29 ديسمبر، 2024 3:30 ص

 ثقافة  المُصانعَة  …  و مزاج  – الرئيس ؟!

 ثقافة  المُصانعَة  …  و مزاج  – الرئيس ؟!

ثقافة اي مجتمع .. ليست المعرفة المُتًحَصلة بجهد وقصد .. إنما يمتصها افراد  ذالك  المجتمع تلقائيا من حيث لايشعرون ..  والثقافة  : منظومة القًيم  , العادات والتقاليد  , والاهتمامات  , ونسق في التفكير , وهي سابقة  لوجودهم  .. هي البرنامج اللاواعي في غالبه  , الذي يختزنه لاشعور الفرد والمجتمع .. هي نظام برمجة لافراد ذلك المجتمع , له القدرة على تحريكهم حتى بمالاتقبله عقولهم .. إنها تعمل على مساحة القلب دون العقل !

من هذه الاطلالة  , ندخل الى ما يجري على الساحة السياسية في عراق  اليوم .. من مناكفات , وصراعات , واخطاء وخطايا .. وفوضى في التصريحات الاعلامية اللامسؤولة  , تتم بأيدي البعض من – ساسة الصدفة – من الذين وجدوا أنفسهم في  – غفلة من زمن –  داخل لعبة الديمقراطية  الوليدة في العراق , وهؤلاء لايمتلكون ابجديات ثقافتها   فهم ابناء ثقافة  القمع والتسلط والرأي الاوحد .. هم ابناء : اذا قال الرئيس قال العراق  ..  فالغالبية العظمى منهم  سليل ثقافة الراعي الذي يجب على القطيع ان لايعصي له أمرا .. والجميع قد شرب من ثقافة مجتمع يتجًلّى فيه القمع  في كافة مستويات  مكوناته  .. في الاسرة , وفي المدرسة  .. المعلم سلطوي اكثر مما هو تربوي  .. لذا كان من نتاج ثقافة القمع المتأصًلة  عند الجميع .. إبتلاء المسؤول في الدولة بمرض النرجسية في الطباع , والتي قد تصل الى حد الصفاقة  عند البعض منهم  .. ونتيجة لذلك  تفشت ثقافة ارضاء المسؤل  في الدولة من الوزير الى الخفير .. فرئيس الحكومة لايُسمعًه مستشاريه او المحيطين به , الاّ ما يُحب سماعه , وإن كان ذلك عين الخطأ .. وكذا مدير الدائرة أو رئيس القسم  .. ويحضرني بهذا الصدد  رأي  للعلامة  محمد حسين فضل الله  :  ” ما أؤكده لنفسي ولكم .. هو أننا مجتمع يُخرًب قياداته ويُضللُها , لاننا لانملك الاّ المدائح لشخصيات قياداتنا , وبذلك تتحول هذه القيادات  – بفعل المدّاحين  – الى شخصيات لا تقبل النقد , ولا تسمح لاحد أن يدُّلها على اخطائها – ولنستمع ماذا يقول سيد الحكمة علي ع وهو في أعلى سلطة في دولة الاسلام  .. ” فلا تكًفّوا عن مقالة بحق او مشورة بعدل .. فإني لست في نفسي بفوق ان أُخطىْ ”  .. ” لاتُكًلموني بما تُكًلموا  به الجبابرة  , ولا تتحفظوا مني بما يُتًحفًظ به عند اهل البادرة , ولا تُخالطوني  بالمصانعة  , ولا تظنوا بي إستثقالا في حق قيل لي , ولا إالتماس إعظام لنفسي , فإنه من إستثقل الحق ان يُقال له , والعدل ان يُعرَض عليه كان العمل بهما عليه أثقل ”  .

يجب ان يتًحلّى المسؤول بالشجاعة  وعميق الحكمة , لكي يُصغي الى  رأي  يعرف مسبقا انه ضده  .. فالرئيس الحكيم ذو النباهة  .. يلزمًه ان يتوقف عند الصوت المُعترّض إن وُجّد , وان يصغي اليه ويُعبّر عن تقديره لهذا الراي , سواء قبل ذلك ام رفضه  , وعليه ان يعرف بأن الاكثرية  تميل الى  وجهة نظر الرئيس , لانها ثقافة متأصلة  ..  وانت ايها الموظف التابع .. تاّكد  بانك ان كنت متفقا مع مديرك باستمرار فان احدكما ليس له اهمية بالعمل .. واخيرا ايها المستشارون رفقا بالقادة , وأخرجوا من دائرة   إرضاء الرئيس  , الى دائرة نصحه .. وانت ايها الرئيس كن مستمعا جيدا لكي تقلل اخطائك لانها شمولية وتاثيرها كالموج تطال الكثير ..   السلام عليكم  .