17 نوفمبر، 2024 9:46 م
Search
Close this search box.

ثقافتان في مكون ” سنة العراق مثالا “

ثقافتان في مكون ” سنة العراق مثالا “

لاتتركوا طريق الحق وأن قل سالكوه | ألامام علي
في الوسط السني لآهلنا في العراق نمت وترعرعت ثقافتان هما :-
ثقافة التكفير الوهابي ألارهابي يتيم الغلو الفاقد لبوصلة ألايمان .
ثقافة البعث العراقي يتيم سلطة القمع وألامية السياسية .
وقدمت التكفيري ألارهابي الوهابي على البعث العراق لحجم الزخم ألاعلامي المحرض الذي يحظى به , ولتصدره قائمة خيارات اللولب التوراتي لآسقاط العراق والمنطقة والعالم في فتنة التشرذم وألانقسام ؟
وأحب أن أؤكد هنا أن البعث العراقي لايمتلك ثقافة معرفية , وأنما كل مالديه وشايات وتهريج منبعها خصومة السلطة .
بينما يمتلك الوهابي التكفيري ثقافة ” الخردة ” من أكداس الرواية الحاملة لآخطاء ألانحراف التاريخي عن الحق , لذلك ظل هذا النمط من السلوك مرشح  لحمل راية المشاكسة للآستقامة والحق , ليس لآيمانه بصوابية ماعنده , ولكن لغلبة الغواية النفسية التي لم تستقبل مفردات المنهج ألايماني على أيد أمينة تنتمي لحاضنة ألاصطفاء المختارة بحكمة السماء
لذلك ينطبق على هذا الصنف من الناس الخطاب القرأني المبارك :” لو أنزلنا اليهم الملائكة , وكلمهم الموتى , وحشرنا عليهم كل شيئ قبلا ما أمنوا بالله …” والسبب في ذلك هو الجهل المستحكم في النفوس , ومن هنا قال ألامام علي بن أبي طالب “ع” :” أذا أناقش العلماء أغلبهم , وأذا أناقش الجهلاء يغلبونني ” .
والحقيقة المرة التي لايريد البعض ممن يحلو لهم أن يدلوا بدلوهم في ألاحتجاجات المفتعلة في بعض المناطق السنية من العراق , هو أن كل أسباب التحريض وألاحتقان في المنطقة السنية ” وأستثني هنا الشرفاء والمخلصين لوطنهم ولآهل العراق وهم كثر من أخواننا من أهل السنة الذين لاتثنيهم التخرصات الطائفية عن قول الحق وألالتزام بوحدة العراق وهؤلاء مع بقية المخلصين من أهل العراق هم أمل الخلاص من دوامة العنف التكفيري وفوضى التخبط العنصري والفئوي الذي يجد من بقايا المفلسين ما يصنع ظاهرة النفاق التي حذر القرأن  الكريم منها عندما قال :” لو خرجوا فيكم مازادوكم ألا خبالا ولآوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم ” .
ولظروف ترتبط بثقافة الرواية المنحرفة عن الحق , ولظروف سياسية مرتبكة أناخت بكلكلها على العراق بعد أتفاقية ” سايكس بيكو” دخلت للمنطقة وللعراق أفكار وثقافات لاتنتمي لهوية هذه ألامة , أستغلت وجود الفراغ الثقافي والروحي فتسربت مع قدوم حامل لواء ثقافة ألارض المادية دون ثقافة السماء الروحية التي تغني ألارض بحيويتها وتنتشل البشر من الضياع الذي نحن فيه ألان , فكانت ألالة الصناعية وسيلة للآغراء , ولعدم وجود ثقافة السماء تحولت ألالة الصناعية وتقانتها الى بلاء وأبتلاء فأصبحت تشن الحروب بذرائع أسلحة الدمار الشامل ؟
وعندما أتحدث عن الثقافات المدمرة والتي سببت أعاقة السني العراقي من أظهار حيويته وروحه الوطنية , فأنني لاأنسى ما تعرض له الشيعي العراقي من ثقافات أخرى معطلة , ولكنها لاترقى الى مستوى ألاعاقة والخدر الفكري الذي سببته ثقافات “التكفير الوهابي ألارهابي ” التي نأت بمعتنقها عن أسرته وأهله وأبناء مدينته ووطنه , وتلك هي الفاجعة المدمرة التي تعرض لها ألاجتماع العراقي ,فسكت عليها قوم , وخاف من مواجهتها أخرون , وتأثر بها البعض جهلا , وشجعها البعض ألاخر لغايات ومصالح أنية دنيوية ليس فيها من البركة شيئا ؟
وتبقى ثقافة البعثي العراقي التي لاتستحق تسميتها بالثقافة ألا من باب المجاز , تشكل مع ثقافة التكفير الوهابي مصدرا للآحتقان المرشح للتمرد الفاقد للآخلاق وللروح الوطنية ولكل مقومات الشرعية , وألاعتداءات الموثقة التي قام بها بعض المحتجين على كل من :-
 أفراد الجيش العراقي والشرطة في الفلوجة , والموصل , وسامراء وتكريت وكركوك وطوز خرماتو وأخيرا في “الحويجة ” حيث قام الغوغاء بتحريض من معمم في مسجد الحويجة بالهجوم على سيطرة للجيش العراقي وقتلوا جنديا وأصابوا ضابطين وكلهم من أهالي الحويجة وهذا العمل يندى له الجبين ؟
أغتيال النائب عفيان العيساوي من أهالي الفلوجة الذي أصبح شهيد العراق وأعترفت مايسمى بدولة العراق ألاسلامية الوهابية بأغتياله بينما يقوم أحد مشجعي ألاحتجاجات الطائفية بأتهام أيران بقتل الشهيد عيفان العيساوي ,والعجيب أن الذين يحلو لهم من المعممين البكاء والصراخ على السجناء من ألارهابيين لايذكرون جريمة أغتيال النائب عيفان العيساوي ؟
قتل وأختطاف مجموعة من الجنود العراقيين في أطراف محافظة ألانبار .
ألاعتداء بالضرب وبمختلف ألادوات الجارحة على بعض المسؤولين من أبناء المنطقة السنية الذين زاروا المتظاهرين ؟
 أطلاق صيحات ” الخونة ” على أفراد الجيش العراقي من قبل بعض المتظاهرين ؟
هذه المواقف وألاعمال تدخل في خانة التمرد , ومن يعترض على ذلك فليقدم تفسيرا , وسيكون مشمولا بقول الشاعر :-
أدهى المصائب في الدنيا وأعظمها
                  عقل يرى الشيئ مقلوبا ومعكوسا ؟
وتبقى رايات تنظيم القاعدة التكفيري الوهابي ,وراية مايسمى بالجيش الحر , ورفع علم صدام حسين , ورفع صور أوردغان العثماني حليف أسرائيل ,هذه كلها رفعت في مايسمى بالتظاهرات ألاحتجاجية المفتعلة مما يجعل الحديث عن طغيان ثقافة التكفير الوهابي ,وثقافة البعث العراقي في المنطقة السنية هي حقيقة لايماري فيها من يحترم عقله , لآننا نسمع أحيانا بعض المتحاورين من على شاشات الفضائيات يرفضون مقولة :أن المنطقة السنية أصبحت حاضنة للآرهاب التكفيري وهؤلاء يغالطون أنفسهم ويغالطون الواقع الذي تجاوزهم كثيرا .
ليس عيبا على شرفاء أهل السنة في العراق أن تصبح منطقتهم حاضنة لمثل تلك الثقافات المأزومة , فاللعبة الدولية التي أختارت العراق مسرحا لها هي من  ساعدت وتسببت بذلك , ولكن العيب أن يستسلم البعض لهذه الظاهرة , ويراوغ البعض ألاخر بسلة مطالب للشعب العراقي فيها حصة مشتركة لاينفرد بها طرف دون طرف أخر , ويحاول البعض ألاخر هروبا من مواجهة حقائق الميدان الى تدليس الصورة وخلط ألاوراق حتى لايتبين الخيط ألابيض من الخيط ألاسود من الفجر ؟
أن رواسب هذه الثقافات المدمرة تحتاج الى أرادة وطنية يتقدمها أخواننا من أهل السنة في العمل الجاد للتخلص من رواسب تلك الثقافات , ولايتحمل المخلصون من أهل السنة لوحدهم عبئ هذه المسؤولية , وأنما على كل الحواضن العراقية من مرجعية دينية , وحاضنة عشائرية , ومكونات حزبية , ونخب ثقافية , ووسائل أعلام مهنية واعية , أن تشترك جميعا في مواجهة خطر بقاء تلك الثقافات المدمرة التي ماحلت في مكان ألا وزرعت فيه الخيبة والدمار .
فليكن الصوت جريئا مرتفعا في رفض تلك الثقافات المدمرة في المنطقة السنية , ولتكن المشاريع مشتركة , ولتكن الدولة مساندة لحاضنات الولاء العراقي ,ببسط العدالة ومنح العراقيين حقوقهم في العيش الكريم وأزالة كل مايعكر صفو الوحدة العراقية من ممارسات ظهرت في السنوات ألاخيرة من بعض المنتفعين والفاسدين الذين لايهمهم ألا تحقيق نزواتهم الشخصية .
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

أحدث المقالات