لاسباب كثيرة منها تغييب الوعي الوطني تعرضت الثقافة في العراق منذ الاحتلا ل حتى اليوم الى اسوء هجمة كانت بدايتها السطو على المتحف العراقي وتخريبه ونهب كنوزه ثم استهداف الاماكن الاثارية الى التخريب و النهب والسرقة والاهمال المتعمد للثقافة بكل مفاصلها بما فيها وزارة الثقافة وعدم تخصيص المبالغ المالية لها التي تساعدها على اداء واجباتها بل انها من الوزارات التي لاتتنافس عليها الاحزاب في اطار المحاصصة وتوزيع الحقائب الوزارية عليها .. اظن الكل يتفق على هذا الامر الذي حذر من خطورته عدد غير قليل من المهتمين بالشأن الثقافي و لم تجد كل النداءات والصرخات لمجلس النواب او الحكومة لمعالجة هذا الخلل وتفاديه وبقيت نشاطات الوزارة لا ترقى الى مستوى ما يفترض ان تمارسه مديرياتها من واجبات مهمة .. ومن بين المديريات التابعة الى الوزارة ثقافة الاطفال التي يتضح من اسمها انها معنية بتوجيه نشاطاتها الى شريحة مهمة في المجتمع هم الاطفال .. ولكن يبدو انه اجتمع في هذه المديرية شيئان لايحظيان باي اهتمام هما الثقافة والطفولة وهذا ما جعلها كما يبدو عاجزة عن ممارسة الحد الادنى من وظيفتها وهو اصدار المجلات والنشريات مثل ” مجلتي ” و ” والمزمار ” وفتح نوافذ للتواصل الثقافي مع الطفل .
في زيارة لهذه المديرية كان السؤال الاول لمدير عام الدائرة الزميل الدكتور علي عويدالذي استلم مهام عمله مؤخراً هو عن خطته وما يحمله من افكار لاعادة الحياة الى ” مجلتي ” و” والمزمار ” خاصة وان الدائرة تحتضن ملاكات وخبرات ممتازة في هذا المجال .. لم اتفاجأ باجابته التي لخصها بكلمة بسيطة هي عدم وجود تخصصيات مالية ..وقال انه يفكر بالاستعانة بزملاء اعلاميين من امثال الدكتور احمد عبد المجيد وزيد الحلي والدكتور طه جزاع وغيرهم لاطلاعهم على واقع الدار ومعاناتها والاستفادة من خزينهم الثقافي والمعرفي وعلاقاتهم مع عدد من المؤسسات الثقافية الدولية والعربية للنهوض بثقافة الاطفال التي تكافح ليس للحفاظ على هيكلها بل للقيام ببعض واجباتها ازاء الطفولة المحرومة من ابسط الحقوق في وطن اسموه جديداً لفظا واعادوه الى الاف السنين تخلفا وضياع !
لن نتحدث هنا عن اهمية الاطفال في بناء مستقبل اي وطن ولن نتناول بالتفصيل مستوى الخراب التفسي لهم منذ الاحتلال .. ولا نتوقع استجابة من سياسيين اكثر ما يشغلهم هو الحصول على وزارات تدر الارباح لهم .. لكننا نتوقع خيرا من عدد من مثقفينا لزيارة هذه الدائرة وتقديم المشورة لها ومساعدتها ولو بكلمة حق ينصفها .. اخيرا لا املك الا هذه الكلمات غير انني اشعر بالفخر وانا اسمع ان عدد من موظفي ثقافة الاطفال كانوا يبادرون بين الحين والاخر للقيام بانشطة يتبرعون بتغطية نفقاتها لادامة بعض خيوط التواصل مع الاطفال منها توزيع ملابس على الايتام خلال رمضان وقبل عيد الفطر المبارك وتنظيم ندوة لمناقشة موضوع تسرب الاطفال من المدارس وغير ذلك .. انشطة تدفعنا جميعا للانتصار للوطن وثقافته ..