الشعوب العربية اضحت تعيش في دوامة فكرية ليس لها مثيل واصبحت رهينة لدى مفكريها ومثقفيها وكذلك اصبحت اسيرة لدى حكامهاواحزابها
فلسطين القضية المركزية للعرب والتي تم تثقيف الشباب العربي على مدى قرون عديدة ,والذي راح ضحيتها الاف الشهداء من الشباب العربي الواعي . ومنذ نعومة اضافرنا تعلمنا ان ارض فلسطين ارض مغتصبة ويجب استرجاعها والقدس محتلة ويجب تحريرها , ولكن في السنوات الاخيرة منذ كامب ديفيد تغيرت السياسة وصارت لاسرائيل سفارات في بعض الدول العربية . واسرائيل وفلسطين يناقشون التعايش السلمي وقيادات الطرفان يجتمعون ويضحكون وكأن شيء لم يكن , ترى هل كان الشباب العربي مغرر به وهنالك من ضحك عليهم؟وهل تضحيات الفدائيين في كل ارجاء المعمورة هي التي جعلت الصهيونية تتمادى على الفلسطينين والعرب ولو انهم ضربوا الصهاينة بالورود لكانت فلسطين الان حرة ولها دولة وعلم ؟
اليوم تطرح في بعض الاروقة الثقافية والاعلامية مواضيع مشابهه , ليضيع الشعب العراقي في متاهة جديدة تضاف الى متاهة الطائفية والفساد , ثورة 14 تموز هذه الثورة التي تربينا علىيها وتثقفنا بثقافتها صارت بقدرة قادر انقلاب دموي وهذا الانقلاب هو من اسسس للقتل في العراق وهو من شجع الانظمة المتعاقبة على القتل ؟؟؟؟ يعني حادثة قتل العائلة المالكة هي من جعلت البعثين يقتلون عبدالكريم قاسم واعضاء حكومته وهي من جعلتهم يشكلون الحرس القومي ويقتلون الوطنين ويغتصبون النساء وهي من جعلت صدام يقتل كل خصومه السياسيين وبالتالي هي من جعلت صدام يتمادى ويحارب ايران ويحتل الكويت وهي من جعلت امريكا وحلفائها يحتلون العراق ويدمرون البنى التحتية ويغتصبون البشر والشجر والحجر وقد تكون حادثة قتل العائلة المالكة هي من جعلت الشمر يقتل الحسين عليه السلام
!!!!!
لانريد هنا ان نعدد انجازات ثورة 14 تموز على رغم من عمرها القصير الذي لايتعدى الخمسة سنوات الا اننا نحاول ان نوجز اهمها للتذكير لكي بعدها نوضح فكرة المقال هذا
محاربة الاقطاع وتحرير الفلاح , والقضاء على البرجوازية الكبيرة والقضاء على الاستعمار وصنيعته, وتوزيع الدور والاراضي على الفقراء والكادحين وبناء المعامل وخلق طبقة عمالية .
وكأن اقامة النظام الجمهوري واطلاق سراح السجناء السياسين وتأسيس العمل النقابي وحرية التعبير صارت عمل اجرامي دموي!!!
وكأن الغاء معاهدة حلف بغداد وكل المعاهدات الجائرة والتي تهين السيادة العراقية اصبحت عمل اجرامي يندى له الجبين!!!
وكأن المادة الثالثة من الدسنور العراقي والتي تنص على ان العرب والاكراد وباقي الاقليات كلهم متساوون بالحقوق وكلهم اخوة فلا يوجود تمايز قومي هي اهانة للاقليات!!!
عقد تحالفات عسكرية مع المنظمة الاشتراكية ومن خلالها استطاع الحصول على السلاح والتبادل الثقافي والعلمي بعد ان اكتشف ان تحالف العراق مع الدول الغربية تحالف وهمي اذ ان الدول الغربية لم تجهز العراق بقطع عسكرية حقيقية يعتمد عليها, الغاء التمييز الطائفي واصدر قانون تأسيس الجمعيات الفلاحية , ومن منجزاتها المهمة دعم حركات التحرر الوطني في الجزائر وكذلك الثورة الفلسطينية
نعود لصلب الموضوع
ان البعض يجعل ثورة 14 تموز انقلاب دموي لانه قتل العائلة المالكة وقتل نوري السعيد رئيس وزراء العراق , ولابد ان نشير هناالى ماذكره المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ حامد الحمداني حيث قال ان قتل العائلة المالكة كان حادث مؤسف ولم تخطط له قيادة الثورة.
هذه الحادثة استغلها البعض وراح يسيء للثورة ولرجالها الابطال لاننكر ان أن لكل ثورة ايجابياتها وسلبياتها ولاننكر ان لكل ثورة ايضا اخطاءها ولكن علينا ان لانهول الاشياء .
.الثورة الفرنسية , ثورة الباستيل , الثوار اعدموا الملك لويس السادس عشر ملك فرنسا
ثورة البلاشفة في روسيا قتلواالقيصر وعائلته
هل هذا معناه ان فرنسا شعب دموي لان الثوار في في عام 1792 اعلنوا تأسيس الجمهورية الفرنسية الاولى واعدموا ملكهم وبالتالي اذا صحت نظرية الاخوة الذين راحوا يعللون اسباب القتل المستمر في العراق قد اسس له عبدالكريم قاسم , فأن فرنسا الان تعاني نفس مايعاني الشعب العراقي , وربما منع المنقبات من ارتداء النقاب هو نتيجة لاعدام الملك لويس السادس عشر!!!
وهل الانجازات الكبيرة التي حصلت في الاتحاد السوفياتي سابقا الذي بناه واسسه البلاشفة بقيادة لينين لاشيء يذكر لانهم قتلوا القيصر وعائلته , وربما ضياع الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية على يد غورباشوف سبببه قتلهم للقيصر ايضا , وربما هذه الحادثة هي من جعلت بوريس يلتسين مخمورا 24 ساعة!!!
الحالة التي اصيبت الشعوب العربية بعد كامب ديفيد هي حالة ضياع وذهول اذ ان اكبر دولة عربية واهمها واكثرها ثقلا عالميا واقليميا قد تصالحت مع اسرائيل, ومنطمة فتح تفاوضت مع اسرائيل وقطر تتعامل مع اسرائيل كانها تتعاون مع اي دولة عربية اخرى هذا الامر جعلت الشباب يعتكف السياسة لانه قدم سيول من الدماء الزكية من اجل القضية الفلسطينية وبالتالي النتيجة لاشيء سوى الخذلان والانكسار
نفس الشيء الشباب العراقي اليوم فهو مصدوم من السياسين لانهم متناقضين و متلونين , اذا لم تكن 14 تموز ثورة مثلما اخبروهم ابائهم واجدادهم , و عبدالكريم قاسم ليس افضل رئيس عر اقي , وان صدام كان ضحية لتصرفات عبدالكريم واثرت عليه نفسياً, ماذا سيقول الشباب لابائهم ولنا بعد الان, لااظنهم سيقولون شيء ولكنهم سيضحكون علينا لأننا خدعناهم , وقد يكون تردد الشباب في الخوض في المعترك السياسي والاخذ بالامور بجدية لمواجهة مايحصل في بلدنا اليوم سببه هذه المغالطات في التحليل و المغالطة في ذكر الوقائع التأريخية التي تسيء للحركات والشخصيات الوطنية وتعيب نضال الشعب العراقي
احترامي الكبير لكل الاخوة والزملاء الذين كان لهم رأي مخالف