوكية التي غفلناها لأسباب مجهولة !!
فهل من قدرة على فهمها؟!!