18 ديسمبر، 2024 11:02 م

ثلاثة تصريحات دليل التخبط في السياسة الخارجية الامريكية

ثلاثة تصريحات دليل التخبط في السياسة الخارجية الامريكية

التخبط البارز في السياسة الأمريكية (mishandling )كان ومازال منذ زمن طويل علامة بارزة في ميدان السياسة الخارجية الامريكية والذي جاء بتوالي او تناوب  الحزبين الرئيسن الجمهوري

(GOP )   والديمقراطي لانفراد نفوذها الأقوى في السياسة الدولية. تخبط  قاد الى الكثير من الكوارث والأزمات والحروب في العالم وذلك لتغليب مصالحها ومصالح اصدقاءها وحلفاءها على مصالح خصومها واعداءها . وقد حظيت المنطقة العربية بحصة الأسد من هذا التخبط الذي لايتوقف والذي دائما  ينحرف  عن مساره.

دعنا نتابع هذا التخبط في ردرد افعال وتصريحات المسؤولين في أمريكا و إسرائيل ودول الغرب  المواليةلسياسية تدمير الشعوب واستضعاف غيرهم. اول هذه التصريحات المتخبطة ما قاله وزير الخارجية الامريكية مؤخرا ( أي بعد أسابيع على دعمه المطلق  لاسرائيل) : ان هناك فرق شاسع بين نية إسرائيل ونتيجة قصفها لغزة وما خلفته من ضحايا بين المدنيين والأطفال بوجه خاص( ِA Gap Between Intent And Result) جاء هذا التصريح بعد انحيازه التام والمطلق لهدف مهمة إسرائيل من قصف غزة اللانساني والعشوائي وهو كما كانوا يدعون  دفاع إسرائيل عن نفسها ضد إرهاب الفلسطينين في غزة ولكنهم ادركوا حجم الكارثة نتيجة غضب شعوب العالم الحرة تجاه فعلتها الشنيعة. كل هذا يدل على قصر نظر وزير الخارجية الأمريكي هذا وعدم تبصره وانجراره وراء اراء ما يدعيه نتنياهو من انجاز المهمة بسهولة ويبدو حتى نتياهو استهان بعظمة وتضحيات وإصرار الشعب العربي الفلسطيبي البطل.

اما ردة الفعل الثانية فقد جاءت على لسان كبيرهم الرئيس الأمريكي بادين بعد تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة  بأغلبية  ساحقة على قرار وقف اطلاق النار الفوري مع معارضة أمريكا وامتناع بريطانيا ولو ان  هذا القرار غير ملزم (Not binding ) الا انه جعل الرئيس الأمريكي يتخبط في تصريحاته  قائلا ان إسرائيل بدأت تفقد الدعم الدولي(Losing International Support )وكان قبل هذا التصريح في بداية العمليات العسكرية  يقول ان ما تقوم به إسرائيل من قصف جوي وبعدها الهجوم البري الغاشم  الإسرائيلي لاحتلال غزة يقول كل هذا يحظى بدعم دولي كبير لانه دفاع عن النفس وخاصة  في الغرب وباقي دول العالم متعاميا ومتناسيا الدعم الشعبي في معظم دول العالم الذي تحظى به فصائل المقاومة الشريفة التي لم يعد امامها الا الكفاح المسلح لاسترداد الحقوق . وان دل تصريحه الأخير هذا على شيء فانه يدل على سوء تقديره وقصر نظره وقرب بزوغ النصر في غزة ….نصر  للمقاومة مهما كانت الاجواء ولابد للباطل ان يزول هذه هي ثقافتها وهكذا علمنا الإسلام وهذه هي ثوابتنا.

واخير جاءت ردة فعل إسرائيل على ذلك بتصريح على لسان وزير دفاعها ردا على شبه التراجع الأمريكي المهينومحاولة تعديل الموقف الذي جاء على لسان كبار المسؤولين الأمريكيين ( الوزير والرئيس) حيث قال وزير الفاع الإسرائيلي :سنواضل العمليات العسكرية بدعم دولي او بدونه(With or Without International Support ). يالها من وقاحة وعدم احترام وتحدي واعتداء على مواقف الدول. الم تكن هذا دولة مارقة ومنبوذة لاتحترم العهود والمواثيق وتضرب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة غير الملزم  عرض الحائط؟ وبفضل سيدتها أمريكا تم رفض قرار مجلس الامن الملزم بوقف اطلاق النار وذلك باستخدام أمريكا حق الفيتو  المجحف.

وختاما ماسعينا الى قوله وما اردنا ابرازه واظهاره هو التخبط في مسار السياسة الخارجية الامريكية باتجاه المنطقة العربية  في عهد إدارة بايدن بالذات واتسامها بقصر النظر وعدم التبصر عند اتخاذ المواقف الداعمة أولا واخير للحيدان عن الحق والتماشي مع الباطل وعدم مناصرة الشعوب الحرة في كفاحها لاسترداد حقوقها.