22 ديسمبر، 2024 10:22 م

ثقافة المصالحة ….ومصالحة الثقافة….

ثقافة المصالحة ….ومصالحة الثقافة….

((ان تقتل انسانا من اجل خير العالم أمر يتناقض مع خير العالم ….ولكن ان تتألم وتضحي بنفسك من اجل العالم هو الخير كله …..)) …_ماو تسي تونغ _
المصالحة الوطنية أو المجتمعية أو السلم الأهلي وكل المصطلحات السياسية المطروحة بشأنها هي بشكلها البسيط الموجز الواضح لا تحتاج كل هذا العناء والعناد وهذه الفوضى السياسية العارمة وهذه المؤتمرات الفارغة من مضمونها اصلا ولاحتى كل هذه التشكيلات الادارية والاعلام الصارخ بها وفرضها او وضعها ضمن تشكيلة وزارية وتخصيصات اسطورية نسمع في المبالغات عنها تكفي لسد خزينة دول .. …وما الى …
أقولها ببساطة واختصار مفيد وبجملة عربية صريحة انها ثقافة ودرس ثقافي نموذجي وتربية أجتماعية خالصة ….اجل ايها الناس هي ثقافة ووعي وادراك بالمسؤلية الاخلاقية والتأريخية للمجتمع ….تبدأ بثقافة المشتركات فيه والوحدة الوطنية والمصير المشترك ولتأريخ بصورته المشرقة وجغرافية الأحتواء الشامل والذي تعلمناه في دروس التربية الوطنية ونحن اطفال في المدرسة الابتدائية والتي تخلو منها اليوم مناهجنا مع اشد الاسف ….وليست مزايدات علنية سياسية مفضوحة على ارث هذا المجتمع الذي خربته سياسة الاحتلال البغيض بعد مجلس الحكم سيء الصيت والسياسات الطائفية التي زرعها وانبت فيها هذا التناحر من خلال تسيد الأعلام المحرض والثقافة الطائفية وصعود الاصوات الانتهازية المخادعة …..فارثنا الحضاري والمجتمعي كله متصالح وواقعنا العشائري والقبلي اكبر دليل بوجود هذا التداخل والتمازج والدين يدفع بذلك بجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا…
الثقافة تبدأمن المدرسة الابتدائية فالتعليم في الصغر كالنقش في الحجر ولا اطيل وامامنا تسويات سياسية بتشوييها وتمزيقها وتوازنات مصالحها وامامنا اعلام يصرخ بأعلى صوته في طائفيته وامامنا سياسيين منافقين دجالين وصوليين وكل اشكال الأنتهازية تتلبسهم وتشهرهم ..فلا يهمهم تمزق المجتمع او تشتته …
المصالحة المجتمعية كانت في الماضي القريب وحصلت بشكلها الطبيعي عن طريق التزاوج والتصاهر والتناسب والتداخل فلم نسمع حينها فروقا الا عندما جاء الأحتلال البغيض بدا بثقافة المحاصصة وطبقها تطبيقا مشوها جعل التناحر بين الكتل السياسية وزرع لفتنه الشارع الذي تمزق بتمزق هذه الكتل المصطنعة
فصار وقف شيعي ووقف سني وبيت شيعي وكتل سنية واحزاب متناحرة بينها وثقافة شيعية وثقافة سنية واعلام شيعي واعلام سني وفضائيات وكتاب ومفكرون يعيدون كتابة حروب الردة
وجدال التناحرات والثارات والتصفيات التاريخية ومن يريد اعادة كتابة التاريخ حسب اهوائه ورغبات حزبه الجديد ولكل فعل رد فعل تدخلت دول لدعم هذا الركام من التناقض ولا حاجة لي لذكر مايدور من تداخلات اقليمية في الشأن السياسي ولكن مايهمني في هذا الصدد هو الثقافة وعملية السيطرة عليها في بناء المجتمع وتنميته وتنويره …
فحتى الحروب تحتاج الى توجيه سياسي مثلما يسمونه او التهيؤ لتحصين المجتمع من الدعايات المغرضة وشحنه بالطريقة الصحيحة وزرع روح المحبة والاخوة في المجتمع وحروبنا القريبة والبعيدة شاهد ودليل على مانقول والتجارب العالميةالمعروفة تغني المتابع …ومن يتأمل هذه الحقائق لا يقبل انهاء الآخر ومن ولا يرفض فكره او يهمشه …ومن هنا تبدأ الثقافة الحقيقة للمجتمع …