18 ديسمبر، 2024 8:16 م

ثقافة المرأة في عالمنا المزدحم

ثقافة المرأة في عالمنا المزدحم

إن المرأة العاملة وربة البيت تشتركان تماما في ضيق الوقت للقيام بأية خطوة من شأنها أن تزيد من ثقافتها إن كانت علمية أو أدبية أو اجتماعية، فالثقافة باتت أنواعا . يمكن للمرأة الخروج من دوامة أعمالها والتزاماتها اليومية لتخصيص وقت ولو بسيط لنفسها إن هي اقتنعت بضرورة الأمر وأهميته أولا، وهذا هو الأهم، لأن معظم النساء مازلن يعتبرن الثقافة بأنواعها مع الوعي الكافي لتطبيقها نوعا من الترف لا يتناسب وأعباء المرأة العصرية  وربما  تقتصر الثقافة على النساء العاملات في المجال الثقافي فقط .


امرأة تقرأ

فيصادف انعقاد كثير من الندوات الأدبية أو تقام معارض للرسم أو حفلات موسيقية ولا نجد حضورا مميزا ومكثفا للرجال على حساب النساء . فالمرأة العاملة بعد أعباء عملها وجهودها المتبقية المبذولة في بيتها لن تجد وقتا ولا مزاجا يسمحان لها بتصفح كتاب أو مجلة تعنى بالأدب أو حتى مشاهدة برنامج ثقافي على الشاشة . والأمر لا يختلف كثيرا مع ربة البيت التي تعمل بدوام يطال اليوم بأكمله .
يمكنك ِ سيدتي أن تسلمي لهذا الأمر وتكتفي بهذه الأعذار جاهزة دون تعب، ويمكنك أيضا أن تتلاعبي بالوقت وتحتالي عليه وتختصري بعض الأعمال غير الملحة كي تظفري بوقت ليس بالضرورة يتكرر كل يوم لتقضيه بصحبة كتاب تختارين موضوعه بعناية بحيث تحصلين على وقت مفيد وممتع تشدك فيه اسطر الكتاب وتأخذك إلى عالم سحري جميل بعيدا عن زحمة الحياة وهمومها وروتينها . وستجدين بعد حين وبعد أن يقع اختيارك على الخيار الثاني – وهو الأصعب – بأن الأمر يستحق سرقة الوقت والهروب من من هم حولك ونسيانهم مؤقتا لتقتربي من عالمك ِ الداخلي ومن رغباتك وإشباعها بقصص وكلمات وأحلام جميلة تضفي سعادة وثقة نفسية داخلية تتجسد فيما بعد في سلوككِ بحياتك ِ وواقعك ِ .
فقد بات من الضروري وليس من البطر أن تطلعي على أعمال بعض الشعراء والكتاب والرسامين والموسيقيين، قليل من هذا وقليل من ذاك . وان تتعرفي على أخبار العالم وبعض ثقافات الشعوب ليكون لديك ِ رصيد معرفي  يمنحكِ حصانة وثقة في أي مكان أو مجلس تحضرينه  بالإضافة إلى الثقل المعنوي والاتزان النفسي اللذين ستشعرين بهما، فأول المعرفة تلك التي ستكون معرفة النفس والكشف عن مكنوناتها .

 

(المرأة القارئة)  ثيمة تتكرّر كثيراً في الرسم الأوربّي والغربي عامّة كرمز لقدرة المرأة على التفكير وتثقيف الذات والمشاركة في إعادة تشكيل الحياة والتأثير الفاعل في المجتمع. ومع ذلك، كثيرا ما قدّمت الفكرة في إطار رومانسي وأحيانا حسّي.
وبالإضافة إلى أن الفكرة توضّح أهميّة الكتاب ومكانته في التاريخ البصري إجمالاً، فإنه يمكن اعتبارها سجلاً أو تأريخاً يوثق جانباً من مسيرة المرأة ونضالها في كسر القيود الضيّقة للحياة المنزلية ومحاولة الخروج إلى العالم الأوسع من اجل اكتساب المعرفة وتحقيق الذات في مجتمع يخضع تقليديا لسيطرة الرجل.