الثقافة منتوج شمولي بشتى التطورات والانماط والسلوكات مفتوح يتنامى ولا ينقطع فالثقافة هي من تصنع الوجود الانساني والتاريخ والمعرفة وحين تضيع مقومات الانسان وكيانه تضيع هوية الشعب والوطن والمنتمي لهما والثقافة لا تعني حصرا الاديب والشاعر والقاص والروائي ولا علامي فالثقافة انتماء للوطن بصدق وفاعلية وتفاعل فالثقافة لكل الشرائح في المجتمع عامل او موظف او فلاح اوطبيب او استاذ او قاضي او مدرس او مهندس وهي بالاخير للسياسي المنتمي وغير المنتمي وهي سلاح له في شق طريقه لبناء المجتمع وتطبيق ايد يولوجيتة التي يريد منها اساسا خدمة المجتمع وبدونها لا يمكن ان يظلع بهذه المهمة وان يكون رئيسا او مرؤوسا عاملا او رب عمل موظفا او مديرا وزيرا وبرلمانيا او ان يكون قدوة للمجتمع مقدما يتولى مهمة مجتمعية يجب ان يكرس مهنته وعمله لخدمة المجتمع وان يتجرد من الذات ويوقظ كافة الاحاسيس من اجل تطوير نفسه ليكون فعلا خادما للمجتمع وان المهمة الموكلة اليه هي تكليف له وليس تشريف يتباهى بها فكلما تجرد من الانا ومن العشيرة والطائفة الى الكل يكون قد سلك الطريق المستقيم الذي يوصله الى الهدف السامي وان يزرع الخير ليحصده ويجني ثماره من اوكلوه لهذاالواجب الوظيفي وان لا يسمح لنفسه مطلقا بالتهاون والتوقف عن هذا النهج او يتخلى او يهمله وان يقف ويقاوم النفس الامارة بالسوء امام المغريات التي تحيطه من كل جانب عندها نقف اجلالا واكراما لهذا المسؤول الذي ابتعد عن الجشع والسطو على واردات البلد وعليه نحن العراقيون نتسائل دوما ونبحث عن هذا النموذج الذي سخر طاقته وجهده ووقته من اجل ان يخدم الاخرين وتحمل المسؤولية باستحقاق ورفعة هذه هي ثقافتنا التي ننشدها ونفتخر بها باعزاز ونتمنى ان تسود هذه الثقافة لدينا جميعا وهي اساس المواطنة الصحيحة السليمة التي بها نبني العراق فيا ايها الوطنيون انتم الاقوياء فلا تستسلموا امام الضعفاء الباحثين عن مصالحهم المنهكين المتعبين هؤلاء ضعفاء لانهم بلا قاعدة ولا قوة يستندون عليها وهو الشعب تجاوزوا هؤلاء الضعفاء فهم غرقى في القار الاسود والعفن .
ياسين الحديدي