18 ديسمبر، 2024 8:03 م

ثقافة الصورة وعصاب الجماعات

ثقافة الصورة وعصاب الجماعات

ثقافة الصورة وعصاب الجماعات .
من المتعارف عليه أن للصورة تأثير مباشر وفاعل يكاد يتفوق على جميع المؤثرات المجاورة لها ، لما تتضمنها من حمولات رمزية = فنية ونفسية ؛ و دلالية =ثقافية واجتماعية ، قادرة على الوصول السريع دون مقدمات مملة تتطلب التمهيد والتوضيح. ويعتبر ذلك من المسلمات الطبيعية لدى جميع الشعوب كونه يندرج ضمن اطار الهوية الثقافية والتنوع والاختلاف الفكري والإنساني.
لكن وفق معطى التقدم والتأخر الثقافي نجد أن الشعوب التي تعاني من انعدام الاستقرار السياسي والثقافي المجتمعي تمثل ثقافة الصورة حالة ثقافية عنفية تظهر على شكل عصبية وعصاب جمعي تنتجه جماعات تعاني من نقص وجودي ما يظهر على على شكل صدام وإقصاء وتقديس أعمى أسهم في تأخر انساني واضح ، ففي بلد مثل العراق تمثل ظاهرة رفع الصور ذات المضمون السياسي العرقي والطائفي في مجتمعاتنا حالة من التشرذم والتشظي والافلاس الوجودي والاجتماعي والنفسي بل وخلل ثقافي وطني لما تثيره من نعرات طائفية وقومية ودينية خصوصا لو عرفنا انها تزدهر في ظل جماعات مصابة بعصاب تاريخي أصولي عنصري كما انها جماعات في أغلب تمثلاتها تفتقر لابسط أشكال الوعي الإنساني والأخلاقي والثقافي المعرفي وعديمة المسؤلية . فقد ثبت بالدليل والخبرة أنها جماعات مسيسة(تابعة ) تتحرك وفق اجندات سياسية ومصالح وانتماءات سياسية حزبية وعرقية وطائفية مذهبية ضيقة وعنصرية ، لذلك هي غير معنية بإصلاح واقعها والدفاع حقوقها بشكل وطني حقيقي بقدر عنايتها بالتمجيد والتصنيم والتقديس لهذه الجهة اوتلك أو لهذا الطاغية أو ذلك القائد لا لشيء إلا لإحداث شرخ اجتماعي وتشويه ثقافي داخل النسيج الوطني الواحد كجانب تعويضي لازمة نفسية وثقافية تنخر وجودها الهش والمريض لذا تسعى باستمرار لبث روح الفرقة والصدام ما بين أبناء الوطن الواحد والمدينة الواحدة بل وحتى الشارع الواحد . على كل عراقي وطني شريف ان يدين هذه الظاهرة الخبيثة والمكشوفة لجميع العراقيين الاصلاء لفضح الاعيبهم واكاذيبهم ومن يقف خلفها من دول أو أشخاص أو أحزاب فاشية متطرفة تبحث عن مكاسب شخصية ضيقة فالعراق اكبر من الجميع .