ضرب زيدٌ خالداً !!
نحن العرب – ولا فخر – يكفينا مجداً أننا أول أمة رفعت ( الفاعل ) على الأكتاف في الضمة الظاهرة والضم والتقبيل والهتافات المسعورة !!
ونحن أول أمة سحلت الجبال ( بحروف جر ) صغيرة بحجم الدود !!
كما أننا الأمة الأولى في التاريخ التي نصبّت ( المفعول به ) حاكماً مطلقاً بأمر الله يحتز الرقاب ويجز اللحى فإذا أقدم تلميذٌ على جره بأحد حروف الجر أعطيناه صفراً في مادة الإعراب !!
ونحن أول أمة أنشأت مفاعلاً ذرياً لإنتاج الطغاة النوويين والدكتاتوريات اليورانيومية المخصبة والديمقراطيات السريعة الاشتعال !.
أوليس فينا من صنع له الهاً من التمر ( الخستاوي ) فعبدناه عقوداً وقدمنا له النذور والقرابين وحينما جعنا في سني الجدب والقحط وانحباس المطر أكلناه وبدلاً من أن نراجع خططنا الخمسية وأسباب تردي أوضاعنا الاقتصادية وعزوف الأرض عن تزويدنا بالقمح والشعير هربنا الى صلاة الاستسقاء نستغيث بالسحب لكي تمنحنا المطر !
سيوفنا تقطر دماً من رقاب الأنبياء والأئمة وأيادينا تنضح قيحاً من مصافحة السفاحين وشفاهنا تبث ريحاً خبيثة من تقبيلهم وعندما جاعت خيولنا سألنا الله أن يجعل من اللحى حشيشاً لنطعمه خيول الفاتحينا .
نقرأ في المناهج الدراسية المقررة عبارة ( ضرب زيدٌ خالداً ) لتدريس التلاميذ إعراب الفاعل والفعل والمفعول به ولم نقرأ :
صافح زيد خالداً
أو سامح زيد خالداً
وبذلك نكون قد أعطينا التلاميذ الجرعة الأولى من ثقافة الضرب والعدوان وبالزرق المباشر في الشريان الابهر ! .
وبدلاً من أن نحتكم الى الضمير ليفحص ما ننوي وما نريد أن نفعل اشترينا أجهزة (السونار) الفاسدة بالمليارات والتي كم استوقفني الشرطي بسببها لأنني احمل في جيبي ( بخاخ النفتالين ) لمواجهة نوبات الربو الحاد التي أعاني منها .
أما صاحبي الذي يجمل ( لفة فلافل ) من الحجم المتوسط فقد قرر عبور الحاجز الأمني من خلف رصيف ساحة عدن لان جهاز ( السونار) يعاني من حساسية مرهفة تجاه مادة الفلافل والصاص ولا يتحسس من الديناميت والرصاص !!
اقول لكم يا سادتي ليس فينا اليوم من يقرأ كتاباً واحداً في السنة إلا من رحم ربي وان الكتاب الأكثر مبيعاً في الأسواق اليوم هو ( رغيف الخبز ) وان الخطاب الأوسع انتشاراً هو خطاب التحريض على الفتن الطائفية . فهل ما زلنا ( تافهين ) مثل قشرة البطيخ أم نضجنا كما نضجت تفاحة سيدنا آدم عليه السلام وغفرالله ذنبه ؟
أيها العراقيون أينما كنتم وتكونون : انتخبوا ( النفس الإمارة بالحب ) عندما تتوجهون الى صناديق الاقتراع واعظوها كل أصواتكم ولا تغرنكم بعد اليوم الوعود المستنسخة التي أصابت منا مقتلاً واعلموا أن الاحتلال أسكنكم ديمقراطية عرضها السموات والأرض تجري من تحتها أنهار الدم بعد أن نقلكم من دكتاتورية تجري من فوقها أعاصير الحروب !!
اعصبوها برأسي وقولوا كما قال الأول ( جبن هذا الكاتب )
أقولها بعد أن حصلت على حق اللجوء الإعلامي من موقع ( كتابات ) والذي أقول فيه – ولا مراء – : أن فيه رجلاً لا يظلم عنده قلم قط
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .