18 ديسمبر، 2024 7:02 م

أن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ” – أل عمران – 96-
لما هبط أدم الى ألآرض بأمر الله تعالى , فرأى سعتها , ولم ير أحدا غيره , قال : يارب ما لهذه ألآرض أحد ليسجد لك فيها ويقدسك غيري ؟ قال سبحانه سأجعل فيها من ولدك من يسبحني ويحمدني , وسأجعل فيها بيوتا ترفع بذكري , وسأجعل من تلك البيوت بيتا أختصه بكرامتي وأوثره بأسمي وأنطقه بعظمتي , وعليه وضعت جلالي , ثم أني مع ذلك أجعل ذلك البيت حرما أمنا يحرم بحرمته من حوله ومن تحته , فمن حرمه بحرمته أستوجب بذلك كرامتي , ومن أخاف أهله فقد خفر ذمتي وأباح حرمتي , أجعله كما في ألآية “96” من سورة أل عمران التي ذكرناها في مطلع الحديث , ثم قال سبحانه وتعالى لآدم “ع” : يأتونه شعثا غبرا ” وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ” – الحج – 27- يرجون بالتلبية رجيجا ويضجون بالبكاء ضجيجا , ويعجون بالتكبير عجيجا , فمن أعتمره لايريد غيره فقد وفى الي وزارتي وخافني , وحق الكريم أن يكرم وفده وأضيافه , وأن شغف كل بحاجته , فأعمره يا أدم مادمت حيا , ثم تعمره ألآمم والقرون وألآنبياء من ولدك أمة بعد أمة وقرن بعد قرن , فهذا كان بدء أمر الكعبة شرفها وعظمها ثم كانت على ذلك الى أيام الطوفان , رفعه الله الى السماء الرابعة , الى أن بعث أبراهيم “ع” حيث أمر الله تعالى أبراهيم وأسماعيل “ع” ببناء بيت له – يتبع –